قال ألفا نولو كامارا، الكاتب العام لأرضية جمعيات المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء بالمغرب، إن خطاب وسائل الإعلام يجب أن يكون إيجابيا تجاه قضايا الهجرة واللجوء، منتقدا الخط التحريري لبعض الجرائد بالمغرب، الفرنسية منها على الخصوص.
ودعا ألفا نولو كمارا، خلال ندوة نظمت بمدينة الدار البيضاء، أول أمس الخميس، حول موضوع التعاطي الإعلامي مع قضية الهجرة تحت عنوان “الإعلام والمهاجرين .. أي حوار ممكن؟”، (دعا) إلى ضرورة التحلي بالمصداقية في نقل الأخبار الخاصة بشؤون الهجرة، لاسيما أثناء معالجة بعض الظواهر المرتبطة بها، حيث ينصب اهتمام معظم الجرائد والصحفيين بحسبه على الجوانب السلبية في القضية.
وفي الوقت الذي يتم فيه معالجة هذه الظواهر السلبية، “لا بأس من أن يتم تسليط الضوء على الدور الفعال والإيجابي للمهاجرين واندماجهم في المجتمعات المستقبلة، بما فيها المغرب” يوضح كمارا، مضيفا، بأن الصحافة المغربية تفتقد إلى الأجناس الكبرى، كالتحقيق، والروبورطاج، التي يتم من خلالها تحليل الموضوع من مختلف الجوانب وتقديم نماذج وأرقام ومعطيات دقيقة في الموضوع.
وذكر الكاتب العام لأرضية جمعيات المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء بالمغرب، أن هناك الكثير من الأشياء يجب أن تقال، مؤكدا بأن الصحافة المغربية بالفعل تتفاعل مع موضوع الهجرة، نظرا لقربها من أوروبا، بالإضافة إلى انتمائها للقارة الإفريقية، التي تعرف موجات هجرة كبيرة.
من جانبها، كشفت فاطمة الزهراء بوعزيز، صحافية بوكالة “EFE” (وكالة الأخبار الإسبانية)، أن موضوع الهجرة يحتل المرتبة الأولى والرئيسي بالنسبة للوكالة الإسبانية، مؤكدة بأن الصحافيين المتواجدين بالرباط يعدون مجموعة من الأخبار بشكل يومي حول الظاهرة.
وأضافت فاطمة الزهراء بوعزيز أن الوكالة تتابع عن كثب كل الخطوات التي يقوم بها المغرب في مجال الهجرة، منذ إطلاق الإستراتيجية الوطنية في مجال الهجرة واللجوء، بالإضافة إلى تغطية الندوات واللقاءات التي تهتم بالموضوع، مشددة بأن كل ذلك، يتم في إطار من التوازن في الخطاب.
ووقفت بوعزيز عند الصعوبات والعراقيل التي تواجه الصحافي في الوصول إلى المعلومة، خصوصا من طرف المؤسسات العمومية التي تتوفر على المعطيات بهذا الشأن، مطالبة بالاشتغال مع وسائل الإعلام والثقة في التعامل معها.
وشهدت الندوة ذاتها، مشاركة دانييل فرانس أنكولو، صحافية بيومية البيان (AL BAYANE)، التي حاولت أن تقارب موضوع الهجرة، من خلال تجربتها كصحافية، ومهاجرة كاميرونية بالمغرب أيضا، مشيرة إلى أن الإعلام المغربي يهتم بالقضايا الساخنة فقط.
وسجلت دانييل فرانس أنكولو، أن الخطاب الإعلامي يخضع للخطوط التحريرية للجرائد، والذي على أساسها يتم توظيف بعض المصطلحات والمفاهيم، من قبيل، “الهجرة غير النظامية، الهجرة السرية..”، وهو ما يتم التأثير به على المتلقي، الذي يجد نفسه في الأخير، أمام أحكام مسكوكة وتعميم بالنسبة لجميع المهاجرين المتواجدين في الدول المستقبلة.
ولاحظت أنكولو غياب صحافيين متخصصين في مجال الهجرة، مقدمة نموذج تغطية وسائل الإعلام لمؤتمر الهجرة والتنمية بمدينة مراكش، مشيرة إلى أن التغطية الصحافية كانت تنصب على بعض القضايا فقط، في الوقت الذي توجد فيعه مجموعة من المواضيع والشخصيات التي يمكن استغلال اللحظة والحديث معها وعنها في هذه المناسبة الدولية.
ودعت الصحافية بجريدة البيان، إلى ضرورة التعامل بشكل إيجابي مع موضوع الهجرة والمهاجرين، بالرغم من الصعوبات التي تواجه الصحافي في الوصول إلى المعلومة، كما شددت على ضرورة تكوين نظرة عامة حول الموضوع من طرف الصحافيين، وذلك، بهدف إعداد مقالات وتقارير إعلامية متوازنة.
وكان مسير الندوة، ورئيس الشبكة المغربية لصحافيي الهجرات، صلاح الدين المعيزي، قد أوضح في بداية هذا اللقاء أن اختيار تنظيم هذه الندوة والحديث في هذا الموضوع، جاء في إطار، تخليد اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف 3 ماي من كل سنة.
وأكد صلاح الدين المعيزي، أن النقاش الذي فتحته الشبكة، يهدف إلى التطرق إلى العلاقة الإشكالية التي تجمع وسائل الإعلام بالمهاجرين، وطرق تقليص الهوة بين الجانبين على مستوى الخطاب، مؤكدا على ضرورة تحسين تعاطي وسائل الإعلام مع قضايا الهجرة واللجوء.
> يوسف الخيدر