مدرب آخر رحل…

رغم اقتراب موعد انتهاء بطولة القسم الأول لكرة القدم، لا زال مسلسل تغيير المدربين مستمرا، ليأتي الدور الأسبوع الماضي، على مدرب يشهد له بالكفاءة، ارتبط بفريقه لسنوات عديدة وحقق نتائج إيجابية، إلا أنه لم يستطع تتويج مساره بلقب من الألقاب سواء بالبطولة أو الكأس.
  الأمر يتعلق بعبد الهادي السكتيوي الذي انفصل مع حسنية أكادير بطريقة أصبح يصطلح عليها بـ “التراضي”، بعد سلسلة من النتائج السلبية التي عجلت برحيله عن الإدارة التقنية لـ “غزالة سوس”، كما أن آخر الأخبار تتحدث عن إمكانية استغناء نهضة بركان عن رشيد الطاوسي.   
      والملاحظ أن تغيير المدربين يطفو على الساحة الوطنية كل موسم، وهو موضوع أزلي مرتبط بالكيفية التي تدار بها الأمور التقنية داخل الأندية الوطنية لكرة القدم، إذ كان نهضة بركان أول ناد تخلى عن مدربه الجزائري ميلود حاميدي وعوضه برشيد الطاوسي، تبعه فوزي جمال الذي فضل مغادرة فريق النادي القنيطري لينطلق مسلسل تغيير المدربين من طرف مسؤولي الكاك، إذ جاء الفرنسي وليم، وبعده يوسف لمريني ويقوده حاليا حسن أجنوي.
  بالوداد تم التخلي عن جون طوشاك وجاء بعده  الفرنسي س دوسابر الذي لم يعمر طويلا، ليحل محله الحسين عموتة، نفس الشيء بالنسبة لحسن بنعبيشة الذي غادر الكوكب، ليعوض بفؤاد الصحابي، هذا الأخير ترك المنصب لأحمد البهجة، والحالة الأخرى جاءتنا من شباب أطلس خنيفرة، حيث أقيل فجأة المدرب بوطهير من طرف مسؤولي الشباب، وعوضه  سمير يعيش، كما أن هشام الإدريسي لم يطل به المقام بقصبة تادلة ليغادر، ويعوضه حاليا عبد الرزاق خيري.
    والمؤكد أن هناك خللا ما داخل المنظومة يؤدي باستمرار إلى بروز حالات شاذة داخل الممارسة الرياضية، صحيح أن تغيير المدربين مسألة مسلم بها، لارتباطه بالنتائج والصيرورة العادية للأندية، لكن الاختلاف يكمن في طريقة المعالجة، وعدم اعتماد مقاربة مغايرة للمنهجية التي أدت إلى حدوث هذه الأخطاء.
        يحدث هذا في غياب إدارة تقنية قارة ومسؤولة توكل إليها مهمة البحث عن مدرب يراعى في اختياره خصوصية النادي وطموحاته، ونوعية اللاعبين الذين يتوفر عليهم وغيرها من الأسس الواضحة والمضبوطة التي يجب أن تنبني عليها مسألة الاختيار، كما تكلف هذه الإدارة بإعداد تقارير دورية حول الوضعية التقنية العامة للنادي، ومدى استجابة صفقات العقود الخاصة سواء باللاعبين أو الأطر العاملة  للإستراتيجية العامة للنادي.
        كل هذا يمر في إطار الصيرورة العادية لأي ناد مهيكل ومنظم ومؤسس على أرضية صلبة، لكن التصور المبني على التسيير المعقلن واحترام مبدأ التخصص، منعدم ـ مع سبق الإصرار والترصدـ  داخل أغلب الأندية الوطنية، ليواصل غياب الاستقرار المطلوب باعتماد منهج الهواية داخل بطولة يقال إنها دخلت الاحتراف منذ ست سنوات. 

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top