يعود الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، مساء يومه السبت، إلى مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، والمناسبة هي المقابلة الهامة ضد منتخب الغابون في إطار تصفيات كأس العالم روسيا 2018 الخاصة بالقارة الأفريقية لحساب المجموعة الثالثة.
عودة محملة بكثير من الذكريات الجملية والرائعة، والتي ارتبطت بإنجازات تاريخية للفريق الوطني سبق أن تحققت بفضل انتصارات مدوية فوق أرضية هذه المعلمة التاريخية، والتي تحمل رمزية خاصة لدى الجمهور الرياضي الوطني.
إلا أن العودة لهذا الملعب تحمل أيضا ذكرى غير سعيدة في مواجهة نفس المنتخب الذي سنواجهه مساء اليوم، والجميع يتذكر شهر أبريل من سنة 2009، فهو التاريخ الذي عرف انهزام “أسود الأطلس” أمام أصدقاء الهداف بيير إيميريك أوباميانغ بهدفين لواحد، وهى النتيجة التي حكمت على المنتخب المغربي بمغادرة التصفيات المؤدية لمونديال جنوب أفريقيا سنة 2010.
هذه الخسارة المدوية التي لم تكن متوقعة وتكررت في مقابلة الإياب بالعاصمة ليبروفيل، حكمت أولا على كرة القدم المغربية بعدم الحضور مرة أخرى لأعراس المونديال، ثم التخلي عن الإطار الفرنسي الكفء روجي لومير، والتعجيل بعقد جمع عام استثنائي للجامعة، ومغادرة الجنرال حسني بنسليمان منصب الرئاسة وتسليمها لفريق علي الفاسي الفهري…
كلها ذكريات قاسية نتمنى عدم تكرارها حاضرا ومستقبلا، نظرا للتداعيات الكبيرة التي حملتها وعصفت بالأخضر واليابس…
ننتظر مساء اليوم تألقا باهرا لعناصرنا الوطنية، والتي ستكون مدعومة بجمهور قياسي ومعروف بحبه الكبير للفريق الوطني وبشغفه وقيمة تشجيعه، وهى مميزات تصنفه من بين الجماهير الأكثر تأثيرا على الصعيد الدولي.
ننتظر أيضا رد الدين لهذا المنتخب الذي أقصانا سنة 2009 من الحضور بمونديال القارة التي ننتمي لها، خاصة وأن تحقيق الانتصار مساء اليوم يجعل أصدقاء العميد المهدي بنعطية يحافظون على كل حظوظهم من أجل المنافسة على تذكرة العبور نحو المونديال القادم، مع العلم أن الجامعة وفرت الدعم المطلوب والإمكانيات الضرورية والأجواء المناسبة حتى تمر المباراة في أحسن الظروف التي ترغب فيها العناصر الوطنية.
المهمة إذن محملة بالكثير من التحديات التي ننتظرها من هذه المباراة الهامة والمصيرية، أولا تحقيق نتيجة الفوز لتحسين ترتيب المنتخب بالمجموعة الثالثة، وثانيا رد دين قديم للغابونيين، وثالثا ربط الماضي بالحاضر بالنسبة لملعب وجمهور يمثلان ثقلا خاصة في تاريخ كرة القدم الوطنية…
حظ سعيد…
محمد الروحلي