حكيمي: فخور بتمثيل قارة إفريقيا ككل وليس المغرب وحده

اعتبر الدولي المغربي والظهير الأيمن لنادي باريس سان جرمان الفرنسي، أشرف حكيمي، أنه يشعر بالفخر إزاء تقدير المغاربة له، مبرزا الدور الكبير الذي تلعبه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في النهوض باللعبة.
وأقر حكيمي في حوار أجرته معه صحيفة “جون أفريك”، بأن المغاربة باتوا أكثر ارتباطا بالمنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، مؤكدا على أن اختياره تمثيل المغرب جاء بشكل طبيعي وبتوافق مع محيطه العائلي.
وبعدما أبدى حكيمي (23 عاما) فخره بتمثيل قارة إفريقيا ككل وليس المغرب وحده، شدد على أنه من الخطأ التقليل من نجوم الكرة الإفريقية في ظل تواجد عدة أسماء ضمن خانة أفضل 10 لاعبين في العالم.
ووصف حكيمي المباريات تصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر بالصعبة بسبب عدة عوامل سلبية كالمناخ ورداءة الملاعب، لكنه عاد ليؤكد على ضرورة التكيف مع هذه الظروف لتحقيق الأهداف.
وذكر حكيمي بأن استضافة المغرب لمباراة منتخب غينيا بيساو تدل على المكانة التي باتت تحظى بها المملكة داخل ساحة كرة القدم الإفريقية، بفضل توفرها على ملاعب بمواصفات دولية وبنية تحتية حديثة.
كما تحدث حكيمي في ذات الحوار عن العلاقة الطيبة التي تربطه بالدولي السابق نور الدين النيبت، ورأيه في موضوع دمج أبناء المهاجرين في فرنسا، إضافة لإمكانية استقراره في المغرب بعد نهاية مشواره الكروي.

عندما تلعب في ناد أوروبي لسنوات -كما هي حالتك-، كيف يظهر الجمهور المغربي عاطفته تجاهك؟
>> أكون فخورا جدا عندما أرى الناس يقدرون ما أفعله وطريقة لعبي وما أقدمه داخل الملعب وخارجه. المشجعون المغاربة يمنحونني الكثير من السعادة، وأسعى لإظهار امتناني لهم عبر تقديم أفضل ما لدي في كل مباراة.

> ما رأيك في العمل الذي تقوم به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؟
>> الجامعة تقوم بعمل جيد جدا. لقد بذلت الكثير من الجهد ليس فقط لصالح المنتخب الوطني. إنها تهتم كثيرا بمنتخبات الشباب والقاعدة والهواة بشكل عام. وتسعى إلى توفير أفضل الظروف الممكنة لممارسة اللعبة.

> كيف هي علاقتك بنور الدين النيبت الذي عين في يناير 2020 مديرا تقنيا وطنيا من طرف رئيس الجامعة فوزي لقجع؟
>> نتفاهم جيدا ونتواصل باستمرار عبر “واتساب”. نتحدث عن عدة أمور وعن حياتنا الخاصة، لكن الأهم أنه يقدم لي نصائح ويهنئني عندما أحقق إنجازات مهمة. نور الدين النيبت أسطورة في المنتخب المغربي. إنه شرف لي أن أتحدث معه، وخصوصا التعلم من تجربته ونصائحه، حتى أنجح في السير على خطاه.

> في 9 أكتوبر المنصرم، كان مقررا أن تستضيف غينيا بيساو المغرب، لكن بسبب عدم توفرها على ملعب بمواصفات دولية، أقيمت المباراة مؤخرا بالدار البيضاء، هذا يعني أن المملكة المغربية أصبحت تحتل مكانة بارزة في ساحة كرة القدم الإفريقية!
>> في هذه الحالة بالذات، لم تتمكن غينيا بيساو من اللعب على أرضها، وبالتالي استفسرت من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) عن مكان إقامة المباراة. تم اقتراح العديد من البلدان. الأغلبية رفضوا استقبال الغينيين عكس المغرب. ولهذا أقيم اللقاء في الدار البيضاء. من المهم أن يتوفر المغرب على ملاعب كبيرة وبنية تحتية حديثة. ويسعدني أن اللاعبين والمنتخبات يفضلون اللعب هنا.
> هل لديك انطباع بأن المغاربة أصبحوا أكثر فخرا بمنتخبهم الوطني في السنوات الأخيرة؟
>> في كل مرة تكبر فيها في حياتك الكروية أو الشخصية، وتتحسن في جوانب مختلفة في أسلوب لعبك، تشعر دائما بالعاطفة. هذا يمنح المغاربة الكثير من الرضا، خاصة أنهم يفتخرون بك ويظهرون ذلك أكثر من السابق. وهذا أمر صحيح.

> كيف تقيم مستوى التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال؟
>> المستوى جيد، وهي مباريات صعبة بشكل عام. لكن من الصعب اللعب في إفريقيا، ليس كما هو الحال في أوروبا (المناخ وجودة الملاعب والمرافق والفنادق). عليك أن تتكيف مع جميع الظروف إذا أردت بلوغ أهدافك بتحقيق الفوز والتأهل. هذه الأمور مجموعة هي التي تساعدك في التطور والنمو كلاعب.

> رغم أن نجوم الكرة الإفريقية يتواجدون دوما على الساحة الدولية، ألا ترى أنه يتم التقليل من اللاعبين الأفارقة بشكل عام؟
>> هناك لاعبون أفارقة كبار يقومون بأشياء عظيمة مع بلدانهم وأنديتهم. شيئا فشيئا الأفارقة يظهرون للعالم أجمع بأنهم قادرون على منافسة أفضل اللاعبين. هذه هي حالة محمد صلاح وساديو ماني ورياض محرز … يمكنني إعطاء أسماء من المحتمل أن تكون ضمن قائمة العشرة الأوائل الأفضل في العالم. سعيد أن يهتم الناس بالكرة الإفريقية، وأن يكون لديهم إعجاب بهؤلاء اللاعبين. آمل أن تستمر الأمور في التطور في هذا الاتجاه. سيكون خطأ التقليل من الكرة الإفريقية، لأنها إفريقيا تقدم لاعبين يعتبرون من أفضل اللاعبين في العالم.

> لعبت لأندية كبيرة كريال مدريد وبوروسيا دورتموند وإنتر ميلانو، والآن تلعب لباريس سان جرمان، خلال هذه التجارب، هل تسعر بأنك تمثل المغرب وإفريقيا؟
>> كنت محظوظا باللعب لأندية كبيرة. بالطيع أنا أمثل المغرب، لكني أمثل أيضا القارة بأكملها أي إفريقيا. العديد من الأفارقة يتعرفون علي في كل مكان، ويدعمونني عندما ألعب مع المنتخب الوطني على أرضهم. يظهرون لي حبهم ويشجعونني ويلهمونني للتطور أكثر فأكثر. هذا يجعلني فخورا بتمثيل إفريقيا كلها وليس المغرب فقط.
> في السنوات الأخيرة في فرنسا، باتت قضية دمج الشباب من أصول مهاجرة قضية رأي عام، أنت عشت في خيطافي إحدى ضواحي مدريد، هل يمكنك أن تخبرنا عن تجربتك في سنوات المراهقة؟
>> أرى أن هذا النقاش لا يتعلق بي. في الحي الذي كنت أعيش فيه، كان هناك الكثير من الأشخاص من أصل مغربي، ولم تكن هناك أي مشاكل بينهم. في الحقيقة الموضوع يتعلق بأشخاص جيدين أو سيئين. في خيطافي كنت محظوظا بمقابلة أشخاص ساعدوني في التطور والوصول إلى ما أنا عليه الآن.

> ولدت في إسبانيا وكان بإمكانك تمثيل منتخب “لاروخا”، لكنك اخترت اللعب للمغرب، هل كان حلم الطفولة أم أن الاختيار كان صعبا بالنسبة لك؟
>> كان قرار فكرت فيه بعناية واتخذته في الوقت المناسب. تم هذا الاختيار بعد مناقشة مع والدي وعائلتي. في المنزل نشاهد الكرة المغربية كثيرا ونتابع تلقائيا المنتخب الوطني. أتابع اللاعبين وأفكر مع نفسي: هل يمكنني أن ألعب يوما ما مع المنتخب الوطني؟ اليوم الذي تم استدعائي فيه، أتى وخضعت فترة اختبار وشعرت بالارتياح على الفور. أنا من أسرة مسلمة وعربية، وعندما تكون متعودا على ثقافة معينة وأشياء أخرى، تشعر بالراحة في مكان دون آخر. اتخذت القرار بشكل طبيعي وبتوافق مع محيطي العائلي.

هل تفكر في العيش في المغرب بعد نهاية مسيرتك الكروية؟
>> من يعلم ماذا سيحدث غدا؟ أحب المغرب. أحب بلدي وثقافته من أعماق قلبي. إذن لم لا؟ سنرى ماذا تخبئ الحياة. والدي من مدينة وادي زم ووالدتي من مدينة القصر الكبير، لكني إذا قررت الاستقرار بالمغرب، فسأختار مدينة كبيرة.

< ترجمة: صلاح الدين برباش

Related posts

Top