خلف تعامل لاعب فريق الرجاء البيضاوي بدر بانون، المنتقل حديثا للأهلي المصري، في حق الزملاء الذين تحملوا عناء التنقل لمطار محمد الخامس، ردود فعل قوية، أجمعت على رفض مثل هذا السلوك غير المقبول تماما.
المؤكد أن ما صدر عن بانون صباح الاثنين، ليس مفاجئا، وهو الذي عود الجميع على تصرفات وتصريحات واعتداءات في حق رجال الإعلام والحكام، والفرق المنافسة على حد سواء، الشيء الذي يؤكد أننا أمام حالة غير عادية للاعب، كان من المفروض أن يكون القدوة والمثال بالنسبة للاعبين الناشئين.
عميد المنتخب المحلي وعميد الرجاء، في غياب محسن متولي، مطالب بتقديم صورة ناصعة عن لاعب يحمل قميص الرجاء، ويدافع عن الألوان الوطنية، إلا أن العكس هو الحاصل تماما، إذ لا يمكن أن تمر فترة، دون أن يفاجئ الجميع بتصرفات غير مسؤولة، إلى درجة أنه اعتدى بالضرب على مصور صحفي، بدعوى أنه يترصد حركاته وسكناته.
ما يجب أن يعرفه بانون أن انتماءه لفريق كبير كالرجاء، واختياره ضمن المنتخبات الوطنية، وتشريفه بحمل شارة العمادة، هو الذي يجعل منه شخصا تسلط عليه الأضواء ويحظى بمتابعة إعلامية، تنتظرها جماهير النادي، كما هو الحال بالنسبة للغالبية العظمى من المتتبعين. وغير هذا الجانب الرياضي في شخصيته ما كان ليلتفت إليه أحد.
إلا أنه وللأسف، لم يستوعب بانون الرسالة المطلوبة منه، ولا الدور المنتظر منه، ليصدم الجميع حتى وهو يستعد للانتقال إلى الأهلي المصري، بتعامل لا يشرفه ولا يشرف مساره، ليتأكد أن سلوكاته مسألة عادية في شخصيته، وليست حالة عابرة.
فأي رسالة سبقته، وهو ينضم لنادي القرن، وكيف ستستقبل الصحافة المصرية الرسالة، مع ما يعرف عن الزملاء بأرض الكنانة من تضامن وتآزر ودفاع بكل قوة واستماتة عن الجسم الصحفي، دون أن ننسى المتابعة الإعلامية المكثفة التي لا تنقطع ليل نهار، مما يفرض على أي لاعب الكثير من الانضباط والابتعاد عن أي سلوك قد يجر عليه غضب الأوساط الرياضية بصفة عامة.
والغريب أن هناك من يؤيد بانون بصفة تلقائية، سواء كان ظالما أو مظلوما، دون نقاش أو بحث أو تردد، ودون تفكير في المصلحة الحقيقية للاعب، بعيدا عن منطلقات التعصب الأعمى والمزايدات المجانية والصبيانية في الكثير من الحالات، وهذا ما شجع هذا اللاعب على التمادي في ارتكاب حماقات، تخلق حوله دائما ردود فعل سلبية، هو في غنى عنها، لو احتكم إلى عين العقل والسلوك السوي.
مباشرة بعد انتهاء مسار الرجاء بعصبة الأبطال، سيصبح بانون لاعبا للأهلي، من الجانب الرياضي نتمنى أن يوفق في التجربة الجديدة، ومن حيث السلوك ننتظر أن ينضج أكثر، وأن يغير من سلوكاته، وأن يظهر الكثير من الرزانة، ويعطي المثال والقدوة.
>محمد الروحلي
