البحث عن الطريق الضائع
ستصدر لي رواية باللغة الفرنسية مع حلول السنة المقبلة 2017 تحت عنوات “ماريا والبحث عن الطريق الضائع” بدعم من وزارة الثقافة. الرواية تحكي حياة امرأة تناضل في جبهات متعددة من الحياة من أجل التحرر من أغلال الأسرة والمجتمع من أجل حقها في التعبير عبر الإبداع، خاصة الكتابة. كما تتناول الرواية مواضيع مختلفة، من بينها العنف الزوجي وممارسة الجنس على الأطفال و التربية والحب. أنا الآن أضع اللمسات الأخيرة على كتابين “محكيات أمينة السحاقي”، الأول مجموعة قصص والثاني يتناول موضوع التربية.
تحركات ثقافية
ليست هناك حركة ثقافية بالمعنى العميق للكلمة، هناك ما قد اسميه بـ “تحركات ثقافية”، يطبعها جانب المصلحة، تتحكم فيها العلاقات. هناك مبادرات من بعض الجمعيات لتنظيم قراءات شعرية أو قصصية أو توقيعات وتكريمات، غالبا ما يؤثثها نفس الحضور. بل الأدهى من ذلك أن مثل هذه المبادرات أصبحت تنظم من قبل جمعيات لا علاقة لها بالثقافة. فلا يمكن إذن أن نتحدث عن إنتاج ثقافي حقيقي في ظل ما نعيشه من “حركة” الجهل والتسويق للرداءة. ولا نستغرب كثيرا لهذا الواقع حين يصرح مسؤول مجيبا عن سؤال بعض المهتمين بالشأن الثقافي قائلا: “لدينا أولويات”.
نقاشات تافهة
التفاهة والسطحية هما ما يميز نقاشات المغاربة، حتى حين يتعلق الأمر بمواضيع هامة تمس المعيش اليومي. ثرثرة ونقاش زائف يعكسه الشارع والمقاهي وعلى وجه الخصوص وسائط التواصل الاجتماعي، حيث تطغى المواضيع التافهة والشعارات الكاذبة والأساليب الدنيئة.
غياب
ليس من اليسير الإحاطة بكل أسباب غياب العديد من الأسماء الأدبية والفكرية عن ساحة النشر، ولكن يمكن القول الواقع الثقافي يدعو لليأس. مجتمع لا يقرأ وإبداع لا يتابع من طرف النقاد. هذا بالإضافة إلى معاناة النشر والتوزيع.
مؤامرة على التنوير
بدون أدنى تردد أقول إنني ضد المحاكمة القضائية للإنتاج الأدبي والفكري. محاكمة أديب أو مفكر هي سلب حرية التعبير، وأكاد أقول “حرية التفكير”، وهي بالواضح مؤامرة على التنوير ورغبة أكيدة في الرجوع إلى عصور الظلام.
مجاملة
في ظل ما سبق يصبح من العبث أن نتحدث عن شيء اسمه” الدخول الثقافي”، إلا إذا أردنا تجاوزا نعت ما تقوم به جمعيات المجتمع المدني من أنشطة موسمية أو مبادرات شخصية، تطبعها المجاملة بالدخول الثقافي. ليست هناك رؤية شاملة واضحة للشأن الثقافي ولا برنامجا واضحا. كل ما هناك عشوائية في التعامل مع الثقافة. مع الأسف الشديد كل شيء يوحي بأن هناك تغييبا للثقافة، ويكفي أن نتأمل وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية لنلمس ذلك.
اعداد :عبدالعالي بركات