ماذا بعد طوكيو ؟

عاد أفراد البعثة المغربية التي مثلت الرياضة الوطنية بدورة طوكيو الأولمبية الصيفية تباعا إلى أرض الوطن، بعد مشاركة صنفت بالإجماع بالمشاركة المخجلة والمتواضعة.

وبالرغم من حصول سفيان البقالي على ميدالية ذهبية مسابقة 3000 متر موانع، فإن هذا الإنجاز التاريخي والمهم، لا يمكن أن يخفى عمق الأزمة التي يعاني منها القطاع ككل، والتي لم تعد المساحيق قادرة على إخفاء معالمها الظاهرة للعيان، وبالعين المجردة.

وقد تعودنا بعد كل دورة، وما رافقها من تواضع ونتائج صادمة، أن تقوم القيامة ويعم الاحتجاج وتكثر الانتقادات،  إلى أن حدة ردود الفعل الغاضبة، سرعان ما تخفت تدريجيا، ليصبح الأمر مسلما به، وعادي بمسار رياضي مهترىء، متعفن، غير قابل للتطور أو المعالجة السطحية.

فالقطاع الرياضي عموما يعاني من اختلالات عميقة، ويعرف أعطاب مختلفة وعلى أكثر من صعيد، وبالتالي، فإن النتائج التي تحصد منذ عدة دورات، ما هى إلا تحصيل حاصل، وبالتالي فإن عجز الرياضيين المغاربة عن المنافسة، له ما يبرره، سواء من الناحية الموضوعية، نظرا لغياب البنيات الأساسية لممارسة، أو على المستوى الذاتي، لانعدام الطموح عند أغلب الرياضيين، والاكتفاء بالبحث عن الاستفادة الآنية وبأسهل الطرق الممكنة.

وعليه، فان الأمور جد مركبة، ولا يمكن حلها باتخاذ إجراءات والإعلان عن قرارات عادية، يغلب عليها  الطابع الانفعال اللحظى، أو السعي ما أمكن لإسكات الأصوات المطالبة بالتغيير،  والإصلاح الهيكلي، المبني عن التخطيط والإعداد المستقبلي.

القطاع الرياضي في حاجة إلى تغيير حقيقى، يبدأ من إخراجه من عباءة التقلبات السياسية، وما يعرفه الجهاز الوصي من كثرة التغييرات، التي تشهدها وزارة الشباب والرياضة، مع ما يرافق ذلك من تخبط وغياب الاستقرار، لابد أيضا من إطلاق يد اللجنة الأولمبية الوطنية، حتى لا تستمر في لعب دور وكالة أسفار، ومجرد جهاز لتهيىء الرحلات، وتخصيص ألبسة موحدة.

فأمام استمرار هيمنة الوزارة على القطاع، وبالطريقة السلبية التي تدار بها الأمور حاليا، فإن الضرورة تفرض منح “لكنوم” صلاحيات أوسع، تمكن من خلخلة واقع لم يعد من الممكن استمراره.

هذا النقاش المفروض أن يساهم فيه الجميع، خاصة وأن هناك آخر يدفع في اتجاه تخصيص مجلس أعلى رياضية، أو تعيين مندوبية سامية، يضع القطاع بيد أصحاب الاختصاص، وتحت إشراف خبراء واطر وطنيين تمرسوا داخل الهيئات الدولية،  واكتسبوا خبرة واسعة، قادرة على قيادة القطاع نحو آفاق تعد بإخراجه من دوامة أزمة مزمنة.

محمد الروحلي

Top