رهان إفريقيا على المغرب

لم تكن زيارة رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي للمغرب، عادية لا في توقيتها ولا في أهدافها.
من حيث التوقيت، فالزيارة تأتي في بداية عمل الرئيس الجديد، منذ صعوده لرئاسة الكاف خلفا للملغاشي أحمد أحمد خلال الجمع العام الانتخابي الذي عقد في مدينة الرباط في 12 مارس 2021، وهذا مؤشر يؤكد المكانة التي يحظى بها المغرب بخريطة كرة القدم الإفريقية.
بالنسبة للأهداف، فإن بلاغ (الكاف) كان دقيقا وأوضحا، حيث تم التأكيد على أن هذه الزيارة، تندرج في إطار مناقشة موتسيبي مع فوزي لقجع، حول مشروع تطوير البنية التحتية بالقارة، وكيفية تغيير صورة كرة القدم الإفريقية، ولأجل ذلك تم تخصيص ميزانية تصل لمليار دولار أمريكي، ستوضع تحت تصرف رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من أجل إنجاح هذا المشروع الطموح.
في نفس السياق جاء تصريح موتسيبي الذي سبق له في العديد من المناسبات، أن أكد على أن (الكاف) بفريق العمل الجديد تراهن بقوة على وجود لقجع، من أجل تطوير البنية التحتية والممارسة الكروية على الصعيد القاري، ليس فقط لأنه رئيس اللجنة المالية داخل أقوى جهاز رياضي بالقارة الإفريقية، ولكن أيضا لكونه واحد من القادة الأفارقة الكبار، وأحد ممثلي إفريقيا داخل المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي «فيفا».
مشروع طموح يسعى إليه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم خلال السنوات القادمة، والإيجابي أن المغربي فوزي لقجع هو المشرف على تنفيذه وإخراجه لحيز الوجود، والأكثر من ذلك أن مضامين هذا المشروع تتطابق مع المشاريع الضخمة التي أنجزها المغرب بالعديد من البلدان الإفريقية، وبمجالات حيوية مختلفة، ومن بينما المجال الرياضي.
فالعديد من الاتفاقيات التي وقعتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع مجموعة من الاتحادات على الصعيد الإفريقي، همت على وجه الخصوص تحسين البنيات التحتية، من ملاعب وتجهيزات مختلفة، وما الملاعب التي احتضنت منافسات كأس أفريقيا للأمم بالكامرون، سوى واحدة من المشاريع المهمة التي ساهم المغرب بقوة في انجازها، وآخر الاتفاقيات في هذا المجال، تلك التي وقعت مع موريتانيا، وتقضي ببناء ملعبين وتجهيزهما بالكامل.
وعليه، فإن رهان (الكاف) على المغرب، يعد رهانا موفقا انطلاقا من عدة تجارب ناجحة، وأدلة هذا النجاح واضحة إفريقيا من خلال المشاريع المنجزة بالعديد من البلدان الإفريقية، وأيضا التجهيزات المتطورة التي أصبح المغرب يتوفر عليها، وما مركز محمد السادس لكرة القدم، إلا مثال ساطع على قيمة المنجز المغربي، وتفوقه في تقديم تجهيزات في المستوى العالي يضاهي أكبر المشاريع على الصعيد الدولي.

>محمد الروحلي

Related posts

Top