لماذا لا يصمد اللاعبون المغاربة ؟

يجمع الكل على أن كرة القدم الوطنية، تسير بإيقاعين مختلفين تماما، إيقاع مرتفع يحرق المراحل، ويواصل المسار واثق الخطى يمشي ملكا، وآخر يراوح نفسه، بل يدور بحلقة مفرغة… يمثل الإيقاع المرتفع والمتألق، ما يتعلق بالمنتخبات الوطنية، بجل الفئات ذكورا وإناثا، وهذا مرتبط بعمل الجامعة، وما يترتب عن ذلك من إنجازات مهمة، وغير مسبوقة على مستوى الملاعب والبنيات التحية المتطورة… الجانب الثاني، وهو المتخلف عن الركب، تجسده الأندية والفرق بمختلف الأقسام وعبر التراب الوطني، وما وصول الأندية المنتمية للبطولة الاحترافية لمرحلة الإفلاس، إلا دليل على المستوى المتدني لنوع من التسيير والتدبير، أصبح متجاوزا، ليصل إلى الباب المسدود، بعدما عجز كليا عن تطوير نفسه، وعدم  الانفتاح على متطلبات العصر. من مظاهر تخلف الأندية، نجد عجزها عن تقديم مواهب قادرة على الوصول إلى المنتخبات، صحيح أن هناك استثناءات تؤكد أنه بالإمكان إنجاب لاعبين قادرين على التألق دوليا، كما هو الحال لبونو، أكرد، النصيري، أوناحي وغيرهم، إلا أن أغلب هذه الأسماء استكملت تكوينها بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، حيث تلقت رعاية خاصة، ساهمت في الرفع من إمكانياتها، تقنيا بدنيا وذهنيا… إلا أن الأغلبية من اللاعبين الذين يتمكنون من العبور نحو عالم الاحتراف الخارجي، نجدهم يعجزون عن فرض مكانتهم، بل حتى مستوى الدوريات تصنف بالمتوسطة، فسرعان ما يعودون، بحثا عن فريق يحتضنهم… أمثلة كثيرة بخصوص ما كنا نعتبرهم نجوما، لهم القدرة على التألق دوليا، لكن التجربة أكدت عكس ذلك، وسجلوا عودة سريعة للدوري الوطني. وتضم لائحة العائدين على وجه السرعة أسماء معروفة كأوناجم.، الزرهوني، الحافيظي، الوردي، العرجون، أحداد،  الهجهوج، الصبار، مقران، خفيفي، الفقيه، بنحليب وغيرهم… وإذا كان الأمر يعد مقبولا للاعبين المتقدمين في السن، فإن الحيرة تكمن في صغار السن، كما هو الحال لموباريك وزميله السابق في الفتح لحتيمي… فالكل يجمع على أنهما لاعبان متميزان، إلا أنهما عادا بسرعة بعد سنة فقط من انتقالهما، الأول للدوري الإماراتي، والثاني بتركيا، وهنا يطرح السؤال بخصوص الأسباب وراء عجز لاعبين متميزين، عن فرض مكانتهما بدوريات متوسطة؟… نعتقد أن هناك تفسيرين للحالة، أولا التسرع في التخلي عنهما من طرف إدارة الفتح، إذ من الضروري منحهما فرصة أكثر لكسب التجربة، ثانيا عدم البحث عن النادي الأفضل لهما.. يمكنهما من التأقلم وتطوير إمكانياتهما، وربما تكون هناك أسباب أخرى وراء إخفاق أبرز لاعبي الدوري المغربي… ودائما في سياق متابعة رحلة اللاعبين المغاربة هناك أيضا أشرف داري الذي بات خارج حسابات الإدارة التقنية لفريق بريست الفرنسي، وهو المنتقل حديثا، والأكيد أن هناك أمثلة أخرى أغلبها ترتبط بضعف التكوين، ودور الوكلاء والسماسرة، والذين همهم الوحيد تصدير اللاعب والاستفادة من نسبة الانتقال…

>محمد الروحلي

Top