أشاد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بالدور الهام الذي يقوم به الصحافيون في تطوير أوضاع البلاد ومساهمتهم في ترسيخ قيم النزاهة والمصداقية. وعبر رئيس الحكومة، خلال استضافته من قبل فرع المغرب لاتحاد الصحافيين الفرنكفونيين، مساء الثلاثاء الماضي بالدار البيضاء، عن استعداده لاتخاذ كل ما من شأنه تقوية الجسم الصحافي ودور الصحافة الحرة ذات المصداقية لتكون قادرة على الاضطلاع بمهمتها النبيلة، مشيرا أن المهنة تتوفر حاليا على هيئة تتمتع بدعم الدولة وتشكل قوة اقتراحية وآلية للمواكبة، تتمثل في المجلس الوطني للصحافة.
وبعد أن وجه التحية “للصحافيين الشرفاء الذين يشتغلون ويناضلون رغم التزامات ومخاطر المهنة التي تكون أحيانا صعبة”، شدد رئيس الحكومة على ضرورة تطوير الصحافة وتقويتها على جميع الأصعدة، معتبرا أن هناك جهودا كبيرة تبذل لدعم الصحافة ولدورها الهام في المساهمة في الإصلاح عن طريق توعية المواطنين والرأي العام.
ودافع العثماني، خلال هذا اللقاء المفتوح مع الإعلاميين المغاربة، عن حكومته التي تقترب من تقديم حصيلة عملها في منتصف ولايتها، معتبرا أن فريقه الحكومي تمكن، رغم التحديات والصعوبات، من تحقيق عدد من الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية وذات ارتباط بالحكامة، وتنفيذ أوراش إصلاحية مهيكلة، منها ما بدأت ثماره تظهر على أرض الواقع، ومنها من ستكون لها آثار إيجابية على المديين المتوسط والبعيد.
وأشار رئيس الحكومة إلى اعتماده منهجية اشتغال واضحة وفق خطة عمل تروم تحقيق الأولويات الواردة في البرنامج الحكومي، وتنفيذ التوجيهات الملكية السامية، على اعتبار أن الحكومة ملزمة بتحمل مسؤولياتها، وكل ذلك وفق رؤية وبرنامج واضحين، إذ بدونهما، يقول رئيس الحكومة، “لا يمكننا الاشتغال وتحقيق أي نجاح”. وأكد رئيس العثماني، في نفس الصدد، أن الحكومة “مرتبطة بعقد أخلاقي” وتعمل وفق رؤية “شمولية وموحدة ومشتركة”، من أجل إنجاز الأوراش الجارية والتفكير في تحديات المستقبل.
إلى ذلك، وجه رئيس الحكومة بالمناسبة أيضا رسائل عدة إلى الفاعلين السياسيين والاقتصاديين مفادها أن الحكومة تشتغل بكافة مكوناتها، وأن الفريق الحكومي يتمتع بـ”روح جماعية قوية”، ويعمل باستمرار “من أجل صالح المواطنين و البلاد”، بعيدا عن التأثر بالسجالات الحزبية التي تبقى “عادية”.
واعتبر العثماني أن حكومته نجحت في عدد من الأوراش الاقتصادية والاجتماعية، من قبيل إخراج ميثاق اللاتمركز الإداري، الذي طال انتظاره رغم الخطابات الملكية السامية المتكررة، وإطلاق ورش إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية، وكذا إرساء قواعد الحكامة وآليات مكافحة الفساد، وغيرها من الأوراش التي لها آثار إيجابية على عيش وكرامة المواطن وعلى الاقتصاد والمقاولة الوطنيين.
وذكر رئيس الحكومة، من جهة أخرى، بأن قطاعات التعليم والصحة والتشغيل تتصدر قائمة الأولويات التي حددتها الحكومة، مؤكدا، على سبيل المثال، أن الميزانية المخصصة للتعليم ارتفعت بنسبة 25 في المائة برسم سنة 2019 مقارنة مع 2016. وأبرز رئيس الحكومة الأهمية التي يتم إيلاؤها للمجال الاجتماعي، والتي تتمثل بشكل خاص في التدابير والمخططات القطاعية المعتمدة لفك العزلة عن عدد من المناطق، وتوفير الكهرباء و الماء الصالح للشرب.
واعتبر أن نجاح الاستراتيجيات المعتمدة يتطلب انخراط جميع الشركاء، مجددا التأكيد على استعداد الحكومة للأخذ بعين الاعتبار جميع المقترحات البناءة و المثمرة، إذ رغم ما حققته الحكومة خلال سنتين من عمرها، كما يقول العثماني، فإن “التحديات مازالت قائمة وعلينا أن نكون متفائلين في مستقبل بلادنا، ويحدونا أمل كبير في المضي قدما وفق رؤية واضحة لا غبار عليها”.
العثماني: للصحافة دور هام في تطوير أوضاع البلاد
الوسوم