كتاب لكل سجين

التفاتة لا يمكن إلا تثمينها تلك التي قام بها السجن المحلي بمدينة الراشدية، حيث برمج أسبوعا خاصا بالكتاب لفائدة نزلاء هذا السجن احتفالا باليوم العالمي للكتاب.
 فقد اختار لهذا الأسبوع شعارا لا يخلو من دلالة وهو كتاب لكل نزيل، وهو ما يعني وعي إدارة هذا السجن بأهمية الكتاب في تهذيب نزلائه والرقي بمداركهم المعرفية، فضلا عن أن ذلك من شأنه أن يشغلهم عن التعاطي لعدة ممارسات مشينة تسود في العديد من سجوننا نتيجة الفراغ، من قبيل التعاطي للمخدرات، والعنف والتطرف وما إلى ذلك.
لكن يبقى الأهم هو ما طبيعة هذا المنتوج الثقافي الذي سيتم وضعه في متناول السجناء؟ لا شك أن الإدارة واعية بمدى التأثير الذي تحدثه المعرفة والإبداع في ذهنية المتلقي، حيث من شأنها أن تقوم بتغيير شخصيته بشكل جذري؛ فإذا كان التأثير سلبيا؛ فإن النتائج ستكون بطبيعة الحال غير مرضية ولا تتوافق مع الطموحات التي أنشئت أصلا من أجلها المؤسسات السجنية.
 إن انخراط سجن الرشيدية في الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، وإشراك السجناء في هذا الاحتفال السنوي، جدير بالاهتمام، نأمل أن تحذو حذوه مختلف السجون ببلادنا، بما ينسجم مع النهج الذي تسعى إلى تكريسه، المتمثل في أنسنة السجون.

عبد العالي بركات

الوسوم , ,

Related posts

Top