لا أصطاد نحلة تجرس زهرة

جرحت حلمتك صنّارة

كلّما ذهبَ القطارُ سئمَ العميانُ من ذئابِ المدينة،

كم نجمةٍ سفّتْ في بحيرة،

يا من جرحتْ حلمتكِ صنّارة.

***

حزينٌ فجرُ الدمامل،

حزينةٌ الغيمةُ

كلّ ما تناسلَ من الظلام: ذئابٌ في مسامِّ أوعال.

***

كانت دُميةُ الليلِ كسمكةِ الزينةِ كدودةِ الظهر..

العسلُ مهرُ عرسك.

***

سديمُ السهوبِ يشبهُ أمواجَ شعركِ،

هواءُ صدركِ يرقشُ مرجَ إبطك،

يا وردةَ الأحلامِ

يا ذهبَ الأضرحة.

***

القلبُ شجرةٌ على ضفّةِ النهر

هَضْبةٌ تظلّلها أقمار،

هل سمقتْ نخلتُكِ لتحملَ عشقَ الأرض؟

هنا العتَبَاتُ جسورٌ وأكوانٌ وبرازخ

كم من بحيرةٍ يغطّيها الضباب!

           ***

لا تتركي قلبَكِ يغالبُ الصقيع،

فمهما يرهفْ ضوءُ المرافئ

يلمعْ ذهبُ قميصك،

ستغمركِ الغُدرانُ في المرسى كسفنيةٍ مجّها لسانٌ بحريّ.

زهرة الشجرة

لكَمْ رقشت القمرَ ليضيءَ المنارةَ

كعاشقٍ مسكَ بتلابيبهِ،

يا ليتهُ لم يتكاثرِ الضباب،

لأصطادَ نمراً قنصَ غزالاً،

لأرسمَ الطُغراءَ على زندك،

لأغمطَ البُحيرةَ في الوادي..

لأزجرَ الحارسَ الذي يتربّصُ بالصبيان..

لوّحْ للسفنِ بمنديلكَ أيّها البطل،

يا ما سمعتُ الأجراسَ من فرجةِ الباب،

لم أخش المساميرَ ولم أودّعْ حقلاً،

لم أخشَ عزيفَ الرمالِ

لم أقطفِ البراعم،

لم أزجرِ القُرْقُبَ،

لا أشعلُ ناراً لا تحرقُ الوحوشَ

لا أرأفُ بالنَسر

لا أصطادُ نحلةً تجرسُ زهرة،

فكلّما رسمَتِ الشمسُ ظلَّها على الورقِ،

رمّمتُ نخلةَ الجيرانِ وفرّقتُ ريحاً قويةً،

وعوّلتُ على نجمةٍ

وورثتُ فرساً،

ونتفتُ رياشَ النسورِ كخطوةٍ أولى..

أ تطيرينَ يا ريحَ السنابل؟

أنّى ألقى فرسي

لأنحتَ تمثالاً على رحىً لا تطحنُ البرّ؟

أرِنِي المرجَ لا تخسفْ ظهرَ الظبي،

أرِنِي المناظرَ لا ترسمْ صحراء لا ترافقُ أميراً في رحلةِ صيد.

                  ***

لو تخترقُ كوّةُ الضوءِ الضبابَ

فتنبري أضلاعُ البشر،

سرْ فلن تندم

فلا تهبطُ الصاعقةُ من مقصلةٍ،

لا ينمو الشجرُ في المطرِ الضعيف،

لا تقبل أن تقضمَ الضباعُ اليراع.

                  ***

سأمحقُ الضبابَ.. الرياحَ.. الزوابع..

لأراقبَ العندليبَ الذي يُغنّي..

سأحترزُ من الأسدِ لئلّا أسمعَ زئيره.

شعر: كريم ناصر

Top