معجزة طنجة وإخفاق فريقي الفوسفاط

حسمت مخلفات الدورة 29 من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، في مصير الفريقين النازلين للدرجة الثانية، ولم يتم انتظار آخر دورة، كما كان متوقعا لمعرفة اسمي المغادرين لقسم الأضواء…
فتأكد رسميا نزول كل من فريقي الدفاع الحسني الجديدي وأولمبيك خريبكة، بينما حدث ما يمكن تصنيفه من باب المستحيلات، وهو بقاء اتحاد طنجة، الفريق الذي صنف في تعداد المفقودين، منذ انتهاء مرحلة الذهاب، بعدما توقف عداد النقاط عنده في نقطتين فقط من 15 مقابلة…
هذا المسار الاستثنائي لفريق عاصمة البوغار، اعتبر حقيقة ظاهرة الموسم بامتياز، بينما غادر فريق عاصمة دكالة، رغم حصوله على 20 نقطة إلى حدود الدورة الخامسة عشرة؛ وهي مفارقة عجيبة، تؤكد أن الثقة الزائدة، تعطي أحيانا نتائج عكسية، وهذا ما حدث بالفعل لفريق جديدي، اعتقد مسيروه أنهم “قطعوا الواد ونشفو رجليهم”.
فريق عاصمة الفوسفاط غادر هو الآخر، كنتيجة طبيعية لمسار متعثر، نتيجة ارتباك على مستوى التسيير، وتراكم لأخطاء قاتلة، أدت “لوصيكا” في النهاية ضريبتها، رغم العودة منذ سنتين للقسم الأول.
وبالتعرف على الفريقين النازلين، أعفيت الدورة الأخيرة من إرهاصات وحسابات أسفل الترتيب، بينما ما تزال الإثارة حاضرة بقوة في المقدمة، حيث الصراع مستمر بين الجيش الملكي والوداد البيضاوي حول لقب الموسم، بفارق نقطة واحدة فقط تفصل المتبارين…
عجز الجيش عن تحقيق أكثر من التعادل بميدانه أمام فريق رجاوي عنيد، حرم العساكر من الاحتفال بلقب غاب عنهم منذ 14 موسما، في مواجهة طغت عليها حرب الأعصاب، وكثرة الحسابات والأقاويل والشائعات…
تأجل الحسم إلى الدورة 30، حيث ستتركز الأنظار على مباراتي اتحاد طنجة والجيش، والمغرب الفاسي ضد الوداد، لمعرفة مصير لقب سيلعب حتى آخر دقيقة، والمطلوب هو ضمان منافسة عادلة، واحترام الروح الرياضية…
والمؤكد أن اللقب سيذهب لأحد الفريقين اللذين خاضا معا صراعا قويا، طيلة موسم بكامله، وسواء فاز الجيش أو الوداد، فإن التتويج سيكون مستحقا إلى أبعد الحدود…

محمد الروحلي

Related posts

Top