موازين

تنطلق دورة جديدة من «موازين»، ويعود موسم المهرجانات الفنية ليس فقط إلى الرباط، وإنما إلى مدن وبلدات أخرى تعيش بدورها على إيقاع مهرجاناتها ومواسمها المحلية… «موازين» يقدم الدليل على أن إصرار الاحتفاء بالفن، وبالفرح، وبالبهاء مستمر في بلادنا، رغم كثير الكلام و…الأوهام، وهذا يجب أن نسجله، ونقبض عليه.
ليس معنى هذا أن الصراع أفل، أو أن الرافضين غيروا المواقف والمواقع، فالفن والثقافة والإبداع هي واجهات الصراع الفكري والمجتمعي بامتياز، وأيضا هي واجهات الدفاع عن الانفتاح والتعدد، وعن الأفق الديمقراطي الحداثي لبلادنا، وهذا أيضا يجب أن نقبض عليه باستمرار.
وليكون الكلام منتظما ضمن مصداقية النظر، فإن كثيرا من مهرجاناتنا يجب أن تحتكم فعلا إلى مقتضيات الوضوح وتجويد الحكامة العامة، وأن تنفتح أكثر على طاقاتنا الفنية المغربية، وأن تقوي رؤيتها ومنظومة عملها من أجل أن تساهم في التنمية المحلية، وفي النهوض بالصناعات الفنية الوطنية، وفي تطوير الخبرات الفنية والتقنية للفعاليات الفنية المغربية، وفي تمكين الجمهور من فرجات فنية متنوعة وجميلة.
«موازين» ومهرجانات أخرى تقام في بلادنا صارت اليوم تجذب فنانين كبارا من كل أرجاء العالم، بالإضافة إلى مؤسسات إعلامية دولية عديدة، وفي هذا وحده خدمة كبيرة لصورة المملكة ولإشعاعها، كما أن هذه التظاهرات الفنية تتيح لفنانينا أيضا فرص عمل، وإمكانات مهمة للتفاعل مع تجارب فنية وتقنية متقدمة، وبالتالي صقل التجارب المحلية، وتطوير الحرفة في مختلف جوانبها الفنية والتقنية والتسويقية، علاوة على الانعكاسات التنموية على المحيط العام للمهرجانات.
أيام «موازين» ستكون، بلا شك، لحظات إمتاع وفرح لجمهور عدوتي أبي رقراق وزوارهما في الرباط وسلا، ونأمل أن يغمرنا المهرجان فقط بأفراحه وبلحظات الانتشاء فيه، وأن لا يشهد أي مشاكل أو حوادث سلبية، ولذلك نتمنى من الجمهور وقوات الأمن والمنظمين الانخراط الجماعي في تأمين النجاح التام للتظاهرة ولكل سهراتها الفنية.
بالتوفيق، ولتنطلق المتعة…
[email protected]

Top