قرار المكتب الشريف…حكيم

>  محمد الروحلي
يبدو أن المكتب الشريف للفوسفاط قد شرع بالفعل في تغيير إستراتيجية دعمه للأندية الثلاثة المشاركة ببطولة الوطنية لكرة القدم الاحترافية وهي أولمبيك خريبكة، الدفاع الحسني الجديدي وأولمبيك أسفي.
ومنذ اتخاذ إدارة هذه المؤسسة الوطنية قرار التخلي نهائيا عن الانخراط الفعلي في مسألة التسيير المباشر لأولمبيك خريبكة، فهم الكثيرون أن هناك قرارات ستأتي تباعا.
آخر هذه القرارات مطالبة الفرق الثلاثة بإزالة العلامة التجارية للمؤسسة من الأقمصة والملاعب التي تحتضن مبارياتها، كما طالبت الفرق المعنية بعدم استعمال الأموال التي تستفيد منها مباشرة من المؤسسة في جلب اللاعبين سواء من داخل المغرب أو خارجه، وهو أمر منصوص عليه سلفا في بنود العقد الموقع بين المؤسسة والفرق.
فمؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط تساهم بقوة في تمويل الحركة الرياضية الوطنية عموما، خاصة كرة القدم وأساسا المنتخبات الوطنية لكرة القدم، وأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، كما تخصص تمويلا سنويا لدعم رياضيي الصفوة، بالإضافة إلى حضورها البارز في كل التظاهرات الدولية على الصعيد الوطني وفي جل الأنواع الرياضية، أي أن هناك مساهمة مهمة للمؤسسة إلى درجة لا يمكن معها تصور أي نشاط رياضي بدون حضور أساسي لـ  “OCP”.
ومنذ أن سطع نجم فريق أولمبيك خريبكة على الصعيد الوطني، اقترن اسمه بالعلامة التجارية للمكتب الشريف للفوسفاط، بل تحملت أطره الإدارية لسنوات مسؤولية التسيير، كما تستفيد كل مكونات النادي وفروعه من كل التجهيزات والمرافق الرياضية والاجتماعية ووسائل النقل وغيرها…
وإلى حدود سنة 2011، صدر قرار بتخلي الإدارة عن التسيير المباشر للأوصيكا، إلى أن جاء القرار الجديد مع مطلع هذه السنة بحذف اسم المؤسسة من الأقمصة، وتحديد خانات واضحة لكيفية صرف الدعم الذي يدخل حسب إدارة المؤسسة في إطار الدور الاجتماعي، ويختلف كليا عن عملية الاستشهار المتعارف عليها.
وبدون شك، فإن قرار حذف العلامة التجارية من أقمصة الفرق الثلاثة، يعود كذلك إلى الإحراج الذي بدأت تشعر به المؤسسة من جراء الموقف غير المعلن صراحة من طرف مسؤولي باقي الفرق الوطنية، والتي لا تنظر بعين الرضا لاقتصار دعم هذه المؤسسة الوطنية على فرق دون غيرها، وبالتالي من حق الجميع الاستفادة من عائدات هذه الثروة الوطنية.
   كما أن التشدد في معرفة كيفية صرف الدعم السنوي والبالغ مليار و600 مليون لكل فريق، من شأنه عدم اقتران اسم المؤسسة مستقبلا بالانتقادات والشكوك التي تحوم سنويا حول مصداقية صفقات الانتقالات وبيع وشراء واللاعبين، والتي تزيد من احتقان الأوساط الرياضية من جراء الغموض الذي يلف عادة كل العمليات الخاصة بالانتقادات، خاصة مع تكاثر الملفات أمام لجنة النزاعات بجامعة كرة القدم.
قرار إدارة المؤسسة قرار حكيم، والمطلوب هو أن تتخذ باقي المؤسسات سواء كانت وطنية أو خاصة، وكذلك المجالس والهيئات المنتخبة، نفس القرار، وهذه من شأنه خدمة خيار التكوين داخل الأندية وإضفاء نوع من الشفافية على التسيير والمساهمة في تخليق المشهد الرياضي…

Related posts

Top