لقاء كتاب الفروع الإقليمية لحزب التقدم والاشتراكية يجمع على ضرورة التعبئة الواسعة لتنشيط الحياة الحزبية

التأم بالمقر المركزي لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط، يوم السبت 10 دجنبر الجاري، كتاب الفروع الإقليمية للحزب لمناقشة العديد من القضايا التنظيمية والتي سيتم تعميق النقاش حولها في اجتماع اللجنة المركزية في دورتها المقبلة.
هذا اللقاء الذي ترأسه الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، إلى عضوي الديوان السياسي المكلفين بالتنظيم والانتخابات محمد الأمين الصبيحي ورشيد روكبان، شكل نقطة ارتكاز لما ستكون عليه اللجنة المركزية في دورتها المقبلة والتي ستخصص بالأساس إلى قضايا تنظيمية صرفة، إلى جانب تقييم الانتخابات التشريعية الأخيرة، وعلاقة ذلك بما حصل عيله الحزب في الانتخابات الأخيرة.
وفي هذا السياق، ذكر نبيل بعبد الله في كلمة له، أن هذا الاجتماع يندرج في إطار التحضير لاجتماع اللجنة المركزية في دورتها المقبلة، والتي ستخصص لمناقشة القضايا التنظيمية، بالإضافة إلى تقييم المسلسل الانتخابي، وتحديد المسؤوليات، في كل الجوانب التنظيمية المرتبطة بهذه العملية من أجل تجاوز السلبيات والارتكاز على الجوانب الإيجابية في أفق بلورة تصور واضح بشكل جماعي يشكل خريطة طريق لما يتعين أن يقوم به الحزب في أفق انتخابات 2021.
وأكد محمد نبيل بنعبد الله، على أن الدورة المقبلة للجنة المركزية يتعين أن تشكل منعرجا حقيقيا في الحياة التنظيمية لحزب التقدم والاشتراكية، وأن تشكل أيضا، مناسبة حقيقة لمناقشة الواقع التنظيمي الحزبي بنوع من نكران الذات والاعتراف بالمسؤولية، وتحديد الجوانب التقصيرية الذاتية والتي تكون قد ساهمت في النتائج التي حصل عليها الحزب، وذلك بهدف إعطاء دينامية جديدة تجعل من صدمة نتائج الانتخابات التشريعية نقطة انطلاقة تنظيمية جديدة.
ودعا الأمين العام للحزب كتاب الفروع الإقليمين، إلى الانفتاح على كل الفعاليات وعموم المواطنات والمواطنين، خصوصا الذين اشتغلوا مع الحزب طيلة أيام الحملة الانتخابية، سواء في الانتخابات التشريعية الأخيرة أو الانتخابات الجماعية التي عرفتها بلادنا سنة 2015 ، من مرشحين ولجن مساندة،  وممن عبروا عن رغبتهم في مواصلة النضال في مختلف جهات المملكة إلى جانب مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة عقد لقاءات موسعة للفروع الإقليمية والمحلية وإطلاقا نقاش واسع مع هذه الفئات لمعرفة وجهات نظرها في كل الصعوبات التي اعترت المسار الانتخابي، ومعرفة الكيفية التي تمكن من مواجهة تلك الصعوبات.
وربط محمد نبيل بنعبد الله، الوضعية التنظيمية بضرورة التوفر على هياكل حقيقية وعلى امتداد جماهيري، ونضال القرب إلى جانب المواطنين والمواطنات والالتصاق بهمومهم وقضاياهم الحيوية العادلة والمشروعة، مبرزا أن حزب التقدم والاشتراكية هو نابع من هذه التربة وأن وجوده يرتبط بمدى انغماسه في التربة المجتمعية إلى جانب كل فئات الشعب المغربي.
من جانبه، أبرز محمد الأمين الصبيحي عضو الديوان السياسي المكلف بالتنظيم والانتخابات، الحاجة إلى إعمال مقاربة جديدة لجميع الإشكالات التنظيمية انطلاقا من إعمال ما وصفه بـ”الروح الإيجابية” خدمة لتطلعات حزب التقدم والاشتراكية الذي بات يشكل قوة سياسية حقيقة وواضحة، مشيرا إلى أن الحزب الذي يعتبر مشتلا للكفاءات والنخب، يتعين عليه في الوقت ذاته، أن يكون له امتداد جماهيري يترجم من خلال نتائج مختلف الاستحقاقات الانتخابية التي يخوضها.
وأضاف أمين الصبيحي أن كل مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية يشتركون في قناعات أساسية تكمن بالدرجة الأولى في الإيمان بضرورة البحث عن صيغ جديدة للعمل التنظيمي، بالإضافة إلى اقتناع الجميع بأن حزب التقدم والاشتراكية يمثل مدرسة سياسية وحامل لرسالة الفكر التقدمي اليساري والحداثي وحامل لمشروع سياسي يشكل قيمة مضافة في المجتمع.
وأوضح عضو الديوان السياسي، أن حزب التقدم والاشتراكية أصبح له حضور سياسي حقيقي لم يكن له في السابق، ما يشكل نقط ارتكاز حقيقية لكل عملية تنظيمية تروم كسب رهان الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2012، وهو ما يتطلب في نظره إعادة النظر في المقاربة التنظيمية المعمول بها إلى حدود اليوم، والبحث عن مقاربات جديدة تأخذ بعين الاعتبار الواقع المتجدد باستمرار وتسمح بتعبئة كل الطاقات في كل المحطات السياسية القوية المقبلة.
وأورد في السياق ذاته، أن حزب التقدم والاشتراكية يشكل قوة اقتراحية، في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وأن أي تراجع على هذا المستوى يفقد حزب التقدم والاشتراكية هويته الفكرية وطابعه الاقتراحي، مؤكدا على ضرورة إعادة تأسيس الحزب على المستوى التنظيمي في علاقة بكل ما يجري وما يعرفه المجتمع من تحولات بنيوية عميقة في ظل الفورة الرقمية وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي.  
وبالنظر إلى الطبيعة التنظيمية لهذا اللقاء، ركزت جل مداخلات كتاب الفروع الإقليمية على أهم المحاور التي يتعين أن تنكب عليها قيادة الحزب في اجتماع اللجنة المركزية في دورتها المقبلة، والتي من المنتظر أن تلتئم في آجال أقصاه بداية فبراير المقبل، مؤكدين على ضرورة الوقوف على كل الاختلالات ذات الطابع التنظيمي وتحديد المسؤوليات، وإعمال النقد والنقد الذاتي في جميع المستويات التنظيمية للحزب من القيادة الوطنية إلى القواعد الحزبية كل حسب مسؤولياته، بشكل موضوعي دون المبالغة في جلد الذات.
وأجمع كتاب الفروع الإقليمية لحزب التقدم والاشتراكية على ضرورة إطلاق تعبئة واسعة من أجل تنشيط الحياة الحزبية وعدم الارتكان إلى واقع الانتظارية الذي تشهده الحياة السياسية الوطنية، وجعل من النتائج السلبية للانتخابات عامل للتحدي وعامل محفز على ضرورة إبقاء حزب التقدم والاشتراكية كقوة سياسية وازنة، وأيضا محفز على العمل أكثر والالتصاق بمختلف فئات الشعب المغربي والنضال من أجل بناء مغرب التقدم المجتمعي والعدالة الاجتماعية.

محمد حجيوي

Related posts

Top