
احتفلت مؤخرا، مدرسة معاذ بن جبل، بسيدي البرنوصي بالدارالبيضاء باليوم العربي لليتيم في نسخته العاشرة، باحتضان أيتام أربع مؤسسات تعليمية بالنيابة وهي: البصيري بنين، الأمل، يوسف بن تاشفين والمالقي، بالمركب الثقافي حسن الصقلي بسيدي البرنوصي، وحضرت الحفل العديد من الفعاليات التربوية وجمعيات المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام الوطنية والإلكترونية، وجمع غفير من الأمهات والآباء والأولياء والتلاميذ، باستثناء ممثلين عن النيابة والسلطات المحلية، وذلك وفقا للمقاربة الحقوقية يمكن للمتعلمين الاستفادة من حياة مدرسية جيدة، وبمقتضى مرجعيات الحقوق والواجبات في التربية والتكوين بالميثاق الوطني للتربية والتكوين، والنصوص التشريعية والتنظيمية المختصة، وكذا مرجعية الاتفاقات الدولية التي صادق عليها المغرب في الموضوع. وتقتضي هذه المقاربة تشخيص أوضاع الحياة المدرسية في ضوء المقاربة الحقوقية لتحديد ما ينبغي القيام به عند الاقتضاء، لتمكين أصحاب الحقوق من الاستفادة من حقوقهم، وأصحاب الواجب من تأدية واجبهم. وللمقاربة الحقوقية امتدادات في مكونات الحياة المدرسية ومقارباتها وترتكز على الإنصاف وتكافؤ الفرص، والقيم التي تــؤهل المتعلمين للاندماج الفاعــل في الحياة، وترجـــمة القيم إلى ممارســة ملموسة من خلال السلوك المدني المواطن، واحـترام التــنوع الثقافي والاختلاف في الــرأي، والممارسـة الديمقراطية، واتخاذ المبادرات والـقرارات عن بينة واقــتناع، والاعتزاز بالحضارة المغربية، واحــترام المقدسات لتحقيق مستوى نوعي للجودة المنشودة.
ولقد قدمت أثناء الحفل مواد دينية وفقرات تربوية وثقافية وترفيهية من متعلمي مؤسسة معاذ بن جبال الحاضنة ومدرسة يوسف بن تاشفين وكانت المواد من صنع وإبداع فلذات أكبادنا بتأطير من أساتذة غيورين على المدرسة المغربية ويضحون خارج أوقات عملهم من أجل تقدم ورفاهية أبناء الوطن، ولقد نال برنامج الحفل إعجاب الحاضرين وصفقوا له بحرارة وفي نهايته وزعت ألبسة وأحذية وحلويات على 80 يتيمة ويتيم من المدارس الخمسة، في جو يطبعه الحب والتكافل والتآزر والتعاون، مما أسعد الأطفال الأيتام وأثلج صدورهم وأدخل الفرح والسرور على أفئدتهم الصغيرة وذلك ما استحسنه الحضور وثمنوا هذا العمل الاجتماعي التضامني الإنساني، مؤكدين على تطوير الحياة المدرسية وبلورة مهامها وأدوارهــا لتسهم المؤسسـة بفعالية في الإصلاح، وتوفر المناخ المناسب لتحقيق غايات المدرسة المغربية الوطنية المنــشودة، وذلك انطلاقا من أن الحياة المدرسية، التي تشكل جوهر عمليات التربية والتكوين، يلزم أن تكــون أنشــطتها المتنوعة مفعمة بالحياة ومنفتحة على كافة أبعاد ومكونات محيطها، حتى يتمكن المجتمع المدرسي من مواكبة مستجدات الحياة ومتطلبات التنمية، وتحقيق النمو المتكامل والمتوازن لشخصية كل متعلم بعيدا عن أي تمييز أو إقصاء أو تهميش، لتوفير مناخ تربوي اجتماعي مناسب للتنشئة المتكاملة والمتوازنـة ووعيا منا بهذه المسؤوليات والمهام المنوطة بالمدرسة، فإننا نسعى لمقاربة هذه المهام في شكل شمولي.
ولهذه الأهداف والمرامي التربوية والاجتماعية والثقافية، دأبت مدرسة معاذ بن جبل على الاحتفال بالأيام الوطنية والدولية وبالبيئة والتربية الطرقية وبحقوق الطفل وباليوم العالمي للـمدرس والمرأة، وغيرها بالإضافة لكل هذا سنت مدرستنا سنة حميدة تتلخص في القيم الكونية والإنسانية والاجتماعية، إلا وهي الاحتفال باليوم العربي لليتيم الذي اعتادت المدرسة على الاحتفال به كل سنة من شهر أبريل، وذلك من أجل إدماج الأطفال اليتامى داخل الوسط المدرسي ومسح دمعهم ومنحهم الحب والعـطف، ومراعاة حاجياتهم النفسية والعينية ككسوتهـم لبلورة قيم التكافل والتآزر والتعاون التي حث عليها ديننا الحنيف ورسولنا محمد (ص) الذي كفل اليتيم واهتم بشؤونه وإشراك كافة الفاعلين التربويين والاجتماعيين والاقتصاديين والسلطة المحلية، في هذه التظاهرة الاجتماعية التي حث عليها ديننا الحنيف وقال عنها الرسول الكريم في حديث شريف: “أنا وكافل اليتيم في الجنة ” وأشار بالسبابة والوسطى. وانسجاما مع هذه الأهداف والغايات.