فيروسات نزلات البرد، هي من الفيروسات العنيدة، والقابلة للتكيف في كل مكان. ما يجعل فرص الوقاية منها ضعيفة جدا، إلا بمعرفة نقاط ضعفها. فهناك أشياء يمكن أن تضر بالفيروسات أكثر من أي دواء طبي.
غالبا ما يتم تصوير الفيروسات على أنها كائنات حية شريرة على شكل كريات صغيرة. صحيح أن هذه الفيروسات صغيرة جدا ولكنها مزعجة. فهي تصيبنا وتختفي ثانية بعد أن تطرحنا في الفراش أسبوعا كاملا. ولكن اتباع بعض السلوكيات يساعدنا على التخلص من هذه الفيروسات العنيدة.
الهواء النقي والرطوبة
تجفف التدفئة المستمرة هواء الغرفة، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى جفاف الأغشية المخاطية، لتزداد سماكة الطبقة المخاطية المبطنة للمجاري التنفسية وليصبح الأنف والحنجرة والرئتان عرضة لهجمات الفيروسات. ومن المعروف أيضا أن فيروسات نزلات البرد تعيش طويلا في الأماكن الجافة. وهنا ينصح خبراء الصحة بترطيب هواء الغرف. ولا تكفي تهوية الغرفة للتخلص من الهواء الجاف، بل لابد من ترطيب هواء الغرف بوضع بعض المناشف المبللة على أجهزة التدفئة مثلا.
المزاج الجيد
تؤثر الحالة النفسية على مناعتنا وذلك من خلال الهرمونات التي يفرزها الجسم. فالإجهاد المزمن مثلا يؤثر سلبا على مناعتنا، وكل ما يحسن مزاجنا يعزز مناعتنا. ما يعني أن المزاج يؤثر على عدوى نزلات البرد أو بمعنى أدق، يساعد المزاج الجيد والاستقرار النفسي على منع انتشار الفيروسات في الجسم.
ووفقا لموقع “فوكوس” الألماني فإن التخفيف من حدة الإرهاق يقي من الإصابة بفيروسات نزلات البرد، فالأشخاص المتفائلون والمنفتحون هم أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد وهو ما توصلت إليه الباحثة شيلدون كوهين من جامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ، في إحدى دراساتها المتعلقة بالمناعة النفسية ودورها في الوقاية من فيروسات نزلات البرد، مشيرة إلى أن الضحك ينشط الخلايا المناعية ويزيد من القدرة على مقاومة الأمراض.
النظافة
غسل اليدين بشكل متكرر هو أفضل وسيلة للقضاء على الفيروسات حسب رأي خبراء الصحة مثل الطبيب إيرنست تابوري من المركز الاستشاري الألماني للصحة في فرايبورغ. حيث أن تسعين بالمائة من الفيروسات تصل إلى الجسم عبر اليدين. ويمكن القضاء على الفيروسات بغسل اليدين لمدة لا تقل عن 30 ثانية بالماء والصابون.
ممارسة الرياضة
من يمارس الرياضة بانتظام تزداد مناعته و تقل إمكانية إصابته بنزلات البرد، باستثناء الرياضات القاسية، فالإجهاد الشديد يضعف جهاز المناعة. لذا ينصح خبراء الصحة بممارسة الرياضة عدة مرات في الأسبوع، فالرياضة تخلصنا من الفيروسات. وبحسب لغة الأرقام ينصح خبراء الصحة بممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع لمدة لا تقل عن نصف ساعة، ومن يشعر بأنه سيصاب بالبرد، ينصحه خبراء الصحة بعدم ممارسة الرياضة والاكتفاء بالسير في الهواء الطلق.
النوم الصحي والتغذية
يمكن للكثيرين مكافحة نزلات البرد بـ “النوم الصحي”، فالنوم هو وسيلة فعالة للحماية من الفيروسات الشديدة. فهو يقوي المناعة، على أن تكون مدته كافية. فالنوم أقل من سبع ساعات في اليوم يزيد من احتمال الإصابة بنزلات البرد بمعدل الثلث، وهذه النتيجة توصلت إليها أيضا الدراسة التي قام بها الباحثون في جامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ والمتعلقة بدور المناعة النفسية في الوقاية من فيروسات نزلات البرد.
وفي السياق ذاته أثبتت دراسة تابعة لجامعة “شيكاغو” الأمريكية أن الأشخاص الذين ينامون أربع ساعات في اليوم فقط تنخفض مناعتهم إلى النصف مقارنة بأولئك الذين ينامون بمعدل ثماني ساعات في اليوم.
ليس النوم الصحي وحده يعزز مناعتنا، بل التغذية الصحية أيضا، فاتباع نظام الحمية الغذائية باستمرار يضعف المناعة حسبما ورد في موقع “غيزوندهات تيبس” المعني بالشؤون الصحية.
أخطاء شائعة
> تناول المضادات الحيوية: في نزلات البرد المصحوبة بارتفاع درجات الحرارة، يلجأ البعض لتناول المضادات الحيوية. لكن هذه المضادات لا تؤثر على الفيروسات بل على البكتيريا فقط، وبالتالي فهي لن تشفي من نزلات البرد. لذا ينصح الأطباء بتناول المضادات الحيوية عند الإصابة بالتهاب اللوزتين أو الأمراض البكتيرية الأخرى، علما أن تناول المضادات الحيوية يجب أن يكون وفقا لاستشارة الطبيب.
> تخفيض الحمى الخفيفة: تعد الحمى الخفيفة في حالات نزلات مفيدة وغير مقلقة، فارتفاع درجة حرارة الجسم يساعد على تنشيط الجهاز المناعي، ما يسرع القضاء على الفيروسات. وينصح خبراء الصحة بعدم تخفيض درجة الحرارة الجسم عندما تكون أقل من 39 درجة مئوية، لأن الحرارة تقتل الفيروسات والجراثيم وإذا ما خفضناها فإن ذلك يطيل مدة المرض. إذا زادت حرارة الجسم عن 39 درجة، فجيب استشارة الطبيب.
> استعمال بخاخ الأنف لمدة طويلة: يلجأ الكثيرون إلى استخدام بخاخ الأنف أو القطرة لفترة طويلة، وهو تماما ما يحذر منه خبراء الصحة. فاستخدام هذه المواد أكثر من ثلاث مرات يوميا لمدة تزيد عن سبعة أيام، ربما يؤدي إلى خطر “الإدمان”، وينتج عن ذلك تضخم دائم للأغشية المخاطية في الأنف بمجرد ترك هذه المواد. والسبب هو أن الاستخدام المكثف لبخاخ الأنف يؤدي إلى تضيق الأوعية، فتبقى الأغشية المخاطية جافة ما يجعلها أكثر عرضة للبكتيريا والفيروسات.
> تنظيف الأنف بشكل خاطئ: لاشك أن تنظيف الأنف ضروري في حالات نزلات البرد. ولكن هنا لابد من مراعاة بعض الأمور، فالتمخط الشديد من فتحتي الأنف مضر. فمن خلال الضغط القوي على الأنف، يتم ضغط الفيروسات والمواد المخاطية إلى الجيوب الأنفية، ما يؤدي إلى سيلان أقوى، وقد ينتهي الأمر بالتهاب حاد في الجيوب الأنفية. ولذا ينصح خبراء الصحة أثناء تنظيف الأنف بإغلاق إحدى فتحتي الأنف والتمخط بحذر من الفتحة الثانية.
> الإكثار من حبوب الحلق المحلاة: تبدأ نزلات البرد لدى الكثيرين بحكة في الحلق وتنتهي بآلام مزعجة. وهنا يلجأ البعض لتناول حبوب مهدئة للحلق مصنوعة من الأعشاب لتخفيف حدة الآلام. ربما يحتاج البعض لتناول أكثر من حبة في اليوم. ولكن يجب الحذر من كثرة تناول الأقراص المحلاة فهي مضرة بالأسنان.
> تناول الكثير من الأدوية: هناك الكثير من الأدوية الخاصة بالأنفلونزا التي تباع بدون وصفة طبية. وهنا يجب توخي الحذر وعدم استعمال الكثير من الأدوية، فاستهلاك أدوية كثيرة في آن واحد قد يؤدي إلى إرهاق الجسم بتفاعلات غير ضرورية. والأفضل استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية.
> التعرق الشديد: التعرق أثناء الإصابة بنزلة برد ربما يكون جيدا، لكن الأفضل أن يكون ذلك في السرير وليس في حمامات التعرق أو “الساونا”، لأن ذلك قد يزيد من إجهاد الجهاز المناعي ويعيق عملية الشفاء.