واصلت مدينة الداخلة، لؤلؤة الصحراء المغربية، خلال سنة 2022، تكريس مكانتها كوجهة دولية فريدة لممارسة رياضات التزحلق على الماء بجميع أصنافها.
ومن خلال استضافتها لكبريات التظاهرات والمسابقات الرياضية البحرية الوطنية والدولية، أكدت الداخلة، مرة أخرى، تميز موقعها كمحطة أساسية ولامحيد عنها لأبطال وممارسي رياضات التزحلق على الماء، الوافدين عليها إليها من سائر أنحاء العالم.
هذه المكانة المتميزة لمدينة الداخلة، التي أضحت عامل جذب مهم لمحترفي وهواة رياضات التزحلق على الماء، ترجع بالأساس إلى المؤهلات الطبيعة المواتية التي تزخر بها المدينة لممارسة هذا النوع الرياضي، لاسيما من خلال مناخها المعتدل ورياحها القوية وبنياتها التحتية الملائمة، فضلا عن كرم الضيافة وحرارة الاستقبال لدى الساكنة المحلية.
وتروم منافسات رياضات التزحلق على الماء (الكايت سورف، والويند سورف، ومؤخرا الوينغ فويل) اجتذاب فئات واسعة من الرياضيين والسياح لزيارة مدينة الداخلة واكتشاف المناظر الطبيعية المتنوعة والخلابة في مختلف ربوع الصحراء المغربية، وخوض مغامرة استثنائية بين رمال الصحراء وزرقة البحر وهدوء الخليج.
وهكذا، تم تنظيم منافسات الدورة السابعة لـ”الداخلة داون وايند تشالنج”، وهي حدث رياضي ومغامرة استثنائية تمنح للمشاركين أفضل فرصة لممارسة رياضة الألواح الشراعية “الكايت سورف” على مستوى القارة الإفريقية.
واستهدفت هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، من طرف “الجمعية المغربية للكايت سورف”، تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للشراع، إحداث دينامية جديدة في مدينة الداخلة، من خلال دعم وتعزيز إشعاعها، وتثمين مؤهلاتها وإمكانياتها السياحية.
وجرت هذه المنافسة، المنظمة بشراكة مع ولاية جهة الداخلة – وادي الذهب والمجلس الجهوي، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، على خمس مراحل، وهي شاطئ العركوب وخليج سينترا، والرأس القاسح، وخليج بئر كندوز، وكورفيرو إلى غاية خليج الكويرة.
وخلال هذه الرحلة البحرية، التي بلغ طولها 500 كيلومتر على طول الساحل بين الداخلة والكويرة، تم إنشاء خمس محطات مؤقتة لمبيت نحو 30 متسابقا ينحدرون من عدة بلدان على طول هذا المسار في اتجاه الرياح على مستوى مختلف المواقع.
ومن جهة أخرى، احتضن شاطئ فم البوير بمدينة الداخلة منافسات الدورة الـ12 لبطولة العالم للكايت سورف ولي العهد الأمير مولاي الحسن، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف جمعية “لاغون الداخلة لتنمية الرياضة والتنشيط الثقافي” والجمعية الدولية للكايت بورد والاتحاد الدولي للشراع.
وأضحت هذه البطولة، التي عرفت مشاركة حوالي 54 رياضيا من مختلف الجنسيات، بينهم 14 مغربيا في صنف “ستربليس”، مرحلة مهمة ضمن اللحاق الدولي لرياضات التزحلق على الماء، وتظاهرة رائدة في هذا النوع الرياضي، حيث حققت شهرة كبيرة ومتابعة إعلامية دولية ومكتسبات اقتصادية للجهة بأكملها.
وعرفت مختلف دورات البطولة مشاركة أزيد من 600 متنافس من جميع القارات، استكشفوا من خلالها المقومات الرائعة لمدينة الداخلة والتي تؤهلها لاستقبال رياضات التزحلق على الماء أو ركوب الأمواج، مما جعل هؤلاء المتنافسين سفراء لمدينة الداخلة كوجهة سياحية بمؤهلات طبيعية ورياضية متميزة.
وعلى صعيد آخر، أصبحت مدينة الداخلة تتوفر على مدارس لتلقين مبادئ رياضة “الكايت سورف”، مما ساهم بشكل كبير في النهوض برياضات التزحلق على الماء والتشجيع على ممارسة هذا الصنف الرياضي في جوهرة الأقاليم الجنوبية للمملكة.
ومن خلال اقتراحها لدورات في مجال تعلم هذا الصنف الرياضي وتطوير ممارسته، تعمل مدارس الكايت سورف هاته، سواء المقامة في القواعد البحرية أو تلك المتنقلة، على استمالة زبناء يبحثون عن أفضل مكان لتطوير ممارستهم لهذه الرياضة، خاصة وأنها تساهم في تعزيز البنيات التحتية لرياضات التزحلق في الداخلة.
ويأتي إنشاء حوالي خمسة عشر أكاديمية ومدرسة للكايت سورف داخل المؤسسات الفندقية، بعد انتشار هذا الصنف الرياضي في لؤلؤة الجنوب، والذي أصبح متاحا في عدة مواقع، لاسيما في خليج الداخلة وشاطئ فم لبوير.
وهكذا، تتوفر كل مدرسة لتعليم رياضة الكايت سورف على مدربين متخصصين ومساعدين يضطلعون بمهمة تأطير وتدريب وتعليم المبتدئين والهواة مبادئ وأسس ممارسة هذه الرياضة، التي أضحت تكتسب حجما متزايدا، بهدف تعميق معارفهم وتعزيز قدراتهم في هذا المجال.
لقد أضحت الداخلة، في الوقت الراهن، وجهة رئيسية لعشاق ومهنيي رياضات التزحلق على الماء، فأولئك الذين أتيحت لهم الفرصة لممارسة رياضة الكايت سورف في “لؤلؤة الجنوب”، لا يمكنهم مقاومة الرغبة في العودة لتكرار هذه التجربة الممتعة.