تشهد مختلف مناطق المملكة خلال هذه الأيام، موجة برد وانخفاض في درجات الحرارة وصلت في بعض المناطق إلى ما تحت الصفر، وهي ظاهرة ترتبط بالفترة الانتقالية بين الخريف والشتاء، حيث تزداد احتمالات نزول الكتل الهوائية القطبية القادمة من شمال أوروبا نحو الجنوب، مما يفسح المجال لوصول الهواء البارد إلى العديد من المناطق.
في ظل هذه الأجواء المتقلبة، تزداد معاناة سكان الأرياف بخاصة تلك التي تتواجد بأعالي الجبال، وتتفاقم أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، بسب البرد القارس والغلاء.
إذ أن الارتفاع المتواصل لأسعار المواد الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى الزيادات المتواترة التي تطال أسعار حطب التدفئة وكذا الوقود والغاز خلال الفصل البارد، يؤثر بشكل كبير على ميزانيات عدد كبير من الأسر، الفقراء منهم بالخصوص الذين لا يقوون على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم المعيشية.
في هذا السياق، أفاد أموز إبراهيم، من منطقة إملشيل إقليم ميدلت، بأن مخاوف سكان المنطقة من العزلة ووفيات الحوامل ومشاكل التمدرس والتطبيب بالإضافة إلى نقص الحاجيات الأساسية من مواد غذائية وحطب تدفئة، تتجدد كلما حل فصل الشتاء.
وتابع المصدر ذاته، في تصريح لبيان اليوم، أن درجات الحرارة في مناطق الأطلس الكبير، تنخفض إلى ناقص 6 درجات وقد تصل إلى ناقص 15 درجة خلال ذروة فصل الشتاء، مستطردا أن هذه الظروف المناخية القاسية تضيق على المعيش اليومي لساكنة الجبال التي تعتمد أغلبيتها على الموارد الطبيعية المحلية للاستمرار في الحياة، وذلك في ظل عدم وجود طرق أو وسائل تنقل ملائمة في هذه المناطق الوعرة، وبل حتى الموجود من هذه المسالك يتعرض للانقطاع بسبب تهاطل الثلوج ويؤثر ذلك على وضعية تموين هذه الدواوير المعزولة، يقول المتحدث، مضيفا، أن نقص التغذية سواء بسبب هذه الظروف المناخية الصعبة والتي يزيد من حدتها ارتفاع أسعار المواد الأساسية أو انقطاع الطرق، يضعف المناعة لدى الأشخاص ويتسبب في أمراض خطيرة خاصة بالنسبة للنساء الحوامل والأطفال والمسنين.
ودعا المصدر ذاته، المسؤولين إلى ضرورة القيام بتدخلات بهذه المناطق للحد من المعاناة المختلفة التي أمسى يعيش على إيقاعها سكان القرى والجبال بسبب الانخفاض الحاد في درجات الحرارة ومواد التغذية ونقص الحطب ومياه الشرب التي تتعرض للتجمد، مما يعتبر مصدرا أساسيا للحياة.
< سعيد أيت اومزيد