يتناقل النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لأفراد من جمهور حسنية أكادير لكرة القدم، يوجهون خطابا مباشرا، للاعبي الفريق من داخل ملعب التداريب، ومباشرة بعد انتهاء إحدى الحصص التدريبية.
تضمن الخطاب عتابا واضحا للاعبين وتحميلهم مسؤولية، نتائج سلبية حصدها الفريق خلال الدورات الأخيرة، ومقابل ذلك تم إعفاء المكتب المسير ، والطاقم التقني بقيادة البرازيلي باكيتا من أية مسؤولية، ولم يقف الأمر إلى حدود العتاب واللوم، بل تعداه إلى التهديد والوعيد والكلمات النابية والمسيئة.
حدث هذا في غياب مسؤولي الفريق، وأعضاء الطاقم التقني في مقدمتهم الرئيس حبيب سيدينو والمدرب باكيتا، أي إن المواجهة كانت مفتوحة ومباشرة بين أفراد من الجمهور واللاعبين، كما وجهوا خلال نفس المناسبة، أمر صارما للاعبين الملتحقين هذا الموسم بالفريق، مفاده إما الاجتهاد في تقديم مستوى أفضل، أو الرجوع من حيث أتوا، في تلميح واضح للعناصر التي لا تنتمي للمدينة.
هكذا أصبحت تسير الأمور داخل حسنية أكادير، النادي السوسي الذي كان يعرف منذ الأزل بالترفع والسلوك المتزن وعدم المغامرة، والأكثر من ذلك الابتعاد عن صغائر الأمور، إلا أنه أصبح يعيش الآن منحدرا في التعامل، بسلوك أقل ما يقال إنه صبياني، ولا يرقى إلى قيمة وتاريخ هذا النادي المرجعي الذي لعب دورا بارزا داخل منطقة مهمة، عرفت على الدوام بقيمة رجالاتها وعطاءات القامات المنتمية لمنطقة سوس العالمة…
الكل يشهد للرئيس الحبيب سيدينو بالرزانة والسلوك القويم والغيرة على الحسنية، قدم من جهده ووقته وماله الشيء الكثير، من أجل أن يبقى الفريق الأكاديري ضمن مصاف الكبار، إلا أنه لم يكن من الممكن أن يستمر على نفس المنوال إلى ما لانهاية، فـ “فوق طاقتك لا تلام”…
وقبل بداية هذا الموسم، عرف المكتب المسير مجموعة من التغييرات، بدخول عناصر من المعارضة، واعتزال آخرين مجال التسيير، بهدف ضخ دماء جديدة وتطبيق تصورات مغايرة، إلا أن الآمال التي علقت على هذا التغيير لم تتحقق حتى الآن، فحتى التجانس والتضامن الذي كان يطبع العلاقة بين أعضاء المكتب المسير، انتفى فجأة وأصبحت هناك تكتلات وضرب من تحت الحزام، وما الهجوم الذي تعرض له اللاعبون خلال الحصة التدريبية المذكورة سوى ترجمة بسيطة لهذا التشتت الذي يعرفه حاليا المكتب المسير.
ونحن هنا لا نتهم الأعضاء الجدد بالتآمر أو شن حرب على القدامى من المسيرين، فحتى الآن ليست هناك دلائل أو اتهامات أو اعترافات تفيد ذلك، لكن المؤكد أن الأمور داخل المكتب المسير ليست على ما يرام، ومن الضروري أن يكون للرئيس دور في تقريب وجهات النظر، وتطويق الخلافات، وتفادي نشر الغسيل الداخلي…
وبعد كل ما حدث خلال الحصة التدريبية من المفروض أن يكون هناك تدخل حازم من طرف المكتب المسير، أولا برفض السلوك وتقديم اعتذار للاعبين، والتعهد بعدم التكرار، كما على المدرب التعبير صراحة، عن عدم قبوله لهذه الطريقة التي تمت بها مخاطبة لاعبين، ورفضه اختراق الحصة التدريبية التي تبقى لها حرمة لا يمكن تجاوزها…
المؤكد أن فريق حسنية أكادير لكرة القدم في حاجة إلى كل رجالاته، في حاجة أيضا إلى تسيير جماعي وتكاثف الجهود، وتوزيع واضح للمهام واحترام التخصصات، وتجاوز الصغار، لأن الحسنية أكبر من أن تتحول إلى مجرد أداة داخل لعبة المصالح…
محمد الروحلي