محمد نبيل بنعبد الله يدعو إلى “الإنصات” لمطالب المواطنات والمواطنين بجدية

دعا محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إلى “الإنصات” لمطالب المواطنات والمواطنين، والتعاطي مع جميع تعبيراتهم الاحتجاجية بالجدية اللازمة، مشيرا إلى أن التعابير المختلفة للغضب التي تبرز اليوم بعدد من المناطق أو بمواقع التواصل الاجتماعي تعبر عن مطالب مشروعة وعادلة للفئات الشعبية.
وقال بنعبد الله الذي كان يتحدث يوم الجمعة الماضي في تجمع حاشد بالصويرة، على هامش المؤتمر الإقليمي، “إنه لا يجب الاستهتار بالتعبيرات الاحتجاجية التي يرفعها المواطنون، وعدم الانسياق وراء نظرية المؤامرة، لأنه، في البدء، هناك مطالب مشروعة بالنظر لأن عدد من المواطنات والمواطنين يعيشون الحرمان والإقصاء والتهميش”.
وأضاف بنعبد الله “أن هذه الموجة من التعبيرات الاحتجاجية تعكس فعلا ما تعيشه عدد من الفئات”، مؤكدا على ضرورة دراسة مطالبهم وتلبيتها قدر الإمكان، بالإضافة إلى تأكيده على ضرورة التعامل مع المواطنات والمواطنين باحترام وإنصاف، وتقدير احتجاجاتهم والعمل على صيانة كرامتهم.
بنعبد الله، وفي كلمته التي ألقاها أمام مئات المواطنات والمواطنين، أبرز أن المغرب عرف، منذ اعتلاء جلالة الملك الحكم في نهاية التسعينات، مجهودات كبيرة على عدد من الأصعدة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، حيث ساهمت هذه المنجزات في تغيير وجه المغرب إلى الأفضل.
واعتبر بنعبد الله أن النموذج التنموي الذي عمل به المغرب خلال العقود الأخيرة ساهم في مجموعة الإنجازات، لكنه خلق نوعا من الفوارق المجالية، إذ أن عددا من المناطق استفادت من الأوراش والمنجزات الكبرى أكثر من أخرى التي عانت وتعاني من التهميش والإقصاء ولم تصلها رياح التنمية بالشكل المطلوب.
وعن إقليم الصويرة، قال بنعبد الله إنه عرف بدوره عدد من المنجزات، مردفا أن هذه المنجزات التي تم القيام بها لم تغط كافة النقائص والمشاكل التي يعرفها الإقليم خاصة بالنسبة للجماعات المحيطة بالمدينة والتي أشار إلى أن حزب التقدم والاشتراكية عمل انطلاقا من موقعه على النهوض بأوضاعها وتقديم ما يمكن تقديمه على مستوى القطاعات التي كان يدبرها الحزب منذ الحكومة السابقة إلى حدود الحكومة الحالية، ومنها عدد من الجماعات التي استفادت من منجزات على مستوى قطاع السكن والتعمير، وأيضا على المستوى الصحي وعلى مستوى قطاع الماء، وقطاع الثقافة، مشيرا إلى أن ذلك من واجب الحزب اتجاه المواطنات والمواطنين.
وشدد بنعبد الله على ضرورة إقرار نموذج تنموي جديد قادر على خلق تنمية شاملة لجميع الجهات والأقاليم وأن يشعر المواطنون في مختلف المناطق بنتائجه وأن تشملهم التنمية وأن يستفيدوا بشكل عادل من الثروات الوطنية، التي دعا إلى العمل على تطوير إنتاجها عبر تقوية الاقتصاد الوطني.
وأوضح الأمين العام لحزب “الكتاب” أن تقوية الاقتصاد الوطنية تبدأ بمحاربة اقتصاد الريع، حيث قال “إن على من يمتلك شيئا أن يمتلكه بقوة القانون والتنافس الشريف، ويبين أنه يقدم أشياء إيجابية للوطن، على عكس ما يتم اليوم من استغلال لاقتصاد الريع ولمواقع بعينها والاحتكار والتوزيع “الناقص” للثروة”. معتبرا أن النموذج التنموي العادل هو الذي يوزع الثروة ويقسم الخيرات على جميع المواطنات والمواطنين في مختلف المناطق.
وتابع بنعبد الله أن المغرب في حاجة إلى نفس تنموي جديد، وتوزيع عادل للثروات اجتماعيا ومجاليا، يضمن “كرامة المواطنات والمواطنين” ويوفر الشغل للشباب ويضمن حق الأطفال في التعليم ويضمن ولوج كافة الفئات المجتمعية إلى الخدمات العمومية من صحة، تعليم، سكن.
وربط بنعبد الله بين التوزيع العادل للثروة واحترام مطالب المواطنين وبين التماسك الاجتماعي وتقوية اللحمة الوطنية، حيث أكد أن شعور المواطنين بالتجاوب مع مطالبهم وتحقيها يقوي الوحدة الوطنية ويعزز التماسك الاجتماعي، الشيء الذي “يجعل الأمة قادرة على مواجهة جميع التحديات التي تواجهها بلادنا وعلى رأسها قضية الوحدة الوطنية التي لا زالت مجموعة من الأطراف التي تكن عداء للمغرب تمارس اعتداءات واستفزازات في حق الوحدة الوطنية لبلادنا مستغلة الأوضاع التي نعيشها من أجل تمرير عدد من المواقف التي تخدم مصالحهم”، يبين المتحدث.
وشدد بنعبد الله على أهمية الدفع في اتجاه نفس تنموي أقوى على جميع الواجهات، بدءا من الديمقراطية، التي أكد على أنها ركيزة أساسيا لعمل المؤسسات، وعلى رأسها الأحزاب. داعيا إلى احترام استقلالية الأحزاب واحترام كيانها وتقدير العمل الذي تقوم به في الحكومة والبرلمان، أو المجالس الجهوية والجماعية. موضحا أن الخطاب الذي تروجه عدد من الجهات بكون هؤلاء المنتخبين والممارسين للعمل السياسيين متشابهين والذي يرمي المناضلات والمناضلين بتهم مثل اللصوصية وصفات الانتهازية، أمر صعب لكونه، يقول المتحدث، “يضرب العمل السياسي الحزبي الجاد”، مجددا التأكيد على أن هناك عددا من المناضلات والمناضلين الذين يقدمون تضحيات من أجل إيصال صوت المواطنات والمواطنين والدفاع عن قضاياهم وخدمتهم سواء على المستوى الوطني أو الجهوي أو المحلي.
في هذا السياق جدد بنعبد الله التحذير من هذه “الخطابات” والمحاولات الهادفة لضرب العمل السياسي الجاد وتبخيس أدوار السياسيين والمناضلين والمنتخبين، لا سيما وأن هناك أشخاصا يردف بنعبد الله “جادين في عملهم وفي نضالاتهم كما هو الحال لمناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية قيادة وقواعدا والذين يدفعون يوميا ثمن اصطفافهم إلى جانب قضايا المواطنات والمواطنين، ودفاعهم عن مطالب الفئات الشعبية بمختلف أقاليم وجهات المملكة”.
وأشاد بنعبد الله، في ذات الإطار، بالمجهودات التي يقوم بها مناضلو الحزب ومنتخبوه بإقليم الصويرة من أجل حمل صوت الساكنة والدفاع عن قضاياها، مبرزا أن حزب التقدم والاشتراكية يعطي دليلا على أن هناك إمكانية الاشتغال بشكل مغاير، في خدمة المواطنات المواطنين، مشيرا إلى أن هناك حاجة اليوم لمثل ذلك من أجل تقوية الثقة بين الفاعلين السياسيين والمؤسسات من جهة وعموم المواطنات والمواطنين من جهة أخرى، وذلك من أجل “مواصلة مسيرة البناء والإصلاح”.
وعن اختيار الحزب لشعار “نفس ديمقراطي جديد” قال بنعبد الله إنه اختياره يأتي لأننا في التقدم والاشتراكية نعتبر أن المغرب حقق عددا من المنجزات على مدى 20 سنة الماضية لكن لا يمكن لنا اليوم أن نرتاح للأوضاع التي نحن عليها لأنه لا تزال هناك مشاكل وصعوبات يعيشها المواطنات والمواطنين بعدد من الجهات والأقاليم التي لم تستفد كغيرها من التنمية”، مذكرا بالحدث المأساوي الذي عاشه إقليم الصويرة في الأشهر الماضية، حين لقيت مجموعة من النساء حتفهن من أجل قفة متواضعة، مشيرا إلى أن الكارثة أبرزت الوجه البشع للأوضاع المستمرة لبلادنا. والتي أشار، كذلك، إلى أن عددا من المناطق عبرت عنها من خلال أشكال احتجاجية كالحسيمة، جرادة، زاكورة وبعض المناطق الأخرى التي تعاني بدورها الحرمان.
وعن مؤتمر الوطني العاشر المزمع انعقاده في ماي المقبل، لفت بنعبد الله الانتباه إلى أن حزب التقدم والاشتراكية سبق وأن نظم 9 مؤتمرات، بالإضافة إلى 3 مؤتمرات سرية قبل أن يكون الحزب يحمل اسم التقدم والاشتراكية، معتبرا أن محطة المؤتمر الوطني محطة أساسية لتقييم عمل الحزب وفرصة لمراجعة الذات وتقييم عمل أجهزة الحزب بداء من القيادة الوطنية للحزب وصولا إلى التنظيمات المحلية مرورا باللجنة المركزية والتنظيمات الموازية والفروع الإقليمية، داعيا مناضلات ومناضلي الحزب إلى الالتفاف على مواقف الحزب ومبادئه وإعلاء رايته خدمة لقضايا الفئات الشعبية. مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية انبثق من قلب الشعب ويعمل منذ 75 سنة على خدمة الشعب.
وذكر زعيم حزب التقدم والاشتراكية بالضربات التي تعرض لها الحزب على مدى أزيد من سبعة عقود، مؤكدا على أن الحزب “صامد” في وجه جميع الضربات، ومستمر في عمله عبر مناضلاته ومناضليه في جميع المناطق، داعيا إلى تخليق الحياة السياسية والكف عن “تبخيس” العمل السياسي وخلق تجارب “غير طبيعية” على مستوى الحقل السياسي، “لأن الشعب المغربي يعي من يمثله، وإذا أراد أي تعبير سياسي يثق به وأراد أن يمثله فسيثق به وسيفرزه بشكل طبيعي، دون حاجة لأي شيء مصطنع لأن أي شيء يتم إفرازه بتلك الطريقة لن يصل ولن يستطيع أن يحظى بثقة الشعب. يختم بنعبد الله.
من جهته، قال سعيد إدبعلي، النائب البرلماني عن إقليم الصويرة باسم حزب التقدم والاشتراكية، إن المؤتمر الإقليمي الثالث لحزب “الكتاب” بالصويرة يؤكد على الارتباط العضوي بين للمناضلات والمناضلين بحزبهم. مضيفا أنها محطة لتقييم عمل وحصيلة الحزب بالمنطقة.
وبعدما طرح إدبعلي مجموعة من المشاكل التي لا زالت يعرفها إقليم الصويرة على مستوى عدد من القطاعات، نوه بالعمل الذي يقوم به أعضاء حزب التقدم والاشتراكية بالحكومة سواء السابقة أو الحالية.
وأوضح إد بعلي، في اللقاء الذي حضره كل من محمد سالم لطافي، ومصطفى الغزوي، ومصطفى الرجالي، والمصطفى عديشان، ورشيد روكبان، أعضاء الديوان السياسي، بالإضافة إلى عائشة لبلق عضوة الديوان السياسي ورئيسة المجموعة النيابية لحزب التقدم والاشتراكية، “أوضح” أن إقليم الصويرة عرف مجموعة من المنجزات في عدد من القطاعات بفضل العمل الدؤوب لوزراء الحزب في جميع القطاعات التي يسيرونها، داعيا إلى بذل مجهودات أكبر من أجل النهوض بأوضاع ساكنة الصويرة وإنقاذ جماعاتها من التهميش والإقصاء.
وجدد المتحدث تأكيده على استعداده، انطلاقا من موقعه بالبرلمان، لطرح جميع القضايا التي تهم الساكنة التي يمثلها وذلك من أجل إيجاد حلول ناجعة لكافة المشاكل التي تعانيها الساكنة بمختلف شرائحها بإقليم الصويرة.
من جانبه، أبرز محمد أمين أوشن الذي تم تجديد الثقة فيه كاتبا إقليميا لفرع الصويرة، حصيلة الحزب بالإقليم والتي اعتبرها حصيلة مشرفة، عمل على تحقيقها مناضلو الفروع بكل مناطق الإقليم.
وشدد أوشن على أن هذه النتائج التي حصل عليها الحزب لن تدفع المناضلات والمناضلين للغرور وإنما لمزيد من العمل وشد الهمم من أجل خدمة قضايا الساكنة بمختلف مناطق إقليم الصويرة، داعيا، في هذا الإطار، إلى بذل الجهود والعمل على مراكمة المكتسبات والنهوض بأوضاع الإقليم.
وعن المؤتمر الإقليمي الثالث للحزب، اعتبرها أوشن محطة من النضال داخل حزب التقدم والاشتراكية التي ترسخ و”تجذر” روابط المناضلات والمناضلين بحزبهم، رغم المضايقات والمكائد التي تحاول من خلالها بعض الجهات من داخل إقليم الصويرة ثني مناضلي الحزب عن القيام بأدوارهم الطلائعية إلى جانب المواطنات والمواطنين، مشيرا إلى أن ذلك يزيد من عزم الحزب الاستمرار في العمل بالمنطقة والالتصاق بهموم الفئات الشعبية بمختلف مناطق الإقليم.

> محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top