قافلة الكتاب تحط الرحال بجهة طنجة تطوان الحسيمة

بعد إقلاعها، في محطة أولى، من جهة سوس ماسة، حطت قافلة “الكتاب” الرحال بجهة طنجة تطوان الحسيمة في محطتها الثانية، حيث التقى فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب والجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، يوم الجمعة الماضي، منتخبات ومنتخبي جهة الشمال.
اللقاء الذي احتضنته مدينة تطوان، والذي حمل شعار “الانسان في صلب التنمية الجهوية” عرف نقاشا واسعا بين برلمانيي الحزب وأعضاء المكتب السياسي ومنتخبات ومنتخبي مدن وأقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث هم الواقع السياسي الوطني عموما، وواقع وخصوصية هذه الجهة وقوة التنظيم الحزبي بها، وكذا القضايا والملفات ذات الأولوية وفق تقييم المنتخبات والمنتخبين.
وأجمع المتدخلون في هذا اللقاء على ضرورة إعادة الوهج للعمل السياسي وإعطاء البعد النبيل والتضحية من أجل الدفاع عن مصالح المواطنات والمواطنين والترافع عن القضايا التي تهمهم، سواء من داخل الأغلبية في التسيير، أو من جانب المعارضة في المجالس المنتخبة.
وسجل المتدخلون أن هناك كثير من التحديات التي أصبحت مطروحة على العمل السياسي عموما وعلى المنتخبات والمنتخبين خصوصا.

رشيد حموني: الحكومة لها هيمنة عددية وغائبة سياسيا

في هذا السياق، قال رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب وعضو المكتب السياسي للحزب إن من التحديات المطروحة تراجع الثقة في العمل السياسي نتيجة عدد من الممارسات.
وتابع حموني أن من بين هذه الممارسات ما تقوم به الحكومة الحالية من ضرب لآمال المواطنات والمواطنين وهز ثقتهم بالفعل الحزبي وبالنخب السياسية.
وسجل حموني أن الحكومة تسير على نهج خطير يهدد قيم الديمقراطية والثقة بين المؤسسات من جهة والمواطنين من جهة ثانية، حيث أوضح أن مكونات الأغلبية في فترة ما قبل الانتخابات قدمت وعودا كبيرة، ثم بعد وصولها لتدبير الشأن العام نكصت وتراجعت عن وعودها بشكل فج وصادم بالنسبة لطموحات وآمال مختلف الفئات المجتمعية.
واستعرض حموني مثالا على ذلك بما وقع للفئات الشابة التي تم حرمان فئة واسعة منها من المشاركة في مباراة التعليم بعد تسقيف السن في 30 سنة، في قرار غير مسبوق وغير مفهوم وغير مبرر، بالإضافة إلى وعود بتوفير مليون منصب شغل ومحاربة البطالة، قبل أن تضع الحكومة في برنامجها 250 ألف فقط ضمن ما سمته برنامج أوراش.
وزاد حموني أن هذه الوعود التي انقلبت عليها الحكومة بشكل صادم وسعت الهوة بين الناس وبين الفعل السياسي والمؤسسات المنتخبة، حيث أن الكثيرين علقوا آمالهم على فرص الشغل التي وعدت بها الحكومة، لتتراجع عنها وتقر برنامجا جديدا يحمل اسم أوراش ووعدت بتشغيل 250 ألف شخص بعقود مؤقتة، في حين أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى تحايل، لكون الأمر يتعلق ببرنامج الإنعاش الوطني الذي سيتم تحويله بمن يشتغل ضمنه إلى برنامج أوراش، أي بدون أي مناصب شغل إضافية، يوضح المتحدث.
وقال رئيس فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب إن مثل هذه السلوكات تضر بالعملية الديمقراطية وتضر بالعمل السياسي النبيل، وتؤثر سلبا في نفسية المواطنين وتبعدهم أكثر عن السياسة وتفتح لهم بالمقابل أبواب أخرى يطغى عليها اليأس والغضب.
وتابع حموني أن هذا التوجه الذي تسير فيه الحكومة نبهت له المعارضة وحذرت من خطورته، في الوقت الذي تغلق فيه أحزاب الأغلبية آذانها عن أي توجيه أو انتقاد أو اقتراحات، مسجلا أن الحكومة تستقوي بمنطقها العددي وهيمنتها واكتساحها في الانتخابات، الذي جاء عبر ما تم من ممارسات.
وشدد حموني على أن هيمنة الحكومة لا تعدو أن تكون هيمنة عددية، في حين أن الواقع يبين أن المغاربة إزاء حكومة غائبة سياسيا لا رغبة في الإصلاح لديها. حيث سجل في هذا الصدد عددا من الهفوات والتجاوزات في تدبير الملفات وعلى رأسها ملف المحروقات وغلاء الأسعار الذي اكتوت بنيرانه مختلف الشرائح المجتمعية، خصوصا الطبقتين الفقيرة والمتوسطة.
ونبه عضو المكتب السياسي إلى خطورة هذا الأمر في تكريس مزيد من الفقر مقابل اغتناء فئة محدودة، مردفا أنه من غير المعقول عدم التدخل في هامش الربح الذي يصل إلى درهم ونصف في المحروقات في الوقت الذي يتوفر فيه رئيس الحكومة على ما يقارب 70 بالمئة من محطات الوقود.
إلى ذلك، اعتبر حموني أن حزب التقدم والاشتراكية من القوى الوطنية والسياسية التي تكاد تتفرد بالجدية وبالالتحام بقضايا المواطنات بالنظر لكونه الحزب الوحيد الذي يتواصل في أي وقت، دونما انتظار الانتخابات للظهور أمام الناس، إذ قال إن الحزب يعكس جديته من خلال التواصل والتنقل بين مختلف الأقاليم والجهات والاستماع لمطالب المنتخبات والمنتخبين ومطالب الساكنة.

كريم تاج: إعطاء بعد آخر للتدبير المشترك والتنسيق

من جهته، قال كريم تاج رئيس الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين وعضو المكتب السياسي إن قافلة الكتاب في محطتها الثانية تروم التواصل مع المنتخبات والمنتخبين وإعطاء بعد آخر للتدبير المشترك والتنسيق من أجل إنجاح تجربة الحزب الذي أصبح موجودا بكل جهة وبكل إقليم ومدينة.
وتابع كريم تاج أنه من غير المعقول أن تمر فترة الانتخابات بدون أي تواصل بين المنتخبات والمنتخبين لتبادل التجارب والتنسيق، حيث أوضح أن حزب التقدم والاشتراكية يطمح لجعل هذه التجربة الانتخابية ناجحة في جميع الجهات والأقاليم عبر إعطاء الأهمية والجدية اللازمة للعمل السياسي والعمل الترافعي من أجل القضايا الأساسية لكل جهة وإقليم.
وأوضح تاج أن الفريق البرلماني للحزب لا يمثل فقط المدن التي نجح بها نوابه، وإنما يمثل المغرب ككل بجهاته وأقاليمه كلها، ومستعد للترافع عن جميع الملفات والقضايا من خلال اللقاء التي ستتم مع المنتخبات والمنتخبين ومع المواطنات والمواطنين.
وشدد رئيس الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين على ضرورة تملك هذه الروح والانخراط في هذه الدينامية، حيث حث منتخبات ومنتخبي جهة طنجة تطوان الحسيمة على التنسيق وتكثيف التعاون، سواء على مستوى كل إقليم أو على مستوى الجهة أو على المستوى الوطني.
وبعدما نوه بالمجهودات المبذولة وبما تحقق في الجهة التي حققت عشرات المقاعد خلال الانتخابات الأخيرة بالرغم مما عرفته من استعمال واسع للمال، لفت تاج إلى أن المرحلة تقتضي الإنصات للمنتخبين والمنتخبات، والتفاعل مع القضايا التي تهم المواطنين والترافع من أجل تحقيقها، باعتباره حزبا مناضلا من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة والحرية، والعيش الكريم.
في نفس الصدد، شدد تاج في معرض كلمته على أن منتخبات ومنتخبي حزب التقدم والاشتراكية، يوجدون على خط التماس مع المواطنات والمواطنين، داعيا مناضلات ومناضلي الحزب والمنتخبين بالجهة إلى ضرورة وضع الآليات التي من شأنها أن تجسر العلاقة مع الفريق البرلماني من أجل دعم العمل الذي يقومون به في مختلف الجماعات الترابية التي يدبرون شؤونها، أو يساهمون في تدبيرها أو حتى من موقع المعارضة، والترافع، والبحث عن حلول ملموس والقابلة للتطبيق والأجرأة على أرض الواقع.

عثمان بوعنان: الفراغ يغذي اليأس والغضب

بدوره، قال عثمان بوعنان الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالمضيق الفنيدق إن حزب “الكتاب” حزب العمل المستمر وحزب التواصل، الذي لا يظهر بشكل موسمي كما تفعل الكثير من المكونات السياسية الأخرى أيام الانتخابات.
واستدل بوعنان باللقاء المنظم بتطوان الذي قال إنه يأتي في وقت عادي، كما أن الحزب دأب على تنظيم لقاء على مدى متواصل ومستمر بدون الحاجة للظهور في الانتخابات فقط، مشيرا إلى أنه حزب الجدية والمسؤولية ونموذج المكون السياسي الذي يضطلع بدوره كما يجب.
ونبه بوعنان إلى الخطر الذي يواجه البلاد والذي يكمن في الفراغ الذي يغذي اليأس والغضب، معتبرا أن السبب المباشر هو غياب الأحزاب السياسية عن الساحة وعن التأطير وبالتالي فراغ خطير على المشهد العام.
وثمن بوعنان المجهودات التي يقوم بها حزب التقدم والاشتراكية على هذا المستوى، حيث أنه الحزب الوحيد الذي أصبح يملأ الساحة بالنقاش ويصدر المواقف ويواكب مختلف المستجدات، داعيا لمواصلة هذا العمل السياسي النبيل الذي من شأنه أن يسهم في مواجهة دعاة النكوص السياسي والمتسببين في هذه الردة السياسية.

نادية التهامي: الهدف من قافلة “الكتاب” هو تجسير التواصل

من جانب آخر، وفي إطار التفاعل مع عدد من المداخلات للتي ساهم بها منتخبو الحزب من مختلف مدن جهة طنجة تطوان الحسيمة خلال ذات اللقاء، قالت نادية التهامي عضوة المكتب السياسي والنائبة البرلمانية عن الحزب إن الهدف من هذه القافلة هو تجسير التواصل بين مناضلات ومناضلي الحزب وبين منتخبيه بالجهات والبرلمان.
وأوضحت التهامي أن الهدف هو تقوية آليات التواصل بين منتخبي ومنتخبات حزب التقدم والاشتراكية بجميع الجهات، وبرلمانيي الحزب من أجل الترافع عن قضايا المواطنين والمواطنات ودعمها، والبحث عن سبل معالجتها على مختلف المستويات وباستعمال الآليات الترافيعة الممكنة.
يشار إلى أن أشغال الجلسة الافتتاحية للقاء التواصلي الذي نظمه فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب والجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين يومه الجمعة 4 الماضي حول “الإنسان في صلب التنمية الجهوية”، يدخل ضمن برنامج “قافلة الكتاب” وذلك ضمن محطتها الثانية، حيث يرتقب أن تحل القافلة في محطتها الثالثة بجهة أخرى للقاء منتخباتها ومنتخبيها والتواصل معهم والوقوف عند أهم الملفات والقضايا التي يرغبون في الترافع عنها لصالح الساكنة.

محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top