تعودنا قبل المشاركة في أية تظاهرة لكرة القدم، التأكيد من الجانب المغربي، على أن الهدف الأساسي من كل المشاركات الخارجية، الفوز باللقب والتتويج بالبطولات، سواء كانت بطولة جهوية أو عربية أو قارية، صغيرة كانت أم كبيرة…
والذي لا جدال فيه أن ترسيخ ثقافة الفوز، يبقى مطلبا ملحا وهدفا إيجابيا، يساهم في الرفع من المعنويات والتحفيز على البذل والعطاء، وإلغاء الشعور بالدونية، أمام باقي المنافسين، لكن هذا الشرط، لا يبدو صالحا في كل المشاركات والمناسبات.
فكأس إفريقيا للأمم مثلا، يعد هدفا أساسيا، لابد من الحرص على التألق بمنافساته، مثله مثل تصفيات كأس العالم والدورات الأولمبية، وأية تظاهرة تكون مفتاحا للعبور نحو العالمية، إلا أن هناك بطولات، يمكن أن تتحول إلى فرصة للإعداد وتهيىء الخلف، وكسب التجربة بالنسبة للعناصر الواعدة، وربح رهان المستقبل…
فالمشاركة بكأس العرب التي غادرها المنتخب الرديف من دور الربع، بعد الانهزام بالضربات الترجيحية أمام منتخب الجزائر، لم تستفد منها كرة القدم الوطنية أي شىء، وكانت تداعيات الخسارة المرة كبيرة، حيث عم السخط وساد التذمر، إلى درجة ارتفعت أصوات تغلب عليها العدمية، تطالب بالإلغاء وحذف هذا النوع الرياضي، رغم أن كرة القدم تحظى بحب وعشق الملايين من الشعب المغربي، وكثيرا ما أدخلت الفرحة على قلوب فئات واسعة…
فهناك تظاهرات لا يجب أن ترفع قبلها سقف الطموحات عاليا، ومن الأفيد تحويلها إلى مناسبة لكسب التجربة الدولية، ومنح العناصر الصاعدة إمكانية التألق والبروز، فالمشاركة بدورة قطر العربية، كانت بواسطة لاعبين متقدمين في السن، بعضهم سيحال تلقائيا على التقاعد بعد سنة أو سنين، ولم تمنح الفرصة للاعبين واعدين داخل الدوري المغربي، وما أكثرهم…
فكأس “الشان” مثلا ، فاز به المنتخب المحلي مرتين، والمطلوب أن تكون المشاركة بالنسخة القادمة، فرصة لإعداد منتخب أقل من 23 سنة، مع إمكانية دعمه بلاعبين، أو حتى ثلاثة يتجاوزون هذا السن بقليل، نفس الشيء بالنسبة لأية تظاهرة أقل أهمية، حتى لا نعيش دائما وسط الضغط، والإرهاق الذهني والنفسي، بدون طائل، ولا جدوى…
وعليه، فالمطلوب إحداث تغيير في استراتيجية المشاركات الخارجية، أولا قصد تخفيف الضغط في كل المناسبات، على أساس أن يكون ذلك من خلال تواصل بطريقة احترافية، تقدم شروحات إضافية، قادرة على الإقناع عن طريق تفاصيل إضافية حول الهدف من كل مشاركة، ووفق أجندة تحددها الإدارة التقنية الوطنية، شريطة الحرص على انخراط الأندية في هذه الاستراتيجية، وذلك بمنح فرصة المشاركة بالمباريات الرسمية بالنسبة للاعبين الصاعدين….
محمد الروحلي