نجاح المؤتمر الإقليمي للتقدم والاشتراكية بأكادير إذاوتنان

انعقدت يوم السبت الماضي بأكادير أشغال المؤتمر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية والذي يأتي تتويجا للمجهودات التي بذلها مكتب الفرع الإقليمي للحزب في تأسيس فروع جديدة وتجديد الأخرى المنتهية ولايتها، وتأسيس قطاعات سوسيو مهنية تابعة للحزب، وذلك وفق مقرر اللجنة المركزية للحزب بعيد الانتخابات الجماعية الأخيرة، وذلك من أجل استكمال الهياكل التنظيمية بالإقليم.

أشرف على فعاليات هذا المؤتمر عضوا الديوان السياسي للحزب: عبد الأحد الفاسي الفهري المكلف بتتبع تطورات التنظيم بالجهة، ورشيد روكبان، رئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب. وفي مستهل كلمته السياسية خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، نوه روكبان بالعمل الجاد والمتميز على مستوى عمالة إقليم أكادير إداوتنان، مشيرا، إلى العلاقة الخاصة التي تربطه برفيقاته ورفاقه بالجهة، لاسيما وأنه سبق له أن تم تكليفه بتتبع جهة سوس ماسة درعة في صيغتها السابقة لما كانت درعة تشترك مع سوس ماسة في الانتماء الجهوي، مثمنا، الانفتاح الذي ينهجه التنظيم بأكادير باشتغاله مع كل القوى التنظيمية الأخرى النشيطة على مستوى الإقليم من أجل خدمة الصالح العام، ومذكرا في معرض حديثه بالسياقات الاستثنائية التي ينعقد فيها مؤتمر الحزب الإقليمي بأكادير إداوتنان والتي تهم بالخصوص التطورات التي تعرفها القضية الوطنية الأولى والاعتداءات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء في مختلف بقاع العالم وتعمل جاهدة على زعزعة استقرار بلدان المعمور كما هو الحال، يضيف المسؤول الحزبي، ببلجيكا وساحل العاج وفرنسا والجزائر وتركيا وبلدان عربية متعددة أخرى استهدفها غدر الإرهابيين، دون إغفاله الإشارة إلى العديد من الخلايا بالمغرب التي تم توقيفها من طرف القوات الأمنية. وقال المتحدث، إن منطقة الساحل والصحراء التي تنتمي إليها جبهة “البوليزاريو” تعتبر من بين أكبر المناطق المغذية لهذه الخلايا السرطانية القاتلة، بسبب غياب الأمن والمراقبة، قبل أن يعرج على الانزلاقات الخطيرة للأمين العام للأمم المتحدة الذي ضرب بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية بانحنائه أمام علم كيان وهمي واستعمال كلمة لم يسبق لأي مسؤول أممي أن تلفظ بها، مع قيامه بحركة مستفزة “إشارة النصر” في غياب كل الحياد المطلوب في المسؤول الأممي، بالإضافة إلى زيارته للمنطقة العازلة “بير لحلو” ودعوته لعقد مؤتمر استثنائي لمانحي المساعدات الإنسانية لفائدة محتجزي تندوف، وذلك كله دون أن يكلف نفسه عناء الإشارة إلى عمليات النهب والسرقة التي تقوم بها عصابات “البوليزاريو” للمساعدات الإنسانية للمحتجزين وإلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالمنطقة والاختطافات بالجملة وانتشار تجارة المخدرات والترحيل القسري لأطفال الصحراويين إلى كوبا وإلى دول أخرى، ناهيك يقول المتحدث، عن تستر المسؤولين بمخيمات الذل والعار على قائد من قيادات التنظيم الإرهابي لداعش المتواجد بالمخيمات أثناء الزيارة المشؤومة للمسؤول الأممي الذي اختار، لغاية في نفسه، أن تتزامن مع الموعد الذي اقترحه عليه المغرب لزيارته.
كل هذه السلوكات تشكل دليلا واضحا، يضيف الممتحدث، على أن بان كيمون تخلى عن الحياد ويسعى لإرضاء جهات معينة، وهذا يقع في الوقت الذي لم يتغير فيه أي موقف من مواقف الدول المؤثرة في قرارات مجلس الأمن. ونوه المسؤول الحزبي بالمناسبة بالعمل الكبير والمتميز الذي تقوم به الديبلوماسية المغربية في هذا الملف الذي يعتبره كل المغاربة ملفهم المشترك، ملف حياة أو موت، ملف توحدت فيه كل الرؤى وتطابقت فيها كل المواقف، يؤكد المسؤول الحزبي. ولعل التئام البرلمان المغربي بمجلسيه في اجتماع واحد، غابت فيه الانتماءات والإيديولوجيات، وسادت فيه الروح الوطنية العالية والإيمان بعدالة القضية الوطنية الأولى والخروج العفوي لملايين المغاربة للتظاهرة ضد استفزازات الأمين العام الأممي في مسيرات وطنية وفي مختلف بقاع العالم، لدليل قاطع على وحدة الأمة المغربية حول قضيتها الأولى وتشبثها الكبير بثوابتها المقدسة، يقول رشيد روكبان . وعرج رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب على  العمل الحكومي لتقييم أدائه بشكل عام، وأداء وزراء حزبه الخمس بشكل خاص، مشيرا إلى الوتيرة الجيدة التي عرفتها مراحل التنزيل الجيد للدستور والتي لم يتبق منها إلا بعض القوانين التنظيمية المتعلقة بقانون الإضراب والأمازيغية واللغات، قبل أن ينتقل إلى الانسجام الحكومي الذي كثر عليه القال والقيل وسال في شأنه الكثير من المداد، داعيا، الجميع إلى ضرورة الاستمرار في العمل وعدم تكرار ما استهلت به الحكومة الحالية مسيرتها، لما طغى على عملها نوع من الاضطراب وعدم التركيز بعد انسحاب حزب الاستقلال في بداية المشوار وتسبب في نوع التخبط والارتجال وهو ما أثر بشكل سلبي على المردود العام للحكومة في ذلك الإبان، مذكرا المئات من رفيقاته ورفاقه وممثلي الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية الذين أثثوا فضاء القاعة المحتضنة لأشغال هذا المؤتمر، بمشاركة حزب الكتاب في الحكومة والتي أملتها ضرورة استكمال الأوراش التي تم فتحها في الحكومة السابقة، مختتما مداخلته بالحديث عن الدينامية الاستثنائية التي يعرفها حزب التقدم في كل ربوع المملكة انسجاما مع النتائج المتقدمة التي حصل عليها في الانتخابات الجماعية الأخيرة والتي بوأته مكانة متقدمة في المشهد السياسي الوطني. من جانبه، وباسم الفرع الإقليمي للحزب بأكادير إداوتنان رحب الأستاذ سعودي العمالكي الكاتب الإقليمي المنتهية ولايته، وعضو المكتب السياسي بكل الحاضرين من ضيوف ورفيقات ورفاق، مؤكدا على انخراط حزبه الدائم في الدينامية السياسية والفكرية والإشعاعية والتواصلية التي يعرفها الإقليم، مكرسا بذلك مواقف الحزب الثابتة ومبادئه التي ينهلها من فكره المعروف بالنزاهة والاستقامة والصدق والوفاء والالتزام، وهي صفات يجمعها مصطلح “المعقول” الذي يجسد شعار الحزب الملتصق بهموم المواطنات والمواطنين وبانتظاراتهم، متطلعين إلى تحقيق مطامح كل المواطنات والمواطنين، يضيف المكلف بتتبع الحزب جهة كلميم السمارة، داعيا كل القوى الديمقراطية الحداثية اليسارية بكل تلويناتها وأشكالها إلى جمع شملها وتشكيل قوة يسارية مغربية منسجمة وقوية، يقول المتحدث: “هو المسعى الذي يراودنا في أكادير منذ عقود والرامي إلى ترميم اليسار وإعادته إلى سكته الصحيحة بعيدا عن الذاتية التي ساهمت في التشتت الذي بات اليوم يؤرق بال كل الحداثيين بالمنطقة، بل في المغرب برمته”. ولم يفوت العمالكي الفرصة دون إثارة التهميش والإهمال اللذين يعاني منهما إقليم أكادير إداوتنان بشكل خاص وجهة سوس ماسة بشكل عام، مع العلم أن هذه الجهة يقول المتحدث، تعتبر من الجهات التي تغذي الاقتصاد الوطني بشكل كبير في مختلف القطاعات. وبعد الجلسة الافتتاحية، ومغادرة الضيوف، انطلقت أشغال الجلسة التنظيمية التي مرت في أجواء رفاقية أقل مل يمكن القول عنها أنها رائعة، من حيث التنظيم ومن حيث المناقشة البناءة والهادفة، ومن حيث الرزانة والهدوء التي ميزت كل الفقرات المتضمنة لفعاليات هذا المؤتمر الإقليمي الذي تشكل من مناضلات ومناضلي الحزب التابعين لإحدى عشرة جماعة في سابقة للحزب بأكادير إداوتنان الذي كان يعتمد في السابق على جماعتين فقط. وبعد تلاوة التقريرين الأدبي والمالي والمناقشة والمصادقة عليهما بالإجماع، تم انتخاب حسن أومريـبط وبإجماع كل المؤتمرات والمؤتمرين كاتبا أولا للحزب بالإقليم، ليقود سفينة التنظيم بأكادير إداوتنان والتحضير لاستحقاقات أكتوبر المقبل.

Related posts

Top