يلتقي مساء غد الأحد المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم بنظيره النيجيري برسم المقابلة النهائية لكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين (الشان)، وهي النسخة الخامسة في تاريخ هذه التظاهرة الحديثة، والتي عرفت تطورا مطردا، أكسبها شعبية مهمة واهتماما متزايدا، بعدما كانت تعتبر مجرد تظاهرة زائدة لا فائدة ترجى منها.
تطورت بشكل ملحوظ، وتحولت مسابقة (الشان) إلى مقياس حقيقي لمدى تطور اللعبة على الصعيد القاري، وبات من خلالها ممكنا الوقوف على التطور الذي وصلت إليه البطولات المحلية واللاعب الإفريقي المحلي الذي لم يكن في السابق يتوفر على مجال لإبراز مواهبه وإمكانياته الفردية، أو يترقب عروض احترافية تناسب إمكانياته.
وجاء النجاح التنظيمي الذي عرفته نسخة المغرب 2018، والارتفاع النسبي للمستوى التقني، والبروز اللافت لعدد من المواهب، ليعطي دفعة مهمة لهذه التظاهرة، والتي ستصبح من الآن فصاعدا، واحدة من أهم التظاهرات على الصعيد القاري، وستساهم إلى جانب كأس إفريقيا للأمم “الكان” وعصبة أبطال إفريقيا الخاصة بالأندية، في إعطاء دفعة قوية لكرة القدم الإفريقية وتطويرها وإشعاعها.
وبالرغم من بعض دعوات المقاطعة لحسابات خاصة وخاطئة، فإن المنظمين نجحوا في ضمان حضور جماهيري لافت، خاصة في مقابلات دور المجموعات، الشيء الذي جعل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) يثني على التنظيم، ويقدر عاليا المجهود الذي بذلته اللجنة المنظمة المحلية من أجل ضمان النجاح الجماهيري والتنظيمي.
وجاء تحسن الأحوال الجوية في المدن الأربعة التي احتضنت المباريات وتألق المنتخب المغربي وتحقيقه انتصارات مدوية وبحصص مهمة، مع بروز لاعبين واعدين ينتمون لأبرز الأندية الوطنية، ليزيد من درجة الاهتمام، ويرتفع بموازاة ذلك الحضور الجماهيري ليس فقط بمركب محمد الخامس، بل في باقي الملاعب حيث حضرت أعداد مهمة، حتى من جماهير باقي المنتخبات المشاركة.
نجحت جامعة كرة القدم في الوفاء بكامل التزاماتها أمام أسرة كرة القدم الإفريقية، وذلك بتقديم نسخة ناجحة على جميع المستويات، رغم أن الإعداد لتظاهرة قارية مهمة أنجز في زمن قياسي، مع العلم أن الحضور تكون من 16 منتخبا، وأعداد مهمة من المرافقين والتقنيين والإداريين والصحفيين بمختلف التخصصات والوكلاء والمختصين في عالم الاستشهار، وغيرها من المهن المرتبطة بتنظيم مثل هذه التظاهرة التي راقبت فعالياتها الكثير من العيون.
والمؤمل هو أن يكتمل النجاح بمواصلة نفس التعبئة خلال المقابلة النهائية مساء الأحد بمركب البيضاء، وأن تكون الخاتمة جميلة بتتويج المنتخب المغربي فائزا بلقب يستحقه إلى أبعد الحدود..
محمد الروحلي