ديربي بيضاوي غير متكافئ

احتضنت القاعة المغطاة التابعة لمركب محمد الخامس، ديربيا آخر غير الذي تعودنا عليه بملعب كرة القدم المجاور، جمع فريقي الوداد والرجاء البيضاويين، لكن هذه المرة في كرة السلة.
وإذا كانت ديربيات كرة القدم، عودتنا على التنافس القوي والندية المطلوبة، والتكافؤ من حيث الحضور الجماهيري، وعدم السماح بتسجيل نقط على حساب الآخر، فإن ديربي الكرة البرتقالية، شهد هذا الموسم تفوق الجانب الودادي عدة وعددا.
جرت هذه المباراة السبت الماضي، برسم الدورة التاسعة من بطولة القسم الممتاز لكرة السلة -مجموعة الجنوب-، وشهدت حضورا جماهيريا قياسيا، أعاد للأذهان الشعبية التي سبق أن سجلتها اللعبة، خلال فترة التسعينات من القرن الماضي، إلى درجة أنها سبق أن صنفت بحق اللعبة الشعبية الثانية، بعد كرة القدم، بل إن شعبية بعض فرق كرة السلة، تجاوزت في بعض المدن، أندية عريقة تنتمي لبطولة كرة القدم.
إلا أن الملاحظ أن قاعة المركب، شهدت حضور جمهور الوداد فقط، بينما غاب جمهور الرجاء، وعلى غير عادة، وهو الغياب الذي سمح للمد الأحمر، باكتساح الفضاء بالطول والعرض، وتحفيز لاعبي فريقه لهزم المنافس، وهو ما تحقق بالفعل، حيث انتهت المباراة بفوز ودادي جد مستحق، بحصة بلغت 62 مقابل 45 نقطة.
برز من جانب الوداد، مجموعة من العناصر من بينهم نوفل رباحي وكلوشي الملقب (بمبينزا) بتسجيله نقاط حاسمة، رجحت كفة فريقه، بينما ظهرت حاجة الرجاء إلى مجهود كبير، من أجل استعادة الماضي المشرق الذي سبق أن عرفه الفريق الأخضر خلال التسعينات، تحت قيادة كمال ليشتاف ورضوان ارزان والراحل نبيل السواري وغيرهم….
فهل استعادت لعبة كرة السلة أخيرا عافيتها، وهل ستسجل تألقا جديدا، بفضل الأندية التقليدية التي ساهمت في تحسين المستوى، ورفع إيقاع المباريات.
كل محب لهذه الرياضة الجميلة، يتمنى ذلك، خاصة بعد الجمود الكارثي الذي فرض طيلة عقد من الزمن، كان له الأثر البالغ على جل المكونات، والآن وبعد أن عادت العجلة للدوران، ولو بشكل بطيء، يمكن التنبؤ باستعادة إشراقات الماضي، وتمكين لعبة كرة السلة من أن تستعيد المكانة التي تستحقها بخريطة الرياضة الوطنية….

>محمد الروحلي

Related posts

Top