“مسارح الجنوب عبر العالم: رؤى كولونيالية”

بات من المؤكد أن الدورة السابعة عشرة لمهرجان طنجة المشهدية ستلتئم هذه السنة في الفترة ما بين 27 و30 نونبر القادم.. واختار المركز الدولي لدراسات الفرجة المنظم للمهرجان والذي يشرف عليه الباحث الدكتور خالد أمين، موضوع المؤتمر الفكري لهذه الدورة والذي يتمحور حول “مسارح الجنوب حول العالم: رؤى كولونيالية”.. ومن المتوقع أن يشارك في أشغال هذا المؤتمر الفكري نخبة من الباحثين والخبراء والكتاب والمخرجين من مختلف الجامعات والمعاهد والتجارب العالمية.. ولم يعرف بعد ما إن كان المؤتمر سينعقد عن بعد أو بطريقة حضورية أو بالتوفيق بين الصيغتين.. علما أن الدورة السابقة عرفت حجب كل الأنشطة والعروض الفرجوية مراعاة للظروف الاستثنائية التي عاشتها (ولا زالت تعيشها) البلاد والعالم أجمع، نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، واعتبارا للإجراءات الأمنية الوقائية المتخذة من طرف السلطات المغربية ومنظمة الصحة العالمية التي توصي بمنع التظاهرات الكبرى لمواجهة هذا الوضع الاستثنائي، مع الإبقاء على الندوة  الفكرية للمهرجان، والتي تمحور موضوعها – السنة الماضية – حول: “فرجات الشارع والأمكنة الأخرى” حيث تم عقدها عن بعد عبر تقنية زوم..
يشار إلى أن المركز الدولي لدراسات الفرجة دأب، منذ عقدين، على تنظيم مهرجان طنجة للفنون المشهدية الذي تتسم هويته بالمزاوجة بين الفرجات من مختلف التعبيرات الفنية الحديثة والمعاصرة وطنيا ودوليا، وبين المنصة العلمية التي يتم عبرها التداول في الإشكالات النظرية والفكرية والجمالية المتصلة بالفنون..
ومن تم أصبح “مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية” يتوزع على ثلاث مستويات أساسية:
< الشق العلمي، ويتضمن الندوات العلمية للأكاديميين المتخصصين وموائد مستديرة للطلبة والباحثين وعرض إصدارات المركز وتوقيعها.
< الشق الفرجوي، ويتضمن عروضا مسرحية، فرجوية، أدائية.. من مختلف الآفاق والمناحي التجريبية..
< الشق التكريمي، إذ يتم تكريم شخصيات مسرحية وطنية ودولية لترسيخ وتكريس ثقافة الاعتراف لرواد المشهد المسرحي وطنيا وعالميا وعطاءاتهم، سواء كانوا فنانين أو كتابا مسرحيين أو نقادا.. حيث كرم المهرجان في دوراته السابقة أسماء وطنية كبيرة أسدت خدمات جليلة للمسرح المغربي والثقافة الوطنية، مثل الباحث الراحل حسن المنيعي، والدراماتورج محمد قاوتي، والممثلة الراحلة ثريا جبران، والفنانة النحاثة إكرام القباج، والفنان عبد الحق الزروالي، والكاتب والناقد محمد بهجاجي، والمسرحي والإعلامي الحسين الشعبي، والباحث عبد الواحد بنياسر…
كما انخرط المركز – منذ تأسيسه – في إصدار الكتب والبحوث النقدية التي تعنى بالمسرح والفرجات والفنون المجاورة، ضمن منشورات سلسلة دراسات الفرجة، بالإضافة إلى مجلة علمية محكمة أطلق عليها اسم “دراسات الفرجة” وتصدر باللغتين العربية والإنجليزية.
وبهدف تطوير أدائه على مستوى النشر والتواصل، وتمكين الباحثين في حقل دراسات الفرجة من منشورات وتقارير المركز، وكذا إطلاعهم على فعالياته وأنشطته، تم إحداث موقع إلكتروني خاص بالمركز، كنافذة إعلامية، تساهم في تأكيد التميز والتفرد الذي راهن عليه المركز الدولي لدراسات الفرجة منذ تأسيسه.
إذن ينهض “مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية” على تثمين فلسفة المركز صاحب المبادرة والقائمة على الحوار المتواصل والدائم بين الفن المسرحي وباقي الفنون من جهة، وبين الإبداع والنقد والفكر من جهة ثانية.. وهو، كما يقول دائما مؤسس المهرجان الدكتور خالد أمين، “حوار ذو حدين: يقوده الفنان، ويؤطره الباحث”.

بيان اليوم

Related posts

Top