قال الباحث السوسيولوجي المغربي موحى الناجي رئيس مركز جنوب شمال للحوار بين الثقافات بفاس إن المغرب فقد برحيل الكاتبة والسوسيولوجية فاطمة المرنيسي التي توفيت مطلع هذا الأسبوع عن سن 75 سنة بعد معاناة طويلة مع المرض ” أيقونة من أيقوناته الفكرية والثقافية “.
وأضاف موحى الناجي أن الراحلة فاطمة المرنيسي قضت حياتها كلها في الدفاع عن المساواة بين الجنسين وعن قضايا المرأة وعن الإسلام الوسطي المعتدل، إسلام الرحمة والمودة والحب والتسامح.
وأوضح أن فكر المرحومة فاطمة المرنيسي كان يتميز بجدة طرحه وموضوعيته وبشجاعة معالجته لقضايا العصر مشيرا إلى أنها كانت في كتاباتها وأبحاثها ” تتحدى الطابوهات والمحرمات ومن تم فقد خلدت اسمها إلى الأبد بكتب بحثية رصينة ” من قبيل ( ما وراء الحجاب ) و ( الحريم السياسي ) و ( سلطانات منسيات ) و ( الحجاب والنخبة الذكورية ) و ( النساء في الإسلام ) وغيرها .
وأكد رئيس مركز جنوب شمال للحوار بين الثقافات أن المغرب فقد بوفاة فاطمة المرنيسي واحدة من أكبر علماء الاجتماع الذين كما فقدت الحركة النسائية مناضلة شريفة كرست نفسها وفكرها للدفاع عن المرأة المغربية وتحريرها من براثن الظلم والاستغلال بشتى أشكاله مضيفا أن عزاء الباحثين في مجال السوسيولوجيا في هذا الفقدان يتمثل في أن الراحلة ” أوقدت شعلة في هذا العالم المحفوف بالمخاطر وأنارت الطريق أمام النساء المغربيات والمسلمات لمواصلة النضال والعطاء لما فيه خير هذا الوطن ” .
وقال موحى الناجي إن فاطمة المرنيسي ساهمت بشكل وافر في تطوير وازدهار الجامعة المغربية كما كتبت بطلاقة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية ونشرت كتبها التي ترجمت إلى العديد من اللغات الحية في أمهات دور النشر العالمية إلى جانب أنها درست وحاضرت في أرقى الجامعات الأوروبية والأمريكية.
وأضاف أن اهتمام المرحومة فاطمة المرنيسي انصب كثيرا على قضايا الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية خاصة وضعية المرأة وتحليل تطور الفكر الإسلامي والتطورات الحديثة.
كما اهتمت كتاباتها بالصراع بين التقاليد والحداثة والتصدعات والأزمات التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية والإسلامية وكيفية التغيير والنمو والتطور والانفتاح على الآخر.
وأكد موحى الناجي أن الراحلة فاطمة المرنيسي قادت بالموازاة مع عملها في الكتابة كفاحا مريرا في إطار المجتمع المدني من أجل المساواة وحقوق النساء حيث أسست (القوافل المدنية ) وتجمع ( نساء .. عائلات .. أطفال ) كما نظمت وشاركت في عدد هائل من ورشات العمل واللقاءات وغيرها من الأنشطة الاجتماعية.
وأوضح أن الفقيدة كانت حقا من بين النساء الأوائل اللواتي ولجن المدارس الحرة في عهد الحماية ورفعت راية المرأة المغربية خفاقة بين الأمم بفضل إسهاماتها الوفيرة وحضورها البارز في المؤتمرات والندوات في مختلف الجامعات المرموقة .
يذكر أن فاطمة المرنيسي التي ولدت بفاس سنة 1940 التحقت بإحدى أولى المدارس الخاصة المختلطة وتابعت دراستها بالرباط ثم بجامعات في فرنسا والولايات المتحدة قبل أن تعود إلى المغرب لتقوم بتدريس السوسيولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط منذ الثمانينات.
وفاطمة المرنيسي التي كانت أيضا عضوا في مجلس جامعة الأمم المتحدة هي مؤلفة لحوالي عشرين كتابا وبحثا ورواية. حصلت على عدد من الجوائز من بينها الجائزة الإسبانية المرموقة ” أميرة أستورياس” سنة 2003 إلى جانب سوزان سونتاغ وجائزة إيراسموس (2004) في هولندا.
ومن بين مؤلفاتها العديدة بالخصوص “أحلام النساء” و”هل أنتم محصنون ضد الحريم” و” العالم ليس حريما ” و”سلطانات منسيات” و” شهرزاد ليست مغربية ” و” الحريم والغرب “.
فاطمة المرنيسي .. رحيل أيقونة في سماء البحث العلمي الرصين بالمغرب
الوسوم