شركة مفوضة تعيش خارج الزمن…

في ظل حالة الاحتقان التي عاشتها كل مكونات فريقي الوداد والرجاء البيضاويين، من جراء قرارات مرتبكة للشركة المفوضة بالإشراف على تسيير وتدبير مركب محمد الخامس، سيخوض قطبا العاصمة الاقتصادية معا مساء يومي الجمعة والسبت، مباريات جد مهمة برسم إياب ربع نهاية عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم.
قرارات فوقية لشركة فرضت على البيضاويين فرضا، وأصبح لأصحابها بقدرة قادر اليد الطولى في كل ما يهم رياضة كرة القدم، على صعيد العاصمة الاقتصادية، مع ما يرافق ذلك من مشاكل كان الناديان الكبيران وجمهورهما العريض في غنى عنها.
للأسف لم تأت هذه الشركة بأي جديد يسهل من مهمة الناديين، كما لم تقدم على تحسين جودة الخدمات، ولا احترام آدمية الجمهور، بانعدام مرافق صحية في المستوى وغياب تجهيزات لائقة، والشيء الوحيد الذي طرأ بعد عملية التدبير المفوض، الممنوح من طرف مجلس المدينة، ارتفاع التكلفة المالية التي تخصم من المداخيل، والتي تصل سنويا إلى ملايين الدراهم.
وفي الوقت الذي قطعت فيه عملية التنظيم خطوات كبيرة خارجيا، نجد هذه الشركة تعود بنا داخليا لسنوات كبيرة للوراء، وما قرارها الأخير بالعودة إلى بيع التذاكر بالطريقة القديمة، وإلغاء البيع عن طريق الإنترنت، إلا دليل على أن هذه المؤسسة تعيش خارج الزمن، وليست لها القدرة على مراكمة التجارب الناجحة، باعتمادها العشوائية في طريقة تسييرها، وأسلوب تدبيرها.
كان بإمكان قرار بيع التذاكر بالطريقة القديمة أن يخلف مشاكل كارثية، نظرا للإقبال الكبير على نقاط البيع، وما ترتب عن ذلك من ازدحام وفوضى وتجاوزات، إلى أن تحتم على سلطات المدينة الإدارية والأمنية، التدخل واتخاذ قرارات على عجل، بإلغاء قرار الشركة، ووضعت بالتالي تدابير جديدة، منها العودة للبيع عن طريق الإنترنت، والزيادة في النقاط المخصصة لذلك، مع إشراك الناديين المعنيين، في اتخاذ كل ما يهم تسيير وتدبير الملعب أثناء المباريات.
إنها ضريبة البيروقراطية، وما يترتب عن ذلك من قرارات فوقية، تلغي كليا مبدأ النقاش والتفكير في كيفية التدبير الجماعي، خاصة بالنسبة للمعنيين بالأمر، أي الناديين وجمهورهما العريض، المفروض أن يحظيا بالدعم المطلوب، لا أن تنصب الفخاخ من جراء حسابات ضيقة، وصراعات تجارية محضة…

>محمد الروحلي

Related posts

Top