نعى الرئيس محمود عباس، إلى أبناء شعبنا في الوطن والشتات، الشاعر الفلسطيني الكبير أحمد دحبور، الذي غيبه الموت السبت الماضي، عن عمر ناهز ” 81″ عاما .
وتقدم الرئيس لذوي الفقيد وأهله، بأحر التعازي والمواساة، سائلاً المولى عزل وجلّ أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
كما نعت حكومة الوفاق الوطني برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، الشاعر الكبير دحبور .
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، ” إن الثقافة العربية فقدت برحيل الشاعر والمناضل أحمد دحبور إحدى أعمدتها، وأن هذا الرحيل المحزن ترك بدون ريب فراغا كبيرا في الحياة الثقافية في فلسطين”.
وشدد على دور الشاعر أحمد دحبور الثقافي والنضالي في أهم المفاصل الكفاحية ومراحل القضية الفلسطينية المعاصرة، ونضال امتنا العربية.
وتقدم المتحدث الرسمي باسم الحكومة من ذوي الفقيد الكبير وعائلته الكبيرة شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية بالتعازي والمواساة.
الثقافة: خسارة كبيرة..
ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية، الشاعر الكبير، وقالت في بيان لها،: ” بمزيد من الحزن والأسى، ننعى القامة الإبداعية الكبيرة، الشاعر أحمد دحبور، الذي وافته المنية في مدينة رام الله، بعد ظهر أمس “، معتبرة رحيله خسارة كبيرة على المستويات الوطنية، والثقافية الإبداعية، والإنسانية.
وشددت الوزارة على أنه برحيل دحبور تفقد فلسطين ليس فقط واحداً من عمالقة الأدب والإبداع الفلسطيني، بل بوصلة كانت حتى اللحظات الأخيرة تؤشر إلى فلسطين، وأيقونة لطالما كانت ملهمة للكثير من أبناء شعبنا في مختلف أماكن إقامتهم، وفي مختلف المفاصل التاريخية الوطنية، هو الذي كان بكلمات أشعاره يعكس العنفوان والكبرياء الفلسطيني، خاصة في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وبقي حتى رحيله المفجع.
وجاء في بيان وزارة الثقافة: “إنه من الصعب بمكان سد الفراغ الذي سيتركه صاحب “حكاية الولد الفلسطيني”، وكاتب كلمات الأغنيات الخالدات، ومنها: “اشهد يا عالم”، و”عوفر والمسكوبية”، و”يا شعبي يا عود الند”، و”الله لأزرعك بالدار”، و”يا بنت قولي لامك”، و”غزة والضفة”، و”صبرا وشاتيلا”، وغيرها الكثير من الأغنيات التي كان الوطن جوهرها، وسكنها النضال من أجل الحرية مع كل حرف من كلماتها وعباراتها، ففلسطين في أغنيات دحبور أهم من الحزب والانتماءات الضيفة، وهي التي سكنها في سني عمره الأخيرة، فكان “العائد إلى حيفا” ولو لساعات بين فترة وأخرى.
وأكدت الوزارة في بيانها، على أنها كانت وستبقى الحريصة على تعميم إرث دحبور الشعري والنثري، مختتمة بيانها بالتأكيد: “لو رحل دحبور جسداً تبقى كلماته حية في وجدان الشعب الفلسطيني بأجياله المتعاقبة”.
“الإعلام” تنعى طائر الفينيق..
ونعت وزارة الإعلام بمزيد من الحزن والأسى، الشاعر الكبير أحمد دحبور، وقالت في بيان: ” إن رحيل هذه القيمة الانسانية والفكرية والثقافية الفلسطينية الإنسانية التي أعادت صياغة الهوية الفلسطينية الحديثة من خلال “حكاية الولد الفلسطيني”، والأغنيات التي كانت نبض الفكرة وعمقها وحاملها الشعري والفني.
وأضافت: “أحمد دحبور هو شاعر الثورة الذي أشهد العالم “علينا وعلى بيروت والحرب الشعبية”، وطائر الفينيق الذي نهض من رماد المنافي واللجوء والمرض، وحارس النهار الذي حفظ عود اللوز الأخضر وكتب عن جنسية الدمع والشهداء في أربعة عشر ديوانا، والمغامر الذي ذهب ليعيد النهار، ولم يعد.
“التربية” تنعى الشاعر الكبير
ونعت وزارة التربية والتعليم العالي، الشاعر الفلسطيني الكبير. واعتبر الوزير صبري صيدم، رحيل الشاعر خسارة كبيرة لفلسطين التي فقدت برحيله علماً من أعلام أدب المقاومة ومناضلاً ملتزماً بقضايا شعبه، وأن فلسطين برحيله تخسر من جديد عملاقا من عمالقة الأدب الذين طوعوا كلماتهم لإعلاء صوت فلسطين في المحافل كافة.
وجددت الوزارة التزامها بالوفاء للشاعر الراحل عبر إبقاء ذكراه حاضرة في مدارسنا وجامعاتنا، معربة عن مواساتها لذوي الفقيد وعائلته وشعبنا الفلسطيني لهذا الرحيل الموجع.
“فتح”: دحبور منارة ثقافية وشخصية حضارية..
من جهتها نعت حركة “فتح”، الى جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية، والمثقفين في العالم، الشاعر والكاتب الكبير أحمد دحبور .
وجاء في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة: ” في لحظة تشكل الأمل بالحرية ارتقت روح الشاعر أحمد دحبور بعد أن فاضت بعطائها الخالد على قلوب المؤمنين بفلسطين وطنا تاريخيا وطبيعيا لشعبها”.
وأضافت “فتح” في بيان النعي: “حضر أحمد دحبور الإنسان، الشاعر، الكاتب، بدون استئذان بيت ثقافة الفلسطيني التحرري بعود اللوز الأخضر، بعد أن أشهد العالم علينا وعَلى بيروت، وبعد النشيد للأسرى في معسكر أنصار، فهو الذي حمل وردة لجريح الثورة، وأسمعنا صوت البارود عندما غنى، وبعد ان روى لنا قصة جمجوم وفؤاد حجازي وعز الدين، وكتب عن حيفا اجمل المدن، وانشد وغنى اشعاره حتى ترك لنا ميراثه عند العاشقين”.
واعتبرت “فتح”، الراحل دحبور قامة راقية بعلو مفاهيمها وأبعادها، ووصفته بأحد رواد فلسطين الذين عملوا على صياغة الهوية الوطنية والثقافية للشعب الفلسطيني، حيث ساهم بإبداع وعطاء فياض قل نظيرة مع رواد الثقافة الوطنية في بلورة الشخصية الحضارية للثورة الفلسطينية المعاصرة.
وحيت “فتح” روح الشاعر دحبور، وأثنت على تضحياته وعطائه اللامحدود في الميدان الثقافي والاعلامي، وأكدت عملها على تخليد حياة دحبور الأدبية.
وعبرت الحركة عن مشاركة قيادتها وكوادرها ومناضليها لعائلة الشاعر الكبير دحبور وذويه أحزانهم، وعزاؤها ان دحبور سيبقى منارة ثقافية، وضميرا حيا موجها نحو الانتماء الوطني الخالص.
الراحل الكبير في سطور:
ولد الشاعر دحبور في مدينة حيفا عام 1946 ونشأ ودرس في مخيم حمص للاجئين الفلسطينيين في مدينة حمص السورية، بعد أن هاجرت عائلته الى لبنان إثر نكبة عام 1948، ثم الى سورية.
عمل مديرا لتحرير مجلة “لوتس” حتى عام 1988 ومديرا عاما لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
حاز الراحل على جائزة توفيق زياد في الشعر عام 1998 وكتب العديد من أشعار فرقة أغاني العاشقين.
من أهم أعماله:
– الضواري وعيون الأطفال – شعر- حمص 1964.
– حكاية الولد الفلسطيني – شعر- بيروت 1971.
– طائر الوحدات – شعر- بيروت 1973.
– بغير هذا جئت – شعر – بيروت 1977.
– اختلاط الليل والنهار- شعر- بيروت 1979.
– واحد وعشرون بحراً- شعر – بيروت 1981.
– شهادة بالأصابع الخمس – شعر- بيروت 1983.
– ديوان أحمد دحبور- شعر – بيروت 1983.
– الكسور العشرية – شعر
عانى الراحل من مشاكل صحية عديدة خلال العام الأخير، وكان يرقد على سرير الشفاء في المستشفى الاستشاري العربي في رام الله، الى ان اعلن عن وفاته بعد ظهر السبت الماضي .
رام الله – بيان اليوم – وليد أبو سرحان