مراكش: مركز “صلة وصل”.. مواكبة من أجل الإدماج للأطفال والمراهقين في وضعية إعاقة

يشكل مركز”صلة وصل” لإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة، الواقع بالحي الحسني، بمراكش، مثالا لبنية سوسيو – تربوية تجسد فلسفة وروح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الورش الملكي الذي يضع في صلب أولوياته إدماج الأطفال والمراهقين في وضعية إعاقة ذهنية.
وتعكس هذه البنية السوسيو – تربوية وللعلاج متعدد الوظائف، والتي دشنت في شهر أكتوبر من سنة 2007، بمدرسة ابن خلدون الابتدائية، من قبل جمعية “صلة وصل من أجل الإعاقة”، المكانة المتميزة التي تحتلها البرامج والمبادرات الموجهة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وخاصة البرنامج الثاني “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة”.
 ويوفر المركز، المفتوح في وجه الأطفال والمراهقين في وضعية إعاقة ذهنية بجميع فئاتهم، المقيمين بمراكش، والذين تتراوح أعمارهم بين 5 و28 سنة ولأسرهم، تكفلا مهنيا جيدا، وشاملا، مع تأطير ذي جودة، ومواكبة خاصة لأسرهم.
كما يؤمن المركز لأسر ولأقارب المستفيدين الاستشارات والدعم الملائمين، ويشارك في تنمية مهارات الموارد البشرية الضرورية للتكفل المتخصص، وينظم أنشطة ترفيهية موازية، تساهم في تفتح كبير وفي الإدماج الاجتماعي، كما يعمل على احترام والاعتراف بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، ويقوم بالتحسيس قصد محاربة الوصم وجميع أشكال التمييز وإقصاء هؤلاء الأشخاص.
ويستقبل المركز حاليا 138 طفلا وشابا ينحدر معظمهم من أسر هشة، موزعين على خمس وحدات لأقسام الإدماج المدرسي، وذلك وفقا لطبيعة ودرجة إعاقتهم.
وقال مدير مركز “صلة وصل لإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة”، سعيد عريف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “جمعيتنا تعمل بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على توفير أفضل تكفل بالأطفال والمراهقين، الذين يعانون من مختلف أنواع الإعاقة الذهنية، قصد تمكين هذه الفئة من إندماج حقيقي في المجتمع”.
وأوضح أن “الأطفال يستفيدون من سلسلة من الخدمات لاكتساب الاستقلالية، قصد تهيئتهم للتمدرس، في حين يتابع المراهقون تكوينا مهنيا في تخصصات متنوعة (طبخ، صناعة تقليدية..)، بتعاون مع العديد من الشركاء”.
وأكد عريف، في هذا الاتجاه، الأهمية التي تكتسيها مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي وفرت النقل للأطفال في وضعية إعاقة، وكذا التجهيزات الضرورية للترويض الطبي وتقويم النطق، مضيفا أنه تمت هيكلة وتنظيم تدخلات المركز حول مجموعة من الخدمات.
وتحظى هذه الخدمات بتقدير عال من قبل آباء المستفيدين، على غرار عبد اللطيف مطهر، وهو والد فتاة مصابة بالتثلث الصبغي، الذي أعرب عن ارتياحه “للخدمات التي يقدمها المركز، والتي أحدثت ثورة في حياة أسرتي، وكذا في حياة مئات الأطفال وآبائهم”. وقال إن “المركز شجع ابنتي على الاندماج التربوي والاجتماعي”.
وتجدر الإشارة إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومنذ إطلاقها من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سنة 2005، ما فتئت تساهم في التشجيع على الإدماج السوسيو – مهني للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بدون موارد.
ونفذت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، العديد من مشاريع التكفل بالأشخاص الذين يعانون من إعاقة بدون موارد، داخل مراكز متخصصة، موزعة على مجموع التراب الوطني.
ومنذ شهر شتنبر من سنة 2018، الذي شهد إطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحسنت الخدمات التي تقدمها هذه المراكز، لكي تتلاءم مع حاجيات التكفل بالساكنة المستفيدة، وذلك في ظروف كريمة.

Related posts

Top