سليمان رشيد
دعا منتخبو إقليم ورزازات إلى الاستجابة لا نتظارات الساكنة في الصحة والتعليم والبنيات التحتية والتطهير السائل و قطاع الشباب والرياضة و غيرها
وطالب هؤلاء خلال اللقاء التواصلي المنظم، مؤخرا، بمقر عمالة ورزازات بتثمين المنتوجات المحلية والفلاحية إضافة إلى خلق صناعات تحويلية للمعادن بالمنطقة من أجل خلق فرص شغل قارة للشباب والعمل على إخراج الجهة إلى دائرة الضوء في جانب الترويج للقصبات والقصور وكل أنواع التراث المحلي من أجل جعل الجهة منتجة للثروة لا مستهلكة للمساعدات والإمدادات .
فالإقليم يتوفر على عدة ثروات مادية ولامادية ويحتل الريادة والتميز في عدة قطاعات كالسينما والسياحة والمعادن و الطاقة الشمسية، وهي كلها أمور رغم أهميتها لم تشفع له طيلة مدة إلحاقه بجهة مراكش أو جهة سوس ماسة درعة بأن يحظى بأية أولوية في مجال تقوية بنياته التحتية وتثمين مشاريعه التنموية وفك عزلته القاتلة بل ظل لعدة عقود رهينا وضحية لحسابات سياسوية، فرصيد الإقليم اليوم من الطرق لا يتجاوز 980 كلمترا٬ وهو ما يمثل 1,63 من الشبكة الطرقية بالمغرب فقط ٬ 30 بالمائة منها غير معبدة، وتتوزع هذه الشبكة ما بين طريقين وطنيين (الطريق الوطنية رقم 9 ورقم 10) تمتدان على طول 297 كلمترا٬ وثلاث طرق جهوية تمتد على طول 121 كلمترا ثم 15 طريقا إقليمية يصل طولها الإجمالي 564 كلمترا٬ وهو رصيد هزيل جدا، إذا قورن بما يسعى الإقليم لتحقيقه برسم برنامج الجهة الجديدة.
رئيس جهة درعة تافيلالت الحبيب الشوباني خلال هذا اللقاء التواصلي أكد في كلمته على تدبير حاجيات كل القطاعات بالجهة عبر سياسة واقعية وأهداف تنموية بعيدا عن أية مقاربات إقصائية أو سياسية، وهي المقاربات التي أبدى العديد من منتخبي إقليم ورزازات الجدد تخوفهم من تكرارها من طرف مسؤولي الجهة الجديدة، هذه التخوفات التي عبر عنها هؤلاء المسؤولون كانت نتاج سنوات من الإقصاء والتهميش خلال تجربتي جهة مراكش وجهة سوس ماسة درعة. اللقاء كان مناسبة أيضا لرئيس الجهة لبسط خطته الانتقالية من أجل بناء برنامج عمل تنموي للجهة و التي ترتكز على إطلاق ثلاث ديناميات تشخيصية متكاملة سياسية، مدنية وعلمية، ابتدأت بتدشين سلسلة من الحوارات الجهوية مع مختلف القطاعات الحكومية، وسيليها تنفيذ آلية عملية للتواصل مع المجتمع المدني والمهنيين في كل الأقاليم الخمسة المكونة للجهة، وركز رئيس الجهة كذلك على مسار ثالث سيتم من خلاله التركيز على المجتمع العلمي (الخبراء)، خاصة وأن الجهة تتوفر على كبار الباحثين والمهندسين الضالعين في العلوم والبحث، لتحقيق برنامج عمل تنمية الجهة، و هو ما سيمكن من إخراج جهة درعة تافلالت من العزلة والتهميش اللذين عانت منهما طيلة عقود .
أما بخصوص البرنامج التوقعي لمشاريع الجهة التنموية فقد ركز الحبيب الشوباني على أهمية الاعتمادات المالية الموجهة لقطاع الطرق والبنيات التحتية و التي ستمكن من تعبيد ما يقارب 5000 كلم من الطرق، وقد تمكن كل إقليم مما يقارب 60 مليار سنتيم على مدى ثلاث سنوات، كما خص بالذكر استمرار المرافعة من أجل إخراج نفق تيشكا إلى حيز الوجود خصوصا بعد تبني وزارة التجهيز له و اقتناعها بفعاليته وضرورته الحيوية للمنطقة، و عرج على مشاكل التعليم و التعليم العالي ليؤكد صوابية اختيار المدارس الجماعاتية كحل أمثل لمعالجة مسألة الهدر المدرسي بالعالم القروي ملحا على ضرورة بناء جامعة مستقلة خاصة بالجهة، مختتما كلامه بالإشارة لعدة اقتراحات ينوي مكتب الجهة تفعيلها في المستقبل القريب كإحداث شركة للتنمية مختصة بالدراسات تابعة للجهة، وإطلاق سلسلة من القاعات السينمائية بدءا بإقليم ورزازات لإشاعة ثقافة السينما بكل أقاليم الجهة والاستعداد المبدئي لتمويل تنظيم مهرجان عالمي للسينما بورزازات نظير مهرجان مراكش الدولي وخلق أسواق جهوية كبورصات لتثمين المنتوجات المحلية والتقليدية بمختلف الأقاليم التابعة للجهة، إضافة العديد من المبادرات الرامية لفك العزلة الجوية عن إقليمي ورزازات والراشيدية بشكل نهائي .
من جهته أكد والي الجهة محمد فنيد على أهمية مثل هذه اللقاءات في تحديد حاجيات كل إقليم بدقة و موضوعية، قبل بناء أي برنامج تنموي، مذكرا بالتوجيهات الملكية السامية والتي تحث المسؤولين الجهويين ورجال السلطة على التفعيل الأمثل للجهوية المتقدمة، وتجسيد مقتضياتها على أرض الواقع في ضوء الدستور المغربي والقوانين الأخرى. أما صالح بن يطو عامل إقليم ورزازات فقد قدم عرضا شاملا حول إقليم ورزازات و عناصره الديموغرافية والاقتصادية تناول من خلاله وضعية الأنشطة الاقتصادية الكبرى للإقليم كالسياحة والسينما ومشروع نور للطاقة الشمسية، وما تعرفه من منجزات وما ينتظره المهنيون منها بالمستقبل، أما قطاعات الطرق والنقل الجوي والسينما فقد أعدت عمالة ورزازات بخصوصها ملفات متخصصة ومدققة سلمها العامل مباشرة لرئيس الجهة، وتكفل رئيس قسم البرمجة والتجهيز بالعمالة إلى جانب رئيس لجنة الفيلم بتقديمها للحضور مرفقة بشروحات وافية حولها أثمرت في إقناع رئيس الجهة براهنتيها بشكل واضح للغاية.