لنتحمل مسؤوليتنا لنتصدى للمغالطات

تعود المغالطات والأخبار المضللة ذات الصلة بالجائحة والتلقيح إلى الانتشار والتنامي هذه الأيام وسط شعبنا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في الوقت الذي ترتفع فيه أعداد الوفيات والإصابات والحالات الحرجة بمختلف جهات البلاد، وهذا ما يجعل حالنا الوبائي صعبا ودقيقا، ويتطلب تعبئة واستنفار كل الجهود العملية والتحسيسية والتواصلية والتدبيرية.

هناك من يروج اليوم لوقائع يزعم أنها حدثت في بلدان بعيدة ويستند إليها لادعاء عدم وجود الفيروس من أصله وعدم الحاجة إلى العلاج أو اللقاح، وهناك كذلك من عاد ليروج لمغالطات بشأن هذا اللقاح أو ذاك وتركيبته وفعاليته، وهناك من يواصل نشر أفكار غيبية وخرافات لا علاقة لها بالعقل أو المنطق، وكل هذا التضليل من شأنه دفع شعبنا إلى المزيد من الاستهتار وعدم المبالاة بخطر الوباء، وأيضا التحلل من كل التدابير والاحتياطات الوقائية أو الإقبال على العلاج أو التلقيح.

في مقابل ما سبق، لا بد اليوم من تمتين برامج ومبادرات التوعية والتنوير ودحض مختلف هذه المغالطات المروج لها وسط الناس.

هناك مبادرات فردية يقوم بها بعض الأطباء والخبراء، وبقدر ما أنها مهمة وضرورية، ولكنها تبقى جزئية وغير كافية، والواقع يستوجب اليوم انخراطا مؤسساتيا ومنظما من لدن السلطات العمومية، وخصوصا من طرف الإعلام السمعي البصري، وتقوية المبادرات التواصلية الذكية والالتقائية عبر منصات التواصل الاجتماعي والواجهة الرقمية، واعتمادا على كل مؤسسات وفضاءات التنشئة الاجتماعية، وأيضا من خلال خطاب تواصلي رسمي محكم وموحد ومستمر من طرف المصالح الصحية والترابية ذات الصلة بالتدبير اليومي للجائحة.

لم يعد كافيا أو ناجعا اليوم الاكتفاء بتقديم معطيات إحصائية ورقمية للرأي العام الوطني، ولكن فضلا عن ذلك يجب التفاعل مع وسائل الإعلام الوطنية وتنظيم برامج ومبادرات لتقديم أجوبة مقنعة عن الأسئلة التي ينشغل بها الناس في الواقع بشكل يومي، ويجب استحضار ما يروج من مغالطات، هنا والآن، والحرص على الرد عليها ودحضها، وفي نفس الوقت، يجب تعزيز الجهود المبذولة على أرض الواقع في التنظيم العملي الميداني لعمليات التلقيح، وفي إعمال التدابير والإجراءات الإدارية والاحترازية، وفي توفير أدوية البروتوكول العلاجي وتيسير الاستفادة منها من لدن المصابين….

القصد أن التصدي للمغالطات والأخبار الزائفة والمضللة يكون عبر التواصل المنظم والذكي والمحكم، وأيضا عبر العمل الميداني الملموس ومعالجة الاختلالات المسجلة والقابلة للتصحيح.

بلادنا، على غرار دول أخرى، تعاني اليوم من ارتفاع الإصابات بهذا الفيروس القاتل، ومن موجات وبائية متجددة ومتحررة، ومن ازدياد في أعداد الوفيات والحالات الحرجة، وهذا يطرح علينا كلنا، أفرادا وجماعات، مسؤوليات والتزامات فردية، أولها أن نحتاط لحماية أنفسنا وذوينا.

ارتداء الكمامة بشكل سليم، النظافة المستمرة، احترام التباعد وتفادي التجمعات، الابتعاد عن الاختلاط المبالغ فيه وغير الضروري، احترام التدابير الاحترازية المعلن عنها من لدن السلطات العمومية….، هذه سلوكات فردية لا تحمل أي صعوبة، والجميع يمكنه التقيد بها في حياته اليومية، وإذا فعلنا كلنا ذلك، سنستطيع تجنيب بلادنا كاملة الكثير من النكسات والمصائب.

لنتحمل مسؤوليتنا إذن، ولنفكر في أنفسنا والأقربين منا، وفي الصحة العامة لشعبنا ومجتمعنا، وفي مستقبل بلادنا.

محتات الرقاص

Top