وافقت السلطات المغربية، على استقبال منتخب بوركينافاسو لنظيره الجزائري بملعب مراكش الكبير، يوم سابع شتنبر المقبل، وهي المباراة التي تدخل في إطار الجولة الثانية من تصفيات مونديال قطر 2022.
أي أن المنتخب الجزائري سيلعب بالمغرب، وعلى أرضية ملعب مراكش الكبير، الذي سبق أن انهزم فوق أرضيته أمام أسود الأطلس بأربع إصابات لصفر، كان ذلك سنة 2011 .
هذا مجرد تذكير لا يهم، باعتباره مجرد إشارة أو جزء من التفاصيل الكثيرة، إلا أن الأهم هو كون أصدقاء رياض محزر الذي رضع من ثدي أم مغربية، سيحل بأرض المغرب الطيبة، قصد خوض مباراة تدخل ضمن تصفيات المونديال قطر 2022 .
وصراحة، فالترخيص الذي قدمته السلطات المغربية، جاء نزولا عند رغبة أصدقاءنا البوركينابيين، وبطلب من جهاز الكاف، وبكل تأكيد كان من الممكن أن تكون نفس الموافقة، لو تقدمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بنفس الطلب قصد إجراء إحدى مبارياتها، أو القيام بمعسكر تدريبي بالمغرب، وبالضبط بمركز محمد السادس، التحفة الناذرة بمواصفاتها العالمية، فالأكيد أن الموافقة ستكون بالإيجاب، وبدون أدنى تردد، لأن المغرب أرض الترحاب والاستقبال، والحفاوة والتضامن، بدون أية حسابات تذكر، تماما كما عرض منذ أيام فقط، مساعدة الأشقاء في مواجهة الحرائق المشتعلة بمنطقة القبائل، دون أن تتمكن السلطات الجزائرية من إخمادها، نظرا لافتقادها الوسائل الضرورية، وهي الوسائل التي عرضها المغرب بأمر من جلالة الملك محمد السادس، إلا أن الرفض مع كامل الأسف، جاء من طرف جنرالات الجزائر الذين رفضوا اليد الممدودة من طرف الجارة المغرب، مفضلين اللجوء إلى طلب المساعدة من طرف بعض البلدان الأوروبية، مع ما يترتب عن ذلك من تكلفة مالية وسياسية، ونظرة احتقارية.
ومنتخب الجزائر يحل بالمغرب، نتذكر للأسف التصريح المجانب للصواب الذي سبق أن صدر عن رياض محرز الذي كان من الممكن أن يلعب للمغرب، قبل الجزائر، تصريح ألصق تهما غير مقبولة، وغير صحيحة لا تليق بالجمهور الرياضي المغربي، حيث اتهمه بالباطل، مدعيا أنه لا يريد فوز الجزائر، ويفرح لخسارته، إلا أن العكس هو الصحيح، فكثيرا هي المناسبات التي سبق أن عبر فيها المغاربة عن دعمهم ومساندتهم للمنتخب الجزائري، وكان آخرها كأس أفريقيا للأمم التي جرت بمصر، وفاز بها المنتخب الجزائري.
وكم سيكون جميلا لو تفضلت إدارة قناة البين سبورتس القطرية، بتعيين الجزائري حفيظ الدراجي، للتعليق على أحداث المباراة ضد بوركينافاصو بمراكش، ومن داخل الملعب، وليس من الأستوديو بالدوحة، فالأكيد أن الجميع سيعامله باحترام، أولا لأنه صحفي مبعوث من طرف وسيلة إعلام دولية لها مكانتها ووزنها، ثانيا لأنه ينتمي لبلد شقيق، وسبق له أن قام بزيارات للعديد من المدن المغربية، ولقي الترحاب والحفاوة والتكريم، وهو التعامل الذي تناساه بسرعة، وراح يهاجم المغرب ورمزوه ومقدساته، بدون حياء، ولا أي تقدير للكثير من القواسم المشتركة التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري.
مرحبا بالأشقاء الجزائريين بأرض المغرب، وشكرا للأصدقاء البوركينابيين لإتاحة هذه الفرصة، ليرى الجيران التطور الذي تعرفه المدن المغربية، في كل ربوع المملكة، من طنجة إلى لكويرة…
“اش بان ليك أبا حفيظ، ممكن تجي معاهم…”باش تقول لينا: “هيا يا رياض.. هيا يا رياض.. بابابابا..”
وفي الأخير لا يمكن إلا أن نقول للدراجي وأمثاله: “الله ينعل لي ما يحشم…”
محمد الروحلي