ندوة تسلط الضوء على أهمية تثمين التراث الثقافي والفني بقلعة السراغنة

نظمت، يوم السبت الماضي بمدينة قلعة السراغنة، ندوة سلطت الضوء على أهمية وتنوع التراث الثقافي والفني للمنطقة، وسبل النهوض به وتثمينه، وذلك بمشاركة مجموعة من الباحثين والمهتمين بالشأن التراثي.
وركزت هذه الندوة، المقامة في إطار فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للفنون التراثية التي استمرت إلى غاية يوم الأحد، على سبل جعل التراث ركيزة أساسية لدعم التنمية الاقتصادية والسياحية. وخلال الندوة، تطرق الباحث والكاتب سعيد أخي، إلى تنوع وأهمية التراث الثقافي والفني بقلعة السراغنة، مسلطا الضوء على التاريخ العريق لهذا التراث في جوانبه الفنية والفرجوية.
وشدد الباحث على ضرورة ربط الجوانب التراثية بالهوية، معتبرا أن “التراث ليس مجرد ماض مسجل، بل هو ذاكرة جماعية تحافظ على الأصالة وتعزز الانتماء الثقافي للأجيال القادمة”. وأشار إلى دور الصناعة الثقافية في تحويل هذا التراث إلى مصدر للتنمية الاقتصادية، داعيا إلى تثمين التراث الفني للمنطقة، وجعله محطة جاذبة للسياحة المحلية والوطنية والدولية.
وأكد أيضا، على ضرورة إيلاء العناية ببناء المؤسسات الثقافية المتمثلة في المعاهد والمتاحف ودور السينما والمسارح التي تعزز من تقديم التراث المحلي بطرق حديثة وجذابة، مشددا من ناحية أخرى، على أهمية توثيق التراث باستخدام التقنيات الجديدة، وتسجيل مختلف جوانب التراث الفني عبر وسائل حديثة تضمن استدامته وانتشاره على نطاق واسع.
كما توقف أخي، عند أهمية الاهتمام بالصناعة التقليدية وعرض منتجاتها في الملتقيات الوطنية، مع التركيز على تشجيع البحث الجامعي الذي يعنى بالتراث المحلي ويدرسه من مختلف الجوانب التاريخية والثقافية والفنية.
من جانبه، تطرق الباحث والمؤرخ، الحسن شوقي، للتراث الفني لمنطقة السراغنة، معرفا بجغرافيتها وأهم علمائها وفنونها التراثية عبر العصور. وأشار بشكل خاص إلى فن العيطة كأحد أهم الفنون الفرجوية اللامادية التي تشتهر بها المنطقة، حيث يرتبط هذا الفن بشكل وثيق بالمجال الاجتماعي والاقتصادي لسكان المنطقة.
ودعا الباحث إلى ضرورة الانتقال بفن العيطة من كونه مجرد تراث فني إلى مجال الصناعة الثقافية، لما له من رمزية وجودة فنية، ولما يمكن أن يساهم به في الدورة الاقتصادية والسياحية بالمنطقة.
كما قدم مجموعة من المقترحات لتطوير هذا الفن واستثماره كأداة لتعزيز الاقتصاد المحلي، من خلال تنظيم مهرجانات وفعاليات دورية تستقطب السياح والمهتمين بالفنون التراثية.
يشار إلى أن النسخة الثالثة للمهرجان الوطني للفنون التراثية، نظمت من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة، بتعاون مع عمالة إقليم قلعة السراغنة والمجلس الإقليمي وجماعة المدينة، في إطار توجهات كبرى تروم الحفاظ على التراث الثقافي المحلي وتعزيز قيمته من خلال إدماجه في الصناعة الثقافية وتنشيط الساحة الفنية المغربية.
وعرفت فعاليات هذه التظاهرة التي أقيمت بساحة جنان روما ودار الثقافة بقلعة السراغنة، مشاركة مجموعة من الفرق الموسيقية تمثل ألوانا تراثية متنوعة تعكس غنى الموروث الفني المغربي، بالإضافة إلى ثلة من الفنانين المبدعين الذين بصموا على حضور متميز في الساحة الفنية الشعبية المغربية.

Top