ماتت السياسة

في زمن تتصارع فيه الأحداث السياسية والاقتصادية، وتظهر فيه ملامح السلطة بشكل جذري، بات من الضروري إعادة النظر في أسس وأنماط الحكم المعتمدة في مؤسسات الدولة، ويأتي في مقدمتها نظاما البلوتوقراطية والتكنوقراطية، اللذان يرمزان إلى تجمع السلطة في فئة ضيقة من الأثرياء، وتفضيل الإجراءات الشكلية والقواعد الجامدة على المشاركة الفاعلة والإبداع السياسي؛ إذ يفرض نظام البلوتوقراطية نفسه عبر توطيد النفوذ بين نخبة محدودة، كما تعيق التكنوقراطية صنع القرار، وتصرف العملية السياسية في دوامة من التعقيدات الإدارية والقرارات التي تُصنع من خلال المهارات والكفاءات العلمية والتقنية، بعيدًا عن احتياجات الشعب ومتطلبات العصر.
الوسوم