دار‭ ‬بوعزة: بناية‭ ‬الهلال‭ ‬الحمر‭ ‬المغربي‭ ‬مغلوقة

اليوم‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬إقفال‭ ‬بناية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬المغربي‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬منها‭ ‬شيء‭ ‬للذكرى‭ ‬سوى‭ ‬محماد‭ ‬ايت‭ ‬بحجو‭ ‬حارس‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬منذ‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬كان‭ ‬يخطو‭ ‬بمشقة‭ ‬جراء‭ ‬إصابته‭ ‬بمرض‭ ‬القلب‭ ‬والربو‭ ‬أمام‭ ‬منزله‭ ‬بكاريان‭ ‬ابن‭ ‬عبيد‭ ‬ببلدية‭ ‬دار‭ ‬بوعزة‭ ‬عمالة‭ ‬إقليم‭ ‬النواصر‭. ‬ وقد‭ ‬عبر‭ ‬بكل‭ ‬أسف‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬عقد‭ ‬لم‭ ‬يتوصل‭ ‬باجره‭ ‬الهزيل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتعدى800‭  ‬درهم‭ ‬في‭ ‬الشهر‭. ‬محماد‭ ‬متزوج‭ ‬وله‭ ‬أطفال‭ ‬يعيلهم‭ .‬لقد‭ ‬أخذت‭ ‬منه‭ ‬نكبات‭ ‬الدهر‭ ‬مأخذها‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭. ‬الرجل‭ ‬تجاوز‭ ‬عمره‭ ‬السادسة‭ ‬والستين‭ ‬ولازال‭ ‬يحن‭ ‬إلى‭ ‬أيام‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬فيها‭ ‬يؤمون‭ ‬جماعات‭ ‬وفرادى‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬كالهواورة‭ ‬والسوالم‭ ‬وأولاد‭ ‬زيان‭ ‬وسيدي‭ ‬رحال،زيادة‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬ابن‭ ‬عبيد‭ ‬وطماريس‭ ‬والحلالفة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬أو‭ ‬تعلم‭ ‬مهنة‭. ‬ويتذكر‭ ‬محماد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬المقر‭ ‬خمسة‭ ‬مستخدمين‭ ‬وثلاث‭ ‬ممرضات‭ ‬و‭ ‬معلمتان‭ ‬في‭ ‬الخياطة،وكان‭ ‬الكل‭ ‬يقوم‭ ‬بدوره‭. ‬الممرضات‭ ‬يستقبلن‭ ‬المرضى‭ ‬ويخففن‭ ‬عليهم‭ ‬الم‭ ‬الجراح‭ ‬وشدة‭ ‬المرض‭ ‬وهن‭ ‬يقمن‭ ‬بعملهن‭ ‬برقة‭ ‬وكياسة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬،‭ ‬فيما‭ ‬يستقبل‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭  ‬فتيات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعلم‭ ‬الخياطة‭ ‬وفن‭ ‬الطرز‭ ‬وهو‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬المعلمتان‭ ‬في‭ ‬الخياطة،‭ ‬بحيث‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التكوين‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬مستمر‭.  ‬ويضيف‭ ‬حارس‭ ‬البناية‭ ‬أنه‭ ‬اليوم،لم‭ ‬يبق‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬إلا‭ ‬خياطة‭ ‬واحدة‭ ‬تعاني‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬المرض‭. ‬فيما‭ ‬البناية‭ ‬أغلقت‭ ‬أبوابها‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عمدت‭ ‬جماعة‭ ‬دار‭ ‬بوعزة‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬الماء‭ ‬والكهرباء‭ ‬عنها‭.‬

*

*

Top