فجأة، وبدون سابق إنذار، عاد التونسي سليم شيبوب للواجهة من خلال بوابة الرياضة، وذلك بتقديمه اعترافات خطيرة، وإقرار بكونه كان واحدا من رموز الفساد، كما ساهم في تحويل نتائج لصالح فريقه السابق الترجي التونسي.
فبوجه مكشوف، وبدون أدنى تحفظ أو ورع أو حتى حياء، أقر شيبوب بما أسماه سيطرة التونسيين على مقاليد الحكم داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) خلال سنوات خلت، ورأى في هذا السلوك المشين مسألة طبيعية مادامت هذه السيطرة تمكن المسؤولين التوانسة من خدمة أنديتهم ومنتخباتهم من خلال تواجدهم في هذا الجهاز القاري.
واعترف شيبوب الذي يعد رموز النظام السابق بقيادة بنعلي، أيضا بتدخله فيما يخص تعيينات الحكام أو استقدام أو رفض حكام بأعينهم أو الحصول على حقوق استضافة بطولات وغيرها من الممارسات التي خدمت جهة واحدة، لكنها خلفت أضرارا فادحة بالعديد من المنتخبات والأندية على حد سواء.
والاعتراف كما يقال سيد الأدلة، فكيف لهذا المسؤول السابق أن يقر بكل هذه الفضائح والممارسات الفاسدة؟ وكيف سمح لوبي الرئيس السابق عيسى حياتو بذلك، دون أي تدخل يحول دون كل هذا العبث والظلم الفادح؟
واذا كان الجهاز السابق بـ (الكاف) قد تواطأ مع هذا المسؤول الفاسد، فأي رد فعل للمكتب التنفيذي الحالي بقيادة الرئيس الملغاشي أحمد أحمد؟
سؤال يطرح نفسه بإلحاح أمام هذا الاعتراف الذي يفضح عقودا من الفساد الذي ينخر كرة القدم الإفريقية، والأمر لا يتطلب الكثير من التفكير أو التردد دفاعا عن شرف وتاريخ (الكاف)، ورفضا لأمثال هؤلاء الفاسدين الذين لا يشرف الجهاز الرياضي الأول على الصعيد القاري أن يكونوا جزء من تاريخه.
فأغلب التونسيين وخاصة الرياضيين منهم لا زالوا يتساءلون حتى الآن كيف استغل هذا الشخص المفروض شعبيا نفوذه المعنوي والمادي لتحويل الرياضة التونسية إلى مؤسسة “مافيوزية”، وهو مجرد موظف سابق بسيط بديوان الموانئ الوطنية التونسية.
اعترافات سليم شيبوب أعطت الحق لرئيس جامعة كرة القدم بالمغرب ونائب رئيس (الكاف) فوزي لقجع الذي قال في رده مؤخرا على رئيس نادي الزمالك المصري مرتضى منصور، من يريد التحدث عن موضوع التحكيم عليه العودة إلى الـ20 سنة الأخيرة، وطرح السؤال عمن كان يستفيد في المنافسات القارية للمنتخبات والأندية خلال تلك الفترة، ويحقق البطولات، مشيرا إلى أن المغرب لم يكن البلد الذي يحصد الألقاب على مستوى الفرق والمنتخبات، بل كانت بلدان أخرى تحصد الألقاب مستفيدة من تموضع مواطنيها في أجهزة الاتحاد الإفريقي.
لجنة التحكيم بـ (الكاف) يترأسها حاليا وابيري من جيبوتي وقبله طارق بوشماوي من تونس وقبله عدد من الإخوة المصريين.. كل هذا دون الخوض والحديث عن الناس الذين يشتغلون داخل كل الأجهزة المسؤولة داخل الاتحاد الإفريقي، وكل يعرف أنه خلال 20 سنة لم تستفد الأندية المغربية أو المنتخبات من أي دعم أو ممارسات غير نزيهة، وإذا أراد أي شخص آخر فتح النقاش الواسع في الموضوع بالذات فنحن مستعدون لذلك.
ننتظر رد فعل ا(لكاف) دفاعا عن قيمة المؤسسة وشرفها ورفضها لجزء من تاريخ لا يشرف حاضرها …
محمد الروحلي