خلف قرار المحكمة، باستدعاء جميع المشتكيات والمصرحات والشهود عن طريق القوة العمومية، في ملف المتهم ” توفيق بوعشرين”، مؤسس جريدة “أخبار اليوم” وموقع “اليوم 24″، المتابع من أجل جنايات الاتجار في البشر، خلافا بين دفاع المتهم وممثل النيابة العامة، في الجلسة السادسة السرية، المنعقدة، ليلة أول أمس الأربعاء.
فقد اعتبر النقيب زيان، أن المصرحات يرفضن الحضور لخوفهن من إجبارهن على تأكيد ما أسماه بالزور الذي تمت فبركته من طرف الفرقة الوطنية، وأن قرار المحكمة غير سليم ومن شأنه أن يثير الهلع في صفوفهن، بينما اعتبر عبد الفتاح زهراش عن دفاع الضحايا، أن القرار من شأنه أن يساعد المحكمة على تكوين قناعتها حول الملف قبل النطق بالحكم فيه، مضيفا، أن هناك من دفاع المتهم، من يتصل بالمصرحات من أجل تحريضهن على عدم الحضور إلى المحكمة، مما يعتبر، في نظره، احتقارا لمقرر قضائي صادر عن هيأة محكمة جنائية.
وإثر هذا الخلاف، الذي امتد صداه إلى خارج قاعة الجلسة، اضطرت المحكمة إلى رفع الجلسة، قبل استئنافها من جديد. وخصصت المحكمة، هذه الجلسة السرية السادسة، للاستماع إلى المصرحة “و. ط”، وعرض الفيد يوهات الجنسية المتعلقة بها، حيث أفادت في تصريحاتها أنها كانت تربطها بالمتهم بوعشرين علاقة صداقة حميمية وأن العلاقات الجنسية بينهما كانت رضائية.
ووفق مصدر حضر هذه الجلسة، فإن المصرحة المذكورة، لم تستطع متابعة الفيديو المتعلق بها، عندما ظهرت وهي تمارس الجنس مع المتهم بوعشرين، حيث أكدت مرة أخرى، أن علاقتها ببوعشرين، لم تخرج عن خانة العلاقة الإنسانية الحميمية، بعد أن وعدها بالزواج وأبان عن رغبته في الارتباط بها للنأي عن المشاكل الجمة التي كان يتخبط فيها، بينما كانت تبحث عن سند وشريك لها بعد أن خرجت من تجربة زواج لم يُكتب لها النجاح.
وعن سؤال عمن يظهر في الفيديو، قالت إن بوعشرين هو من يظهر برفقتها، وإنه لا وجود لأي عداوة بينهما. ولم تنفِ أن الفيديو له علاقة بالمتهم، موضحة أنه قام بتصويرها دون أن تفطن لذلك، ما جعلها تسقط مغمى عليها بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بعد عرض الفيديو عليها بمجرد تفجر القضية، في حين نفى المتهم الأمر جملة وتفصيلا. وأكدت أيضا أن حضورها إلى المحكمة، هو من أجل قول الحقيقة وقول ما يمليه عليها ضميرها، وأن المتهم لم يتاجِر بها ولم يغتصبها.
وكانت المصرحة “و. ط”، قد سبق أن صرحت لعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أنها مارست الجنس مع المتهم برضاها وعن طواعية مرات عديدة، منذ تعرفت عليه سنة 2015 خلال رحلة على متن القطار.
هذا، وفي الوقت الذي حضرت المشتكيتان، (أ. ح) و(ن.ح) والمصرحتان (و. م) و(س. ا)، غابت باقي المصرحات لأسباب عديدة، إما لكونهن في حالة سفر، أو لم يتوصلن بالاستدعاء، أو عدم فتح الباب لرجال الأمن لتبليغها بالحضور، واعتبر محامون في تصريحات لممثلي وسائل الإعلام، في بهو المحكمة، أن النيابة العامة لم تستطع الوصول إلى بعض الضحايا والمصرحات والشاهدات بعدما عمد بعضهن إلى السفر وأقدم البعض الآخر منهن على تغيير أماكن سكنهن.
حسن عربي