أكد مختبر السرديات أن الاحتفاء بتجربة الكاتب محمد برادة من خلال ندوات نظمت بشكل متزامن يوم السبت الماضي في 24 مدينة من مدن الممكلة، يشكل تكريما لستة عقود من العطاء الأدبي والفعل الثقافي.
وذكر مختبر السرديات التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، في بلاغ له، أن هذه الندوات التي تناولت مجموع أعمال محمد برادة في القصة والرواية والنقد والترجمة، بشراكة مع عدد من المؤسسات والمراكز والجمعيات الثقافية والعلمية من مدن مختلفة، تأتي “احتفاء بمجموع العطاء الأدبي لمحمد برادة ودوره الممتد على مساحة زمنية تتجاوز ستة عقود من الفعل الثقافي الذي رسخ من خلاله ثقافة نقدية حداثية، وأسلوبا جديدا برؤية مغايرة”.
وأضاف المصدر ذاته أن مدن الدار البيضاء ووجدة والنواصر وتطوان ومكناس ودمنات وزاكورة وسيدي قاسم وفاس وبني ملال ومديونة والدروة والقنيطرة وخريبكة والفقيه بنصالح وبنسليمان ومراكش وأكادير وبرشيد والجديدة وأزمور وسيدي بنور وآسف، عرفت يوم السبت انعقاد ندوات بمشاركة حوالي 111 ناقدا وباحثا، وبحضور جمهور متنوع تابع هذه اللقاءات وشارك في النقاش.
وتوجت مختلف هذه الندوات بندوة احتضنتها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بحضور أدباء ومثقفين وطلبة، وشارك فيها كل من عدد من الأدباء والنقاد بشهادات وكلمات انصبت على دور محمد برادة الرائد في الجامعة المغربية”، و”تأثيره في بناء أفكار وإنتاج مشاريع ثقافية متقدمة” من خلال اتحاد كتاب المغرب أو مشاركاته في التأسيس لحوار ثقافي نقدي مرتبط بمصائر الإنسان والقضايا الوطنية والقومية والإنسانية.
ونقل البلاغ عن مدير مختبر السرديات، شعيب حليفي، قوله خلال هذا اللقاء إن هذا الاحتفاء التي انخرطت فيه أجيال من المبدعين والنقاد والباحثين والقراء والأصدقاء هو “تعبير عن رغبة أضعاف هؤلاء من الذين عبروا عن تقديرهم الكبير لكاتب كبير أثره ملموس، كاتبا روائيا وناقدا مجتهدا وإنسانا فتح مساحات مديدة لاستنبات القيم التي تدافع الثقافة عنها بكل الصيغ الممكنة”.
من جهته، قال برادة في كلمة مماثلة أن هذا اللقاء يشكل فرصة للحوار والتأمل في تجربة الإبداع والنقد بالمغرب، من خلال ما سمحت به الظروف لواحد من جيل الستينات أن يسهم به إلى جانب مبدعين وأساتذة رواد، راهنوا على الأدب والنقد وسيلة للإمتاع وصوغ الأسئلة الكامنة في المشاعر، كما راهنوا على الإبداع المحرر للفرد والمجتمع”.
وقدم المحتفى به شهادة عن تجربته التي رافقت نشأة الحقل الأدبي والثقافي في المغرب منذ فترة الحماية الفرنسية، مشيرا إلى أن “الجيل الذي ينتمي إليه قد أسهم في وضع لبنات لأدب مغربي حداثي، يتوسل باللغتين العربية والفرنسية، ويتفاعل مع أسئلة الإبداع والثقافة في المشرق والعالم”.
ويعد محمد برادة، المزداد سنة 1938، أحد أهم الروائيين والنقاد العرب، ومن مؤسسي اتحاد كتاب المغرب الذي انتخب ثلاثة مرات رئيسا له (1976-1979-1981). ومن أهم أعماله الروائية “الضوء الهارب” ومثل صيف لا يتكرر” و”حيوات متجاورة” و”امرأة للنسيان”، وأخرى نقدية من قبيل “أسئلة الرواية، أسئلة النقد”، و”لغة الطفولة والحلم: قراءة في ذاكرة القصة المغربية”.