تأكد رسميا صعود كل من فريق النادي المكناسي لقسم الكبار، والتحاق فريق النادي القنيطري بالدرجة الثانية من البطولة الاحترافية لكرة القدم…
خبران تلقتهما الأوساط الرياضية على الصعيد الوطني، بكثير من الترحاب، بالنظر لقيمة الناديين، ودورهما في إغناء رصيد كرة القدم الوطنية…
فلا “الكوديم” ولا “الكاك”، شكلا معا الخزان الذي لا ينضب لجل المنتخبات الوطنية، وساهمت مدرستهما في إنجاب لاعبين كبار، دافعوا بسخاء على القميص الوطني، بأكبر المحافل الدولية…
لاعبون مهرة، تخرجوا على أيادي أطر وطنية مجربة، اشتغلت بروح للتطوع طيلة أيام الأسبوع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ ومن منا لا يذكر الراحلين الصويري وبنونة، اسمان كبيران قادا معا لعقود مدرستين كبيرتين بمكناس والقنيطرة، بأقل تكلفة، لكن بكثير من الحب والسخاء…
إلا أن هذا العطاء الوفير، توقف بحكم عامل الزمن وتأثير توالي السنين، والأكثر من ذلك غياب من هو قادر على أخذ المشعل من بعدهما، بنفس مواصفات الكفاءة، والتعلق بمهنة التكوين والتأطير…
قل العطاء وتراجع المستوى؛ وتراكمت أخطاء التسيير، وكثرت التطاحنات، وعمت الفوضى والتسيب، وطغت الحسابات الخاصة، وتحول الناديان إلى مجرد ورقة للمزايدة، وخدمة المصالح الضيقة، فكان طبيعيا الانحدار إلى الأسفل…
إلا أن الايجابي أن الناديين معا، حافظا رغم كل شيء على دعم أساسي، ساهم في بقائهما بالصورة، وعدم اختفائهما إلى الأبد، ويتمثل ذلك في دعم الجمهور وحضوره الدائم، جمهور يتفاعل؛ يساند ويحتج، يطالب، ويدعم في كل الظروف والحالات، جمهور قادر على حماية الناديين الكبيرين من عبث المفسدين…
وفي انتظار عودة الكاك إلى مكانها الطبيعي والعادي، فإن الهدف الأساسي هو الاستفادة من الأخطاء، وضمان مسار متوازن، قادر على الاستمرارية المطلوبة، والعودة للمنافسة على أعلى مستوى، بعد مغادرة أقسام الظلمات…
وبالحديث عن الأندية التاريخية والمرجعية، تقفز إلى الذاكرة أسماء أندية أخرى عاشت الانحدار، كنهضة سطات، والاتحاد القاسمي، والاتحاد البيضاوي، ونجم الشباب، وغيرها من الأندية العريقة التي ميزت تاريخها، وتعاني من الإهمال والتسلط والاستغلال البشع…
ولعل المطلب الأساسي في هذه الأسماء من الأندية المرجعية، أن تصبح في ملكية المدن التي تنتمي لها، وأن لا تستمر بيد أشخاص، همهم الوحيد تحقيق منافع شخصية، حتى لو أدى ذلك خراب الأندية وإفلاسها…
فالرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، تعد مرفقا عموميا أساسيا يرتبط بصورة المغرب، ويحظى بشغف ومشاعر الآلاف من العشاق والمتابعين، كما يلعب دورا مهما في التنمية الاجتماعية، بل أصبح خيارا استراتيجيا للدولة…
من هنا على سلطات المدن والمنتخبين والقطاعين العام والخاص، الاهتمام أكثر بالقطاع الرياضي وخاصة الأندية التاريخية صاحبة القاعدة الجماهيرية العريضة، فالمهمة وطنية بكل المقاييس، ولا تتحمل التأجيل أو التأويل….
محمد الروحلي