كيف رضي الراضي بالتراضي؟

أعلن نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم صباح أول أمس الأربعاء، الانفصال عن المدرب عادل الراضي، وتعويضه بالإطار الوطني فؤاد الصحابي…

يأتي هذا التغيير على بعد أربع دورات عن انتهاء بطولة القسم الثاني.

وجاءت الهزيمة التي تلقاها الفريق المراكشي خلال الدورة (26) بميدانه أمام ضيفه النادي المكناسي، صاحب الرتبة الأولى بنتيجة (1-2)، لتفجر المسكوت عنه، داخل ناد لم يحظ بالاستقرار المطلوب…

  فمباشرة بعد انتهاء المباراة ضد الكوديم، أدلى عادل الراضي بتصريحات مدوية، جهر خلالها بما كل ما في دواخله، مفصحا عن مجموعة من المعطيات والأدلة، تطرح الكثير من علامات استفهام…

فقد أكد الراضي أن هناك لاعبين أساسيين، وصل غيابهم عن صفوف بداعي الإصابة، لمدد تصل ما بين شهرين وشهرين والنصف، كما وجه اللوم لمسؤول إداري، لم يخبره بجمع لاعب أساسي لأربعة إنذارات، إلا دقائق قبل انطلاق المباراة الأخيرة…

وتساءل المدرب في الأخير، عن الأسباب التي تجعل، لا الطاقم الطبي، ولا الإداري، لا يقوم بعمله على الوجه الأكمل، خاصة وأن الفريق ينافس على ورقة الصعود للقسم الأول…

مباشرة بعد هذه التصريحات غير العادية، دعا المكتب المسير المدرب لاجتماع طارئ، قصد مناقشة تصريحاته، وأسباب تراجع النتائج، ليخلص هذا الاجتماع إلى انفصال بالتراضي…

يمكن القول إن كل ما ذكرناه من معطيات، يصنف ضمن ما هو مألوف في علاقة الأندية بالمدربين بصفة عامة، إلا أن غير العادي تماما، هو ما ظهر من مستجدات متلاحقة، تؤكد بالملموس أن هناك أشياء غير عادية، كانت تحاك في الخفاء…

فبعد ساعات من الإعلان عن الانفصال عن الراضي، تم الإعلان عن التعاقد مع الصحابي، والأغرب ما في الأمر أن الحصة التدريبية التي تم خلالها تقديم المدرب الجديد، عرفت مشاركة كل اللاعبين المصابين..!!

فكيف تعافى المصابون بهذه السرعة، وكيف ناقش المكتب السير الذاتية للمدربين المرشحين، وكيف ناقش الصحابي، تفاصيل العقد الذي سيربطه مع الفريق المراكشي؟

كلها أسئلة تؤكد بالفعل أن الأمور كانت تطبخ منذ مدة، صحيح أن للمكتب المسير مسؤولية تدبير الأمور على النحو الذي يضمن مسارا متوازنا للفريق، إلا أن المعطى المريب، يتمثل في مدة ابتعاد لاعبين أساسيين عن التشكيلة، ليعودوا بقدرة قادر لصفوف الفريق، مباشرة بعد مغادرة الراضي؟

فما يجعل المتتبع يتساءل، هو تسلسل الأحداث، وكأن الأمور كانت مرتبة ترتيبا، مع سبق الإصرار والترصد…

فمن يقف وراء هذا التغيير الذي جاء في ظرف دقيق، وبطريقة خفية، سرعان ما تحولت إلى سيناريو مفضوح؟

محمد الروحلي

Top