ذكرى الشبيبة الاشتراكية

تخلد منظمة الشبيبة الاشتراكية (حزب التقدم والاشتراكية) اليوم عامها السابع والأربعين، مجسدة تاريخا نضاليا وجمعويا وميدانيا زاخرا، وذلك منذ نشأتها في: 18 يناير 1976، تحت تسمية: (الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية)، قبل أن تختار اسمها الحالي.
ميلاد المنظمة الشبابية التقدمية كان ضمن السياق السياسي والمجتمعي المرتبط بمغرب منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وجاء متزامنا مع خروج الحزب نفسه إلى العمل السياسي العلني والشرعي، ومع التطلع العام في البلاد لتحقيق الانفراج وبداية المسلسل الديموقراطي، ومن ثم كان عمل المنظمة وسط الشباب مجسدا لكل هذه الانتظارات الديموقراطية المجتمعية، وتمثل في الحضور النضالي الميداني وسط التلاميذ والطلبة، وفي هياكل وأنشطة «الاتحاد الوطني لطلبة المغرب»، عبر فصيل: «طلبة حزب التقدم والاشتراكية»، وداخل الأحياء ووسط الشبيبة العاملة وفي دور الشباب والجمعيات…
منذ البداية اختارت (الشبيبة) لنفسها مسارا يميزها عن باقي الشبيبات الحزبية، ولم تكن قطاعا حزبيا داخليا أو طرفا منغمسا في الشأن الداخلي الحزبي، ولكنها بقيت تنظيما له الكثير من الاستقلالية التنظيمية، ويعمل وسط الشباب، وجعل هياكله الترابية فروعا محلية، أو هي بمثابة جمعيات محلية، واتخذ دور الشباب مقرات له على الصعيد الوطني في الغالب، ومارس أنشطة متنوعة داخلها لتأطير فئات الشباب والتلاميذ والفتيات والطلبة، كما لم يغفل تكثيف ترافعه السياسي بشأن قضايا الشباب والمجتمع، وأيضا قضايا النضال الإنساني الأممي.
لقد مثلت (الشبيبة الاشتراكية) دائما ذراعا نضاليا لإشعاع الوعي والمواطنة والحقوق وسط الشباب، وعملت على نشر قيم المساواة والانفتاح والحرية والتضامن والتقدم.
من جهة ثانية، يسجل لهذه المنظمة الشبابية التقدمية تاريخها الطويل في الترافع حول القضايا الوطنية المغربية، وخصوصا قضية الوحدة الترابية لبلادنا، وذلك في مختلف المحافل العالمية والقارية والإقليمية، سواء عبر علاقاتها الثنائية أو من خلال أنشطة ومهرجانات الاتحاد العالمي للشباب الديموقراطي واتحاد الشباب العربي وغيرهما، وبقيت دائما حريصة على الحضور النشيط والفاعل تجاه منظمات الشباب والطلبة في العالم، وتجاه الرأي العام الشعبي الدولي، انتصارا للقضايا الوطنية المغربية ودفاعا عنها.
اليوم، فعلا، تبدلت كثير سياقات وتوازنات داخل المغرب وعبر العالم، وتغيرت سلوكات وأحجام وتمثلات، ولكن هذه الهيئات ذات المصداقية والتاريخ والمرجعية والخبرة لا تزال مطلوبة في مشهدنا السياسي والشبابي والمجتمعي والديبلوماسي الحالي، ومن المهم التفكير في دعمها واستثمار رصيدها التاريخي والعملي لتمتين حضور بلادنا وسط الشعوب، والدفاع عن مصالحها، وعن صورتها العامة.
وبالنسبة لمنظمة «الشبيبة الاشتراكية»، وهي تقترب من نصف قرن ضمن مسارها النضالي العام منذ النشأة، فهي تعتز برصيدها التاريخي الغني وصمودها إلى اليوم، ولكن، في نفس الوقت، تدرك أن مهمات جديدة ومستقبلية تنتظرها لمواصلة جهد تأطير الشباب المغربي والترافع من أجل تطلعاته ومطالبه المستجدة، وهي مسؤولية جسيمة على كل حال.
سنة أخرى مجيدة في مسيرة «الشبيبة الاشتراكية»، والعمر النضالي المديد خدمة للشباب المغربي ولقضايا وطننا وشعبنا.

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top