> حسن عربي – تصوير: عقيل مكاو

> تحملتم مسؤولية تدبير الشأن المحلي بالبلدية منذ حوالي أربعة اشهر، ماهي أهم المشاكل التي ورثتموها عن المجلس السابق؟
< أعتقد أن المجلس البلدي للهراويين، ورث مشاكل متعددة، لكن والحمد لله، لأعضاء المجلس وخصوصا مكتبه المسير، إرادة قوية وعزيمة لتجاوز كل المشاكل، بشكل تدريجي، وبتنسيق مع جميع المتدخلين  في الشأن المحلي، من سلطات محلية وإقليمية، ومجتمع مدني الذي نعتبره شريكا أساسيا في التنمية، بالنظر إلى الأدوار الدستورية التي منحها له دستور 2011 .
بالنسبة لبعض مظاهر هذا الإرث السلبي،  على سبيل المثال لا الحصر،نجد في البداية، عدم تفعيل تصميم التهيئة، وأصبحت بالتالي بلدية الهراويين، تتحمل جزءا كبيرا في حل مشاكل الدار البيضاء، حيث استقبلت ساكنة كريان سنطرال بالحي المحمدي على أراضيها  وخصصت له 105 هكتار، في غياب بنيات تحتية، مع ضرورة تجديد قنوات الصرف المياه العادمة، كما أن منطقة الهراويين الشمالية، التي تضم غالبية السكان الأصليين للبلدية، فيعيشون في ظروف صعبة، يمكن القول، أنها تفتقد  لأبسط شروط الحياة الإنسانية، دون الحديث عن البركة المائية المقابلة لدوارالمديوني، والتي سنعمل في أقرب الآجال على إيجاد حل لها، بتنسيق مع شركة ليديك في إطار مشروع حوض تجميع المياه الشتوية.
وعلى المستوى الصحي، مازالت ساكنة البلدية، تعتمد فقط على خدمات مستوصف صحي صغير، يشرف عليه طبيب واحد، ناهيك عن غياب طبيب شرعي، يؤشر على الوفيات، مما يزيد من معاناة السكان.
>بالنظر إلى كل هذه المشاكل، ماهي أولوياتكم في تدبير الشأن المحلي بالبلدية؟
< أعتقد أنه يمكن تلخيصها في شقين أساسيين، الأول إعادة هيكلة للمنطقة الشمالية برمتها، ومن المقرر، أن تبدأ الأشغال به بعد شهرين، بعد تبني المشروع  مؤخرا من طرف جهة الدار البيضاء-سطات، في إطار مخطط التنمية، حيث تم توفير مصادر التمويل، ويهم المشروع  توفير سكن لائق للسكان وتحسين ظروف عيشهم، وفك العزلة عن المنطقة وشق الطرق وحل مشكل الماء الشروب.
ثانيا، إعادة تأهيل تجزئة العمران بالمنطقة الجنوبية، التي بنيت فوق أرض فلاحية، في غياب البنيات التحتية. وفي هذا الصدد، عملنا مع وزارة السكنى، سواء على مستوى الوزارة أو مسؤولي العمران، على تجديد بروتوكول العمران/ الهراويين، حيث سيتم الشروع في الأشهر المقبلة في إصلاح المرافق سواء تعلق الأمر بالطرق أو الإنارة العمومية او ممرات الراجلين أوالتجهيزات العمومية.
أضف إلى ذلك،  أنه في إطار  الاستثناءات المعمول بها، حصلنا على 250 هكتار، سيتم تخصيصها
لمجموعة من المرافق الرياضية وغيرها.  كما أننا سنعمل على محاربة الهشاشة التي سجلت فيها أرقام قياسية على مستوى منطقة الهراويين مقارنة مع باقي المناطق بالدار البيضاء، وذلك بإطلاق مجموعة من المشاريع التنموية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كما أننا بصدد التعاقد مع مكتب للدراسات، لوضع مخطط تنموي للمنطقة على المدى القريب والمتوسط والبعيد، كما نأمل  إنجاز الملعب الرياضي الكبيرعلى أرض الواقع، ونسعى للتنسيق  مع الجهة من أجل بناء مستشفى صحي جامعي. وبصفتي رئيس اللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فقد قدمت مشاريع في إطاربرنامج 2015 المتعلق بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية،  ضمنها مشروع تأهيل وإعادة تأهيل ملعب لكرة القدم المصغرة بالعشب الإصطناعي، ناهيك عن برمجة قاعة مغطاة ستستأنف الأشغال  بها بمواصفات جديدة.
للإشارة فقط، قمنا بتعميم الإنارة العمومية على البلدية، وسنعمل قريبا على إنهاء الأشغال ببعض الأشطربعد أن قمنا ببرمجة ذلك.
> هل هناك تنسيق مع المجتمع المدني؟
< أعتقد أن دور المجتمع المدني أصبح اليوم أساسيا، باعتباره شريكا أساسيا في مشاريع التنمية.وسنعمل في هذا الصدد، على خلق شراكات مع الجمعيات الجادة، حتى نمكنهم من المساهمة المباشرة في كل ما يتعلق بتنمية المنطقة، وذلك بعقد لقاءات مفتوحة معهم، نستع فيها إلى آرائهم ومقترحاتهم في المواضيع التي تهمهم بالدرجة الأولى.
> لماذا لا تتوفر الجماعة على مقر لها؟
< هذا مشكل أيضا، ونحن نشتغل حاليا بمقر مؤقت في انتظار الشروع بعد أسابيع قليلة في بناء مقر جديد للبلدية، أكثر من ذلك، فالبلدية تفتقد إلى موارد بشرية متخصصة، حيث لانتوفر حاليا لتدبير مصالح البلدية، سوى على تقنيين وكتاب وكاتب عام.