عبد العظيم الحافي: المغرب يتوفر على كل الإمكانيات لإنجاح مؤتمر «كوب 22»

بيان اليوم
أكد عبد العظيم الحافي مندوب مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية “كوب 22” الذي ستنظم ما بين 7 و18 نونبر المقبل بمراكش، أن المغرب يتوفر على كل الإمكانيات من أجل إنجاح هذا المؤتمر.
وقال الحافي، الذي يترأس وفدا عن لجنة الإشراف على تنظيم “كوب 22 ” ويقوم حاليا بزيارة عمل لمدينة بون (غرب)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب الذي يحتضن اجتماعات عالمية هامة، والذي راكم تجربة هامة في مجال تنظيم تظاهرات دولية ، معبأ ليس فقط من أجل استضافة هذا الحدث ولكن أيضا للمساهمة في تحقيق الأهداف التي سطرها المجتمع الدولي بشأن التغيرات المناخية.
وأكد أن “عقد هذا المؤتمر العالمي في بلد إفريقي يجب أن يتمخض عن مبادرات هامة لفائدة القارة، وهو ما ينسجم مع العمق الافريقي لسياسة جلالة الملك محمد السادس تجاه دول الجنوب”.
وقال الحافي، إن المغرب لديه خارطة طريق لتلبية جميع الشروط اللازمة لإنجاح المؤتمر، داعيا إلى حشد كل الطاقات (المجتمع المدني، والمقاولات، والإعلام، والفاعلين السياسيين والمواطنين) لضمان نجاح تام للدورة 22، التي تمثل تحديا عالميا.
وفي ما يتعلق بالجوانب اللوجستية المرتبطة على وجه الخصوص بتهيئة موقع المؤتمر، أوضح السيد الحافي أن طلب العروض ، الذي أطلق في 29 يناير والذي ستفتح بشأنه الأظرفة يوم 10 مارس ، يشمل عددا من المتطلبات الدقيقة تم تحديدها في الاتفاق بين المغرب والأمم المتحدة من أجل تنظيم هذا الحدث.
وأوضح أن الأمر يتعلق بورش مفتوح في إطار من “الشفافية الكاملة لجميع المقاولات التي تستجيب للمتطلبات التقنية المنصوص عليها في دفاتر التحملات”.
وخلال زيارته لبون، عقد الوفد المغربي، الذي يضم أيضا عبد السلام بيكرات مسؤول قطب اللوجستيك والسلامة، وسميرة سيطايل مسؤولة قطب الصحافة والتواصل، فضلا عن ممثلي قطب المجتمع المدني، ووزارة الداخلية، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ووزارة الصحة، جلسة عمل مع كريستيانا فيغيريس، الكاتبة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وعقد أعضاء الوفد أيضا جلسات عمل مع نظرائهم في الأمانة التنفيذية للأمم المتحدة بشأن القضايا المتعلقة بمختلف الجوانب التنظيمية لمؤتمر (كوب 22 ).
وفي سياق ذي صلة، أعلنت الوزيرة المكلفة بالبيئة، حكيمة الحيطي، أن المؤتمر العالمي حول المناخ (كوب 22)، سيعرف مشاركة ما بين 25 ألفا و30 ألف شخص.
وقالت الحيطي، متحدثة في مائدة مستديرة نظمها معهد أماديوس مؤخرا بالرباط، “ننتظر ما بين 25 ألفا و30 ألف شخص، من بينهم 8000 ممثل للمجتمع المدني و1500 صحفي ونواب من العالم بأسره”.
وأبرزت، خلال اللقاء المنظم حول موضوع “كوب 22: أي طموحات لتجسيد نجاح باريس”، أن كوب 22 حدث “تاريخي” سيجعل المغرب “في صلب الأحداث الدولية والدبلوماسية المناخية”.
وأعربت الوزيرة عن ارتياحها لأن “المغرب ستكون له فرصة تاريخية لمد إشعاعه عبر العالم”، داعية إلى تعبئة مكثفة لجميع المغاربة لإنجاح هذا الحدث الذي يعد استمرارية لمسار طويل بدأ قبل 22 سنة.
وشددت على أن “كوب 22 ليس مسألة لجنة تابعة لكوب21. إنه مؤتمر للمغاربة الذين عليهم أن يتعبأوا” بغية رفع تحدي “هذا المسار الممتد بين الأجيال”.
وأكدت الوزيرة، في هذا الصدد، على أهمية إشراك النواب والقطاع الخاص والمجتمع المدني في كوب 22، مضيفة أن “المؤتمر شأن دولة” وأنه يتوجب على القارة الإفريقية اغتنام الفرص المعروضة بهذه المناسبة.
وبخصوص اتفاق باريس، قالت الوزيرة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي إنه يصعب التنفيذ الفوري للاتفاق، معتبرة أن الأمر يتعلق باتفاق “تحولي” و”عبر الأجيال” يتطلب تغييرا في التربية، والتعليم والتحسيس والسياسات. وأضافت الحيطي “لا يمكن تنفيذ جميع بنود الاتفاقية. يتطلب ذلك سنوات، لكن يجب بالأحرى اختيار الأولويات”، مشيرة إلى أن هذا المسلسل قد بدأ بالفعل مع إعداد العديد من القوانين والنصوص التطبيقية ووضع استراتيجيات بيئية وأخرى للتنمية المستدامة. وشددت على أنه “يجب علينا أن نواصل إنجازاتنا” ، مبرزة أن “مراكش يجب أن تعطي مثالا للمدن المعتدلة على مستوى الكربون”، وكذا وسائل النقل والمدارس والفنادق.
ومن جهته، ركز رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب مهدي بنسعيد على ضرورة العمل التشريعي وبث دينامية في الدبلوماسية البرلمانية استعدادا لكوب 22.
ومن جانبه، أكد السفير المفاوض لكوب 22 ، عزيز مكوار، أن القطاع الخاص “منخرط جدا اليوم في المساعدة على إيجاد حلول للمشاكل الناجمة عن التغيرات المناخية”، معتبرا أن الفاعلين خارج الدولة لديهم دور ينبغي أداؤه لإنجاح المؤتمر المقبل.
وقال مكوار “يجب أن نسعى كي يقدم كوب 22 حلولا بالنسبة للبلدان الأكثر هشاشة”، خاصة إفريقيا والدول الجزرية، مبرزا تعبئة الرأي العام على المستوى الدولي.
من جهة أخرى، دعت الممثلة المقيمة للبنك الإفريقي للتنمية في المغرب ياسين فال، في كلمة ضمن نفس اللقاء، القطاع الخاص لإنجاح مؤتمر كوب 22. وقالت فال إن المؤتمر الـ22 للأطراف حول المناخ يعد “مؤتمرا خاصا بإفريقيا التي يجب أن تثبت أن لديها أشياء للقيام بها، ويعتمد ذلك بشكل كبير على القطاع الخاص”. وأكدت بذلك تصريحاتها التي أدلت بها في 2 مارس في الرباط خلال ورشة تكوينية تهدف إلى تحديد المشاريع التي تخول دعم الانتقال إلى اقتصاد أخضر بحلول عام 2020 وتشجيع ولوج المغرب للآليات المالية الدولية مثل صناديق المناخ.
وتبلغ القيمة الإجمالية لصناديق المناخ 500 مليار دولار تم استثمار جزء صغير منها فقط في إفريقيا على مدى السنوات الثلاث الماضية، حسب مسؤولة البنك التي أضافت أن الصندوق الأخضر العالمي لديه 10 ملايير دولار سنويا.
من جانبها ثمنت المستشارة المكلفة بقضايا المناخ في سفارة فرنسا مارجوري توماس الخطاب التاريخي لجلالة الملك محمد السادس الذي ألقاه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد في افتتاح كوب21 في باريس. ورحبت توماس، في هذا الاتجاه، بالمبادرة الملكية لرفع القدرة الكهربائية المنشأة بالاعتماد على الطاقة المتجددة إلى 52 في المائة بحلول عام 2030، بدلا من 42 في المائة في عام 2020.
من جهته، أبرز الأمين العام لكوب 22 سعيد بنرايان أن المغرب، الذي يشكل “نموذجا” في المجال البيئي، لديه “مسؤولية اتجاه محيطه المتمثل في إفريقيا”. وأكد بنرايان “إنه أمر مشروع بالنسبة لمجموعتنا أن تكون لديها انتظارات”، موضحا أن التعبئة يجب أن تشمل السياسيين والأحزاب والنقابات والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وأشار، في هذا السياق، إلى “تحدي ترجمة نص (اتفاق باريس) التقني للغاية والمعقد إلى رسائل للجمهور”، مؤكدا على ضرورة تحسيس المدارس والساكنة برهانات التغيرات المناخية.
وتميزت المائدة المستديرة بمشاركة العديد من الشخصيات، خاصة زهرة المعافري، المديرة العامة للمغرب تصدير، وعبد الله مقسط، المدير العام للأرصاد الجوية الوطنية، وتوفيق مولين، مدير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية.

Related posts

Top