شيبا البريء .. شيبا المذنب

تابع الرأي العام الرياضي الوطني منذ بداية الأسبوع الجاري. تفاعلات التصريحات التي أدلى بها المدرب سعيد شيبا، وما ترتب عن ذلك من تأويلات واستنتاجات وقراءات متعددة، إلا أن أهم ما جاء في سياق رد الفعل، البلاغ الذي صدر على وجه السرعة، من طرف إدارة فريق نهضة الزمامرة.
تضمن هذا البلاغ المثير، مضامين شديدة اللهجة واتهامات مباشرة نحو المدرب، من قبيل التشكيك في مصداقية المؤسسات الرياضية، الشيء الذي استدعى في نظر ادارة الزمامرة، كل هذا الهجوم العنيف على شيبا من قبيل التنديد والاستنكار والابتعاد عن الطريق السوي، وغيرها من العبارات الثقيلة والمدوية، وكأن هذا المدرب أساء للمقدسات أو قام بجرم كبير …
قال شيبا إن تفاصيل غير كروية ساهمت بقوة في فوز الوداد وحرمان فريقه من ثلاثة نقاط، هذه الجملة المختصرة والمفيدة، كانت كافية لتحدث أزمة كبيرة داخل الفريق الدكالي، لتتوالي بعدها القرارات من إصدار بلاغ التنديد، إلى اتخاذ قرار الإقالة، إلى التهديد بتقديمه أمام اللجان التأديبية.
والظاهر أن ما قاله شيبا أدخله معتركا، لم يكن يحبذه المسؤول الأول عن الفريق، مما ورطه عن غير قصد في مستنقع وعر، عزز الضجة التي سبقت المباراة ضد الوداد، وما حام حولها من شكوك واتهامات، إلى غير ذلك من حرب الإشاعات والقراءات المسبقة التي اشتغلت بقوة داخل مواقع التواصل الاجتماعي.
وحتى عندما صدر قرار نهضة الزمامرة في حقه، لم يتراجع شيبا عما قاله، خاصة بعد أن أبرز أن تصريحه استغل بشكل “غير بريء” وسط صراعات بين مجموعة من الأطراف لا دخل له فيها، حسب تعبيره، مشيرا أن التفاصيل غير الكروية، والتي تحدث عنها تتعلق بحرمان فريقه من خدمات أربعة من أهم لاعبيه قبل ساعات فقط من موعد انطلاق المباراة، بدعوى إصابتهم بفيروس “كورونا”، فضلا عن الطريقة التي تم بها التعامل مع تقنية “الفار”، خصوصا خلال الدقائق الأخيرة من المباراة.
المؤكد أن شيبا ذهب ضحية حسابات خاصة، وارتباط ذلك بعلاقات عبد السلام بلقشور، صاحب القبعتين، أولا كرئيس للفريق وثانيا كمسؤول داخل العصبة الاحترافية لكرة القدم، دون أن نستثني تأثير جانب الانتماء السياسي الذي لا يمكن إغفاله من المعادلة.
المهم أن هذه المعطيات والحيثيات تؤكد أن شيبا بريء، وذهب ضحية أسباب لا دخل له فيها، لكنه أيضا يبقى مذنبا، ليس لأنه عجز عن قيادة الفريق لتحقيق نتائج إيجابية، لكن لأنه وقع عقد الارتباط، يتضمن بندا بمثابة سيف فوق عنقه، يعطي الحق للإدارة بفك الارتباط معه في حالة عدم احتلال مرتبة ضمن العشرة بسلم الترتيب العام.
إنها مظاهر الهواية في زمن يقال إنه احترافي، يتداخل فيه الدور المريب للمسير، والمسؤولية المبهمة للمدرب، والمحيط غير السليم تماما …

>محمد الروحلي

Related posts

Top