خطة “تجدر”.. لحزب التقدم والاشتراكية

تفعيلا لمقررات اللجنة المركزية في دورتها الأخيرة، أطلق حزب التقدم والاشتراكية، سلسلة من اللقاءات التواصلية في مختلف فروعه الإقليمية، والمحلية، وتنظيماته السوسيو- مهنية، والتنظيمات الموازية، لشرح ومناقشة خطة «تجذر»، والتي هي بمثابة خارطة طريق تغطي الفترة ما بين سنتي 2017 و2021.
هذه اللقاءات التواصلية التي يرأسها أعضاء الديوان السياسي للحزب، تندرج ضمن الدينامية السياسية والتنظيمية التي أطلقها حزب الكتاب مباشرة بعد الإعلان عن نتائج انتخابات السابع من أكتوبر الماضي، التي كانت موضوع تقييم شامل من طرف برلمان الحزب على مدى يومين كاملين، استخلص منها رفاق نبيل بنعبد الله مجموعة من الخلاصات التي باتت تشكل نقطة ارتكاز أساسية لانبعاث وتجديد الروح النضالية والفعل النضالي الذي ظل يميز حزب التقدم والاشتراكية منذ نشأته الأولى في أربعينيات القرن الماضي إلى اليوم.
خطة «تجذر»، في شقها الموضوعي، هي شعار مرحلة، تحيل على حمولة فكرية وفلسفية، تترجم الهوية الحقيقية لحزب التقدم والاشتراكية كحزب يساري تقدمي اشتراكي وحداثي، عرف، على امتداد تاريخه، كيف يمزج بين جدلية الوفاء والتجديد، ضمن نسق سياسي مغربي تتجاذبه العديد من المتغيرات التاريخية والاجتماعية المحكومة بموازين قوى رئيسية جعلت من مفهوم المسلسل الديمقراطي، منذ بداية السبعينات إلى اليوم، حلبة للصراع السياسي والاجتماعي بمفهومهما الواسع. وقد أدرك حزب التقدميين المغاربة كنه هذا النسق السياسي الوطني، بكل خصوصياته المجتمعية والثقافية، وعمل بشكل تدريجي على تغييره وفق مقاربة سياسية واقعية تقوم على مفهوم التراكم نحو الديمقراطية والحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية.  
من جانب آخر، تروم خطة «تجذر» في شقها الذاتي، المرتبط بالأداة التنظيمية لحزب التقدم والاشتراكية، الوقوف على ما قد يعتري التجربة النضالية من اختلالات تنظيمية، يتم الوقوف عندها بين الفينة والأخرى، بحكم واقع الممارسة السياسية، وانطلاقا من إعمال مبدأي النقد والنقد الذاتي، اللذين يفرضان، في كثير من الأحيان، إعادة النظر في مجموعة من الأساليب والممارسات التي قد لا تنسجم مع طبيعة المرحلة، أو مع ما يعتمر المشهد السياسي المغربي من مستجدات ومتغيرات تفرض ملاءمة الأداة التنظيمية التي تعطي المضمون الحقيقي لمفهوم الحزب السياسي الذي انبثق من رحم الشعب.
كما أن «تجذر» كما يراه حزب التقدم والاشتراكية، يفرض تجديد طاقات المناضلات والمناضلين، وتأهيلهم فكريا وأيديولوجيا ومعرفيا، وتقوية الشعور بالانتماء الحزبي لديهم، ليكونوا على دراية بكل مستجد تنظيمي أو سياسي للاشتغال على المستوى الميداني، بشكل يومي، وسط مختلف الفئات الشعبية والارتباط المستمر بقضاياها العادلة والمشروعة، في أفق بناء الدولة الوطنية الديمقراطية.
ويؤكد حزب الكتاب، من خلال هذه الخطة، وعيه بخصوصية بعض الفئات الاجتماعية وما يتطلب ذلك من مرونة في مقاربتها والعمل معها، وهو بذلك يعطي لنفسه رافعة تنظيمية موازية تتلاءم طبيعتها وأساليب عملها مع انتظارات الفئات المستهدفة.

محمد حجيوي

Related posts

Top