لقي خمسة أشخاص على الأقل في غوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية أول أمس الثلاثاء، في اليوم الثاني من الاحتجاجات ضد بعثة الأمم المتحدة المتهمة بعدم القيام بعمل مجدٍ في التصدي للجماعات المسلحة، فيما تتوسع مشاعر العداء للبعثات الأممية داخل دول القارة.
وكانت احتجاجات مماثلة في دولة مالي، قد طالبت بطرد بعثة الأمم المتحدة في مواجهة الجهاديين متهمة إياها بممارسة أدوار سياسية لصالح قوى غربية.
واقتحم محتجّون الاثنين قاعدة للأمم المتحدة بمدينة غوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ونهبوها، متّهمين بعثة حفظ السلام الأممية بأنها عديمة الجدوى في مكافحة الجماعات المسلّحة التي تنشط في شرق البلاد.
وبعدما قطعوا الطرق الرئيسية في غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، هاجم محتجون توزّعوا على مجموعتين مقر البعثة الأممية في غوما وقاعدتها اللوجستية الواقعة في ضواحي المدينة.
وأمام مدخل مقر بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية المعروفة بـ”مونوسكو”، عمد متظاهرون غاضبون إلى إشعال إطارات ومواد بلاستيكية، ثم اقتحموا المقر ونهبوه.
وبعد ذلك عمدوا إلى تحطيم الواجهات الزجاجية والجدران ونهب الحواسيب والكراسي والطاولات وأغراض قيّمة. وتم إجلاء عناصر تابعين للبعثة كانوا متواجدين في المقر بواسطة مروحيتين.
وفي المقلب الآخر للمدينة سجّلت تحركات مماثلة في القاعدة اللوجستية التابعة للبعثة حيث أصيب تلميذ بالزي المدرسي برصاصة في الساق أطلقت من داخل الموقع.وأطلق عناصر الأمن التابعون للأمم المتحدة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين قبل أن تتدخّل عسكريا القوات المسلّحة الكونغولية. وتم توقيف عدد من المتظاهرين.
وجاء في بيان للبعثة أن “مونوسكو تدين بشدة الهجوم على مكاتبها في غوما، في شمال كيفو، الذي نفّذته مجموعة من اللصوص على هامش تظاهرة كان رئيس بلدية غوما قد منع إقامتها”.
وتابع البيان أن البعثة “قلقة للغاية من جراء هذه الحادثة بالغة الخطورة التي وقعت غداة تصريحات عدائية وتهديدات سافرة وجّهها أفراد وجماعات إلى الأمم المتحدة”.
وأعلن المتحدث باسم رئاسة الوزراء الكونغولية باتريك مويايا أن الحكومة “تدين بشدة كل هجوم من أي نوع كان على أفراد طاقم الأمم المتحدة ومنشآتها”، مضيفا “سيُلاحق المسؤولون وسيُعاقبون بشدة”.
وخلال اجتماع عُقد في الخامس عشر من يوليو في غوما، طالب رئيس مجلس الشيوخ الكونغولي موديست باهاتي مونوسكو بـ”حزم الحقائب” بعد 22 عاما على حضور أخفق في إرساء السلام في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي يشهد اضطرابات منذ نحو ثلاثة عقود.
والبعثة المتواجدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ العام 1999 تحت تسمية “بعثة الأمم المتحدة في الكونغو” قبل أن تتغير تسميتها إلى “بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية” بعد تعديل التفويض المعطى لها في العام 2010، تعد واحدة من أكبر البعثات الأممية في العالم وأكثرها كلفة، مع ميزانية سنوية تبلغ مليار دولار.
وحاليا يتخطى عدد جنود حفظ السلام التابعين للبعثة 14 ألف عسكري.
موجة استعداء بعثات الأمم المتحدة تتوسع في أفريقيا
الوسوم