حضر إلى المغرب في الفترة الأخيرة قياديو أحزاب جزائرية مختلفة بمناسبة انعقاد مؤتمرات أحزاب مغربية، وصدرت تصريحات عنهم تجمع على ضرورة فتح الحدود البرية بين البلدين، وتعزيز العلاقات الثنائية. مساء الجمعة الماضي قال حميد فرحات القيادي في جبهة القوى الاشتراكية أمام مؤتمر الحركة الشعبية بأن «بلدان المغرب العربي لا تملك أية فرصة لأن تتطور منفصلة عن بعضها البعض، مما يجعل فتح الحدود بين الجزائر والمغرب ضرورة ملحة».
وقال محسن بلعباس من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في المناسبة ذاتها ، بأن «تنمية المغرب العربي هي تحدي في متناولنا إذا أردنا في المبادلات الاقتصادية مع الشمال تقليص الهوة في وارداتنا وجعل منطقتنا أكثر جاذبية للاستثمارات».
وقبل مؤتمر الحركة بأيام، كان القائد التاريخي الجزائري الكبير الحسين آيت أحمد قد وقف أمام المؤتمر الوطني الثامن لحزب التقدم والاشتراكية مناديا بفتح الحدود وبتعزيز الوحدة بين الشعبين الجارين الشقيقين، وتعاقب على منصة المؤتمر نفسه ممثلو أحزاب جزائرية أخرى، وأيضا أحزاب من تونس ومن موريتانيا، وسياسيون من ليبيا، وجميعهم وجهوا النداء ذاته والمطلب نفسه.
وحتى الزعيم الليبي معمر القذافي أبدى مؤخرا أسفه للمشكل القائم بين المغرب والجزائر، ولإغلاق الحدود بين البلدين الشقيقين، لافتا إلى الدور التاريخي الذي لعبه المغرب والمغاربة إلى جانب الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي…
وقبل الطبقة السياسية المغاربية، وخصوصا الجزائرية، تعالت أصوات الفاعلين الاقتصاديين، وتبادلوا فيما بينهم الزيارات وشاركوا معا في معارض تجارية، وفي الفترة الأخيرة استطاعت نقابات التعليم العالي في البلدان المغاربية الخمسة هيكلة (اتحاد نقابات التعليم العالي في لمغرب العربي)، والتقى الباحثون الجامعيون وسط الرباط لتدارس إشكالات البحث العلمي والتعاون الجامعي فيما بينهم…
كل هذا يعني أن الشعوب ومثقفيها وفعالياتها الاقتصادية والمدنية، تدرك أهمية الوحدة، وتحس بوشائج القرب والتمازج الاجتماعي…
ونتذكر، بالمناسبة، عندما أطلق فاعلون مغاربة مبادرة إلكترونية شعبية للمطالبة بفتح الحدود بين المغرب والجزائر، بدينامية من رجل الأعمال عبد الغني بنسعيد وآخرين، كيف أقبل عليها الناس بسرعة، وخلال أيام زاد عدد الموقعين عن العشرين ألف من المغاربة والجزائريين، وكانت الرسالة واضحة من الشعوب، أن اهدموا آخر الحدود المتبقية في عالم اليوم بين بلدين شقيقين وجارين.
وحدهم حكام الجزائر مصابون بالصمم، وبالعمى…
التكتلات الإقليمية أصبحت في عالم اليوم اختيارا ضروريا ، توجبه الرهانات الجيو إستراتيجية الدولية المعاصرة، والمؤسف أن يبدي الشعب الجزائري ونخبه ومثقفوه نضجا أكبر من حكامه…
أيها الناس
خذوا الحكمة من إشارات شعبكم ونبضه الوحدوي، ومن مطالب سياسييكم ومثقفيكم و….باقي العقلاء.